وقوله ﷺ في حديث أبي عمرو، وقيل: أبي عمرة، سفيان بن عبد الله قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحدًا غيرك، قال: قل آمنت بالله ثم استقم [1] رواه مسلم. يعني: قل لي شيئًا لا أحتاج إلى أن أسأل زيدًا وعمرًا بعدك، قول موجز أحفظه، وأعمل بمقتضاه، فأعطاه هذه الكلمة الجامعة: قل آمنت بالله ، مثل قوله تعالى: قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ. وقال: ثم استقم يعني: لا يكفي أن تقول: آمنت بالله، لا، لابدّ من عمل واقعي، لابد من استقامة على الصراط المستقيم، من غير تشهٍّ، ولا تذوق، ولا اختيار، بل عبد لله ، مطيع، منقاد.
شرح حديث قل آمنت بالله ثم استقم
وفي الحديثِ: بيانُ أنَّ النَّجاةِ في الاعتصامِ باللهِ والاستقامةِ على طَريقِه. وفيه: التَّحذيرُ مِن خُطورةِ اللِّسانِ، والحثُّ على توَقِّي الكلامِ إلَّا فيما يُفيدُ.
ولكي يتعلم الحكمة من أفواه الحكماء عليه أن يجالسهم ويتبع آثارهم، ويتفقد أحوالهم مع الله ومع الناس, ويصغى إلى أقوالهم، وينتبه إلى ما يصدر عنهم من إشارات تقوم مقام العبارات، فالعلماء والحكماء يحيون القلوب بالعلم والحكمة كما يحيي الله الأرض بالمطر. تَحْيَا بهم كل أرضٍ ينزلون بها كأنهم في بقاع الأرض أمطار
ويستفاد من هذا الحديث فوق ما ذكرناه أن العلم أبواب مقفلة مفاتيحها الأسئلة، لهذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يسألونه عن كل ما غمض عليهم فهمه، في أدب جم وأسلوب كريم، فيجيبهم عن كل ما سألوا بحب وكرامة، ولا يعيب على أحد سأله عن شيء، كما يفعل بعض علمائنا اليوم، بل كان يجعل من السؤال التافه منطلقاً إلى باب مهم من أبواب العلم. ويستفاد أيضاً من هذا الحديث أن يكون المسئول حكيماً في فهمه للسؤال وفي الإجابة عنه، فلا يكون جوابه بعيداً عن المطلوب في السؤال، ولا يكون قاصراً مخلاً لا يكتفي السائل به، ولا طويلاً مملاً ينفر منه، ويتحرى المسئول حاجة السائل إلى السؤال فلا يمهله ولا يتبرم منه، ويتعرف على حاله – في الثقافة والفهم – فيخاطبه على قدر عقله ووعيه، فهذه هي البلاغة في سموها وعراقتها، فهي كما يقول أهلها: مراعاة المتكلم بكلامه مقتضى حال المخاطب، والله ولي التوفيق.
بسم الله الرحمن الرحيم ﴿قل أعوذ برب الناس* ملك الناس* إله الناس* من شر الوسواس الخناس* الذي يوسوس في صدور الناس* من الجنة و الناس﴾. من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي كفته من كل شيء. أخرجه أبو داود، ٤/ ٣٢٢، برقم ٥٠٨٢، والترمذي، ٥/ ٥٦٧، برقم ٣٥٧٥، وانظر: صحيح الترمذي، ٣/١٨٢..
(أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر). مسلم، ٤/ ٢٠٨٨، برقم ٢٧٢٣..
(اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت وإليك النشور). الترمذي، ٥/ ٤٦٦، برقم ٣٣٩١، وانظر: صحيح الترمذي ٣/١٤٢..
(اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت). اذكار الصباح ابن بازی. من قالها موقناً بها حين يمسي، فمات من ليلته دخل الجنة، وكذلك إذا أصبح. أخرجه البخاري، ٧/ ١٥٠، برقم ٦٣٠٦..
(اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأن محمدا عبدك ورسولك).
اذكار الصباح ابن بازی
الشيخ ابن باز: وقت أذكار الصباح والمساء - YouTube
أنّه خير الأعمال عند الله تعالى وأعظمها. أنّه يزيد من الإيمان في القلوب. أذكار الصباح ابن باز وأذكار الصباح من القرآن والسنة. شاهد أيضًا: أذكار الصباح والمساء مكتوبة من حصن المسلم pdf
اللهم ما اصبح بي من نعمة ابن باز
ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه يقول: "مَن قال حينَ يصبحُ اللهمَّ ما أصبح بي من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقِك فمنك وحدَك لا شريكَ لك فلك الحمدُ ولك الشكرُ فقد أدَّى شكرَ يومِه ومن قال مثلَ ذلك حينَ يُمسِي فقد أدَّى شكرَ ليلتِه". [3] وقال الشّيخ ابن بازٍ في هذا الحديث أنّه حسنٌ، وأنّه واحدٌ من أذكار الصّباح والمساء الّتي سنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أن يردّدها المسلم في الصّباح والمساء، كما أنه من الأذكار العظيمة يمكن للمسلم دعاء الله تعالى بها وذكره لتحقيق شكره وأدائه، وقال أنّه من واجب المسلم أن يكثر من الأذكار والأدعية الّتي يكون فيها شكرٌ وثناءٌ على الله تعالى، لأنّ شكر الله تعالى على نعمه واجبٌ وفرضٌ على المسلمين، ومن شكر الله تعالى فإنّ الله تعالى يزيده من الفضائل والنّعم، ومن لم يشكره يحرمه منها ويعاقبه، والله أعلم.