تم تفسير سورة قل أوحي إلي، ولله الحمد.
- سورة الجن تفسير
- تفسير سوره الجن محمد متولي الشعراوي
- تفسير سورة الجن للصف السادس
- تفسير سورة الجن للاطفال
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة يونس - الآية 7
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 7
- فصل: تفسير الآية رقم (7):|نداء الإيمان
سورة الجن تفسير
وقيل: إلا ليعبدون أي إلا ليقروا لي بالعبادة طوعا أو كرها; رواه علي بن أبي طلحة عن ابن عباس. فالكره ما يرى فيهم من أثر الصنعة. مجاهد: إلا ليعرفوني. الثعلبي: وهذا قول حسن; لأنه لو لم يخلقهم لما عرف وجوده وتوحيده. ودليل هذا التأويل قوله تعالى: ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم وما أشبه هذا من الآيات. وعن مجاهد أيضا: إلا لآمرهم وأنهاهم. زيد بن أسلم: هو ما جبلوا عليه من الشقوة والسعادة; فخلق السعداء من الجن والإنس للعبادة ، وخلق الأشقياء منهم للمعصية. وعن الكلبي أيضا: إلا ليوحدون ، فأما المؤمن فيوحده في الشدة والرخاء ، وأما الكافر فيوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء; يدل عليه قوله تعالى: وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين الآية. وقال عكرمة: إلا ليعبدون ويطيعون فأثيب العابد وأعاقب الجاحد. وقيل: المعنى إلا لأستعبدهم. والمعنى متقارب; تقول: عبد بين العبودة والعبودية ، وأصل العبودية الخضوع والذل. سورة الجن - تفسير تفسير الشعراوي|نداء الإيمان. والتعبيد التذليل; يقال: طريق معبد. قال طرفة بن العبد:وظيفا وظيفا فوق مور معبدوالتعبيد الاستعباد وهو أن يتخذه عبدا. وكذلك الاعتباد.
تفسير سوره الجن محمد متولي الشعراوي
ومنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول إلى الجن، كما هو رسول إلى
الإنس ، فإن الله صرف نفر الجن ليستمعوا ما يوحى إليه ويبلغوا قومهم. ومنها: ذكاء الجن ومعرفتهم بالحق، وأن الذي ساقهم إلى الإيمان هو ما
تحققوه من هداية القرآن، وحسن أدبهم في خطابهم. ومنها: اعتناء الله برسوله، وحفظه لما جاء به، فحين ابتدأت بشائر نبوته،
والسماء محروسة بالنجوم، والشياطين قد هربت عن أماكنها، وأزعجت عن
مراصدها، وأن الله رحم به الأرض وأهلها رحمة ما يقدر لها قدر، وأراد بهم
ربهم رشدا، فأراد أن يظهر من دينه وشرعه ومعرفته في الأرض، ما تبتهج به
القلوب، وتفرح به أولو الألباب، وتظهر به شعائر الإسلام، وينقمع به أهل
الأوثان والأصنام. ومنها: شدة حرص الجن لاستماع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتراكمهم عليه. ومنها: أن هذه السورة قد اشتملت على الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك،
وبينت حالة الخلق، وأن كل أحد منهم لا يستحق من العبادة مثقال ذرة، لأن
الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم، إذا كان لا يملك لأحد نفعا ولا ضرا، بل
ولا يملك لنفسه، علم أن الخلق كلهم كذلك، فمن الخطأ والغلط اتخاذ من هذا
وصفه إلها [آخر] مع الله. تفسير سورة الجن وفوائدها من القرأن الكريم – موقع هلسي. ومنها: أن علوم الغيوب قد انفرد الله بعلمها،
فلا يعلمها أحد من الخلق، إلا من ارتضاه الله وخصه بعلم شيء منها.
