انطلق الإسلام السياسي في المجتمعات العربية على يد أفراد طامحين لإحياء خلافة الحزبيين، وإماتة دولة المواطنين، ولعلهم نجحوا في استقطاب أعداد منتمية ومتعاطفة على امتداد العالم بحكم الخطاب الدعوي والوعظي القائم على بشارات المنامات وأحاديث الفتن والملاحم، الموظفة للنصوص لتأسيس وكسب المشروعية الشعبية، إلا أنه سرعان ما تأزمت الأمور بحكم استخدام (الجماعة) للعنف، واستعداء السلطات التي رحّلت وسجنت وتصدت إعلامياً وعسكرياً. وناورت جماعة (الإخوان) عبر تفريع المشروع واستيلاده في دول عدة بمسميات وأطروحات محدّثة، وانتقلت من خطاب التحدي والتصدي، إلى لغة التعاون والمشاركة الوطنية، فظهر المواليد بأسماء ظاهرها إيجابي (الإصلاح)، و(الإنقاذ)، و(النهضة)، و(العدالة)، و(التحرير)، و(حماس)، و(السرورية) لتتراجع عن حُلم تجاوز الدولة الوطنية إلى المهادنة ليمكن استيعابها وتصريحها في فضاء قُطْرِي. وفي مرحلة لاحقة أشعرت جماعات الإسلام السياسي المجتمعات العربية والإسلامية بالتخلي عن الطوباوية والسريالية، وتبنت النظرية البراغماتية، القائمة على تبرير نوع الوسائل للوصول إلى كمّ الغايات، وأبدت في التعامل مع المراحل بموضوعية وواقعية، وتكيّفت مع معطيات الحداثة والعولمة، واندمجت في اقتصاديات السوق، وحرية التجارة، وتجريب الشراكة بأدبيات الدولة الوطنية على أمل أن يبدأ التمكين من الداخل، إلّا أن الممارسات الصادرة عن رؤية حمقاء، وانكشاف ضآلة الإمكانات، والعودة للكفر بالدولة المدنيّة، دفعت العشرات لإعادة النظر في المشروع الإسلاموي.
يؤتي الملك من يشاء .. بقلم: إسماعيل عبد الله – سودانايل
وقبل ذلك قال الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله: (إني جعلت سنتي ومبدئي ألا أبدأ بالعدوان بل أصبر عليه وأطيل الصبر على من بدأني بالعداء وأدفع بالحسنى ما وجدت لها مكانا، وأتمادى في الصبر حتى يرميني القريب والبعيد بالجبن والخوف حتى إذا لم يبق للصبر مكان ضربت ضربتي وكانت القاضية، وكانت الآية على ما وعدني الله من فضله، والحمد لله رب العالمين). وإن من الدين والعقل أن نشكر الله على نعمة الله علينا بهذه القيادة، فنعرف لولاة الأمر فضلهم ومكانتهم، ونقف صفًا واحدًا معهم كما هو الواقع ولله الحمد من هذا الشعب الكريم، ولنحذر من المزايدة على الدولة والتدخل في شؤونها، أو أخذ دورها، والافتئات عليها، وإنما نلزم قيادتنا، وندافع عن وطننا، ولا نلتفت إلى أي صوت يقلل من شأن قيادتنا، لأنه باختصار لا قيمة لنا دون قيادتنا ووطننا. لقد دأَب دعاة الضلالة لا سيما المشردين منهم على التأليب والإثارة والتهييج والمظاهرات والفتن، والثورات، يفعلون ذلك لفسادٍ في اعتقادهم، ولحسدٍ في أنفسهم، لكنهم مخذولون، وما جاؤوا به من الإفك والكيد والإفساد سيبطله الله، بدليل قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِين)، فهم يدَّعون أنهم يحبون الشعب السعودي، وهم كاذبون، لأنهم يسعون في تدميره وتمزيقه، ذلك أنهم لا يتحملون أن يعيش هذا الشعب السعودي في نعمة وأمن، وهم يعيشون مشردين في الآفاق، ولهذا يسعون للتفريق بين الراعي والرعية.