تفسير سورة الجن للصف السادس
لِّنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَمَن يُعۡرِضۡ عَن ذِكۡرِ رَبِّهِۦ يَسۡلُكۡهُ عَذَابٗا صَعَدٗا
وَأَنَّ ٱلۡمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدۡعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدٗا
وأن المساجد لعبادة الله وحده، فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها؛ فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليُعبَدَ اللهُ وحده فيها، دون من سواه، وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله، ومتابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم. تفسير سورة الجن للصف السادس. وَأَنَّهُۥ لَمَّا قَامَ عَبۡدُ ٱللَّهِ يَدۡعُوهُ كَادُواْ يَكُونُونَ عَلَيۡهِ لِبَدٗا
وأنه لما قام محمد صلى الله عليه وسلم، يعبد ربه، كاد الجن يكونون عليه جماعات متراكمة، بعضها فوق بعض; مِن شدة ازدحامهم لسماع القرآن منه. قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا
قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكفار: إنما أعبد ربي وحده، ولا أشرك معه في العبادة أحدًا. قُلۡ إِنِّي لَآ أَمۡلِكُ لَكُمۡ ضَرّٗا وَلَا رَشَدٗا
قل -أيها الرسول- لهم: إني لا أقدر أن أدفع عنكم ضرًا، ولا أجلب لكم نفعًا، قل: إني لن ينقذني من عذاب الله أحد إن عصيته، ولن أجد من دونه ملجأ أفرُّ إليه مِن عذابه، لكن أملك أن أبلغكم عن الله ما أمرني بتبليغه لكم، ورسالتَه التي أرسلني بها إليكم.
تفسير سورة الجن للاطفال
والعبادة الطاعة ، والتعبد التنسك. فمعنى ليعبدون ليذلوا ويخضعوا ويعبدوا. ﴿ تفسير الطبري ﴾
القول في تأويل قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56)اختلف أهل التأويل في تأويل قوله ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) فقال بعضهم: معنى ذلك: وما خلقت السُّعداء من الجنّ والإنس إلا لعبادتي, والأشقياء منهم لمعصيتي. * ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان, عن ابن جُرَيج, عن زيد بن أسلم ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) قال: ما جبلوا عليه من الشقاء والسعادة. حدثنا ابن بشار, قال: ثنا مؤمل, قال: ثنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن زيد بن أسلم بنحوه. حدثني عبد الأعلى بن واصل, قال: ثنا عبيد الله بن موسى, قال: أخبرنا سفيان, عن ابن جُرَيج, عن زيد بن أسلم, بمثله. حدثنا حُمَيد بن الربيع الخراز, قال: ثنا ابن يمان, قال: ثنا ابن جُرَيج, عن زيد بن أسلم, في قوله ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) قال: جَبَلَهم على الشقاء والسعادة. تفسير سورة الجن كاملة. حدثنا ابن حُمَيد, قال: ثنا مهران, عن سفيان ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) قال: من خلق للعبادة.
وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا أي: ملجأ ومنتصرا. إِلا بَلاغًا مِنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ أي: ليس لي مزية على
الناس، إلا أن الله خصني بإبلاغ رسالاته ودعوة الخلق إلى الله، وبهذا تقوم الحجة
على الناس. تفسير سوره الجن محمد متولي الشعراوي. وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وهذا المراد به المعصية الكفرية، كما قيدتها النصوص
الأخر المحكمة. وأما مجرد المعصية، فإنه لا يوجب الخلود في النار، كما دلت
على ذلك آيات القرآن، والأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه سلف
الأمة وأئمة هذه الأمة. حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ أي: شاهدوه عيانا،
وجزموا أنه واقع بهم، فَسَيَعْلَمُونَ في ذلك الوقت حقيقة المعرفة مَنْ أَضْعَفُ
نَاصِرًا وَأَقَلُّ عَدَدًا حين لا ينصرهم غيرهم ولا أنفسهم ينتصرون، وإذ يحشرون
فرادى كما خلقوا أول مرة. قُلْ لهم إن سألوك [ فقالوا] ( متى
هذا الوعد) ؟ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ
لَهُ رَبِّي أَمَدًا أي: غاية طويلة، فعلم ذلك عند الله.
﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾
وكما أوحى إليه أنه استمع نفر من الجن أوحى إليه أنه لو استقام الجنّ والإنس على طريق الإسلام، وعملوا بما فيه، لسقاهم الله ماءً كثيرًا، وأمدَّهم بنعم متنوعة. ﴿لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا﴾
لنختبرهم فيه أيشكرون نعمة الله أم يكفرونها؟ ومن يُعْرِض عن القرآن، وعما فيه من المواعظ، يدخله ربه عذابًا شاقًّا لا يستطيع تحمّله. ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾
وأن المساجد له سبحانه لا لغيره، فلا تدعوا مع الله فيها أحدًا، فتكونوا مثل اليهود والنصارى في كنائسهم وبِيَعهم. سورة الجن تفسير. ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾
وأنه لما قام عبد الله محمد صلّى الله عليه وسلّم يعبد ربه ببطن نَخْلة، كاد الجن يكونون مُتَراكِمين عليه من شدّة الزحام عند سماعهم قراءته للقرآن. ﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا﴾
قل - أيها الرسول - لهؤلاء المشركين: إنما أدعو ربي وحده، ولا أشرك به غيره في العبادة كائنًا من كان.
تفسير القرآن الكريم
مرحباً بالضيف
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة يونس - الآية 7
قال البغوي في تفسيره: وجعله واحدا لامتزاجهما. قال القرطبي في تفسيره: وأراد ماءين: ماء الرجل وماء المرأة، لأن الإنسان مخلوق منهما، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما. قال السمرقندي في بحر العلوم: {يَخْرُجُ* مِنْ* بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ}: يعني:*خلق* من*مائين،*من*ماء* الأب يخرج*من*بين الصلب (1). قال الطبري في تفسيره: وقوله:*( يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)يقول: يخرج من بين ذلك، ومعنى الكلام: منهما، كما يقال: سيخرج من بين هذين الشيئين خير كثير، بمعنى: يخرج منهما. *قوله {دافِق}:* أي مدفوق. يعني: مصبوب بدفق، وشدة. قال ابن خالويه في إعراب ثلاثين سورة: {خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ}: والماء الدافق فاعل في اللفظ مفعول في المعنى، ومعناه من ماء مدفوق أي مصبوب؛ يقال دفق ماءه وسفحه وسكبه وصبه بمعنى [واحد]. فصل: تفسير الآية رقم (7):|نداء الإيمان. قال غلام ثعلب في ياقوتة الصراط: {من مَاء دافق} فِي معنى: مدفوق، وهو مما جَاءَ على لفظ الْفَاعِل وَهُوَ مفعول بِهِ، وَمثله: {فِي عيشة راضية} أَي: مرضية........................
(1): قال الطبري في تفسيره: والصواب من القول في ذلك عندنا، قولُ من قال: هو موضع القِلادة من المرأة، حيث تقع عليه من صدرها.
2017-02-19, 10:17 AM #1 آيات قد تفهم خطأ:
قوله تعالى
{إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ} يونس: 7
قوله ( لا يرجون لقاءنا): أي لا يخافون. قاله الفراء في معاني القرآن، وابن قتيبة في غريب القرآن، ونجم الدين النيسابوري في إيجاز البيان عن معاني القرآن، والسمرقندي في بحر العلوم، وابن أبي زمنين في تفسيره، ومكي في الهداية إلى بلوغ النهاية، وغيرهم جمع. قال مكي: أي لا يخافون الحساب والبعث. تقول العرب: " فلان لا يرجو فلانا " أي: لا يخافه. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 7. قال الطبري في تفسيره: إن الذين لا يخافون لقاءَنا يوم القيامة. قال البغوي: أي: لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا. والرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع. قال السمرقندي: يعني: لا يخافون البعث بعد الموت. قال ابن أبي زمنين: أي لا يخافون البعث، وهم المشركون؛ لأنهم لا يقرون بالبعث. قلت ( عبدالرحيم): قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا): أي لا يخافون. ومنه قوله تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا): قال ابن قتيبة في غريب القرآن، والفراء في معاني القرآن، والأخفش الأوسط في معانيه، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه، وأبو حيان في تحفة الأريب بما في القرآن من الغريب، وغيرهم: لا تخافون له عظمة.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة يونس - الآية 7
قال الخازن: {إن الذين لا يرجون لقاءنا} يعني لا يخافون لقاءنا يوم القيامة فهم مكذبون بالثواب والعقاب والرجاء يكون بمعنى الخوف تقول العرب: فلان لا يرجو فلانًا بمعنى: لا يخافه، ومنه قوله سبحانه وتعالى ما لكم لا ترجون الله وقارًا ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها أي لم يخفه. والرجاء يكون بمعنى الطمع، فيكون المعنى: لا يطمعون في ثوابنا {ورضوا بالحياة الدنيا} يعني: اختاروها وعملوا في طلبها فهم راضون بزينة الدنيا وزخرفها {واطمأنوا بها} يعني وسكنوا إليها مطمئنين فيها وهذه الطمأنينة التي حصلت في قلوب الكفار من الميل إلى الدنيا ولذاتها أزالت عن قلوبهم الوجل والخوف فإذا سمعوا الإنذار والتخويف لم يصل ذلك إلى قلوبهم {والذين هم عن آياتنا غافلون} قيل المراد بالآيات أدلة التوحيد. وقال ابن عباس: عن آياتنا يعني عن محمد صلى الله عليه وسلم والقرآن؛ غافلون: أي معرضون.
إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ (7) قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون قوله تعالى إن الذين لا يرجون لقاءنا يرجون يخافون; ومنه قول الشاعر: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عواسل وقيل يرجون يطمعون; ومنه قول الآخر: أيرجو بنو مروان سمعي وطاعتي وقومي تميم والفلاة ورائيا فالرجاء يكون بمعنى الخوف والطمع; أي لا يخافون عقابا ولا يرجون ثوابا. وجعل لقاء العذاب والثواب لقاء لله تفخيما لهما. وقيل: يجري اللقاء على ظاهره ، وهو الرؤية; أي لا يطمعون في رؤيتنا. وقال بعض العلماء: لا يقع الرجاء بمعنى الخوف إلا مع الجحد; كقوله تعالى: ما لكم لا ترجون لله وقارا. وقال بعضهم: بل يقع بمعناه في كل موضع دل عليه المعنى. قوله تعالى ورضوا بالحياة الدنيا أي رضوا بها عوضا من الآخرة فعملوا لها. واطمأنوا بها أي فرحوا بها وسكنوا إليها ، وأصل اطمأن طمأن من طمأنينة ، فقدمت ميمه وزيدت نون وألف وصل ، ذكره الغزنوي. والذين هم عن آياتنا أي عن أدلتنا غافلون لا يعتبرون ولا يتفكرون.
فصل: تفسير الآية رقم (7):|نداء الإيمان
[ ص: 100] ومعنى واطمأنوا بها سكنت أنفسهم وصرفوا هممهم في تحصيل منافعها ولم يسعوا لتحصيل ما ينفع في الحياة الآخرة; لأن السكون عند الشيء يقتضي عدم التحرك لغيره. وعن قتادة: إذا شئت رأيت هذا الموصوف صاحب دنيا ، لها يرضى ، ولها يغضب ، ولها يفرح ، ولها يهتم ويحزن. والذين هم غافلون هم عين الذين لا يرجون اللقاء ، ولكن أعيد الموصول للاهتمام بالصلة والإيماء إلى أنها وحدها كافية في استحقاق ما سيذكر بعدها من الخبر. وإنما لم يعد الموصول في قوله: ورضوا بالحياة الدنيا لأن الرضى بالحياة الدنيا من تكملة معنى الصلة التي في قوله: إن الذين لا يرجون لقاءنا
والمراد بالغفلة: إهمال النظر في الآيات أصلا ، بقرينة المقام والسياق وبما تومئ إليه الصلة بالجملة الاسمية هم عن آياتنا غافلون الدالة على الدوام ، وبتقديم المجرور في قوله عن آياتنا غافلون من كون غفلتهم غفلة عن آيات الله خاصة دون غيرها من الأشياء فليسوا من أهل الغفلة عنها مما يدل مجموعه على أن غفلتهم عن آيات الله دأب لهم وسجية ، وأنهم يعتمدونها فتئول إلى معنى الإعراض عن آيات الله وإباء النظر فيها عنادا ومكابرة. وليس المراد من تعرض له الغفلة عن بعض الآيات في بعض الأوقات.
المسألة الثانية: مقتضى اللغة أن يقال: واطمأنوا إليها، إلا أن حروف الجر يحسن إقامة بعضها مقام البعض، فلهذا السبب قال: {واطمأنوا بِهَا}. والصفة الرابعة: قوله تعالى: {والذين هُمْ عَنْ ءاياتنا غافلون} والمراد أنهم صاروا في الإعراض عن طلب لقاء الله تعالى. بمنزلة الغافل عن الشيء الذي لا يخطر بباله طول عمره ذكر ذلك الشيء، وبالجملة فهذه الصفات الأربعة دالة على شدة بعده عن طلب الاستسعاد بالسعادات الأخروية الروحانية، وعلى شدة استغراقه في طلب هذه الخيرات الجسمانية والسعادات الدنيوية. قال السمرقندي: {إَنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا} يعني: لا يخافون البعث بعد الموت؛ ويقال: لا يرجون ثوابنا بعد الموت. {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} ، يعني: اختاروا ما في الحياة الدنيا، يعني: على ثواب الآخرة {واطمأنوا بِهَا} ، يقول: ورضوا بها وسكنوا إليها وآثروها وفرحوا بها. {والذين هُمْ عَنْ ءاياتنا غافلون} ، يعني: عن محمد والقرآن معرضون فلا يؤمنون؛ ويقال: تاركين لها ومكذبين بها، ويقال: لم يتفكروا فيها. قال الثعلبي: {إِنَّ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} يعني لا يخافون عقابنا ولا يرجون ثوابنا، والرجاء يكون بمعنى الهلع والخوف {وَرَضُواْ بالحياة الدنيا} فاختاروها دارًا لهم {واطمأنوا بِهَا} وسكنوا إليها.