المؤمن قويُّ الإيمان والعقيدة ثابتٌ راسخٌ، لا تهزُّه تلك الأحداث ولا تغيِّره. لأنَّ تعلُّقه بالله عزَّ وجلَّ. ويقينَه على الله عزَّ وجلَّ. يعلم أنَّ صلاح الأحْوالِ بيدِه سبحانَه. فلا تعلُّق له بالمخلوقين، ولا رجاءَ له فيهم، إلا بالقدْر اليسير، الذي يستحضِر فيه ضعفَهم، ويتقبَّل فيه تقلُّبَهم، وجريانَ الحوادثِ عليهم. ولأنَّ المؤمنَ القويَّ يكون تعلُّقه بالله - عزَّ وجلَّ - فهو راضٍ بما يجري عليْه من أمر الدنيا. لأنَّه يعلمُ هوانَها. (((فمن يُردِ اللهُ أن يهديَه يشرحْ صدْرَه للإسلام ومَن يُردْ أن يُضِلَّه يجعل صدره ضيِّقًا حرجًا كأنَّما يصَّعَّدُ في السَّمَاء)))
لكنَّه يسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أن لا تكون المصيبة في الدين. ويسألُ الله - عزَّ وجلَّ - مع ذلك السلامة. ويحرصُ على ما ينفعُه من أمر دينه ودنياه. وليس عليْه النتائج. على المرْءِ أن يسعى لِما فيهِ نفعُه * * * وليْس عليْهِ أن يُؤازِرَه الدَّهرُ
وعليَّ أن أسعى وليْس عليَّ إدراكُ النَّجاح
ويستعينُ بالله - عزَّ وجلَّ - على ما ينويهِ من أمرِه، وعلى ما ينوبُه من البلاء. يؤتي الملك من يشاء .. بقلم: إسماعيل عبد الله – سودانايل. ولا يعجِز، ولا ييأس، ولا يكتئِب. لأنه يؤمنُ أنَّ الفارِجَ هو الله. وأنَّ مع العُسر يُسرا.
في ساعة وُصفت بالتاريخية قرر العالم الاستبدال ببنادق ومدافع وقنابل عرفات وساحات معاركه صيغة سياسية تُنعش الأمل بحل يُفضي إلى دولة، ربما، وضعْ تحت ربما عدة أسطر، تتوفر فيها الحدود الدنيا التي يستطيع من سيتسلمونها تبرير كل التنازلات التي سبقتها، لقاء ذلك كان العالم الذي تقوده أميركا وبمعاونة أوروبا وإلى حد ما روسيا قد وضع شروطاً محددة لدخول عرفات إلى نادي التسوية بلا ضمانات يقينية بأن دخول النادي يعني دخول الدولة على أرضها، فلقد تُركت حكاية الدخول أو الاستحالة للاحتمالات. حصلت منظمة التحرير على عضوية النادي بدون أن تُعفى ولو من شرط واحد، كان في البدايات أشبه بقفص ذهبي شديد الجاذبية والإغراء يَعِد بحل لطالما تمنّاه الفلسطينيون وعملوا من أجله وأضحى الوعد معادلاً لكل ما قُدم لقاءه من تنازلات إلى أن حدث ما حدث وهو الذي نراه الآن. النبيل - المبارك للعطور. سنوات طويلة مرت على «أوسلو» ووعودها ليبلغ الأمر بمنظمة التحرير وسلطتها حد المنافحة لاستمرار عضويتها في النادي واعتُمد شعار يقول إن بديل المفاوضات هو المزيد منها، وكل ذلك ليس من أجل الاقتراب من الهدف وإنما من أجل الاحتفاظ بعضوية نادي التسوية. المسار الذي رسمته «فتح» أو رُسم لها منذ أول طلقة إلى أول مصافحة مع الخصم، سارت وتسير عليه «حماس»، إلا أن الحركة الإسلامية المقاتلة ميَّزت مسيرتها بوعود جذرية مستغلةً بإتقان ملموس تعثرات المنافس وفشل رهاناته، فصارت غزة التي أخلتها إسرائيل بفعل عدم جدوى البقاء فيها أرضَ التجربة وحاضنة الوعود الجذرية، كما أنها فوق ذلك أرض أول سلطة معلنة لـ«الإخوان المسلمين» في الشرق الأوسط، ما وفّر لها تحالفات فعالة ولكن في حدود البقاء على قيد الحياة لا أكثر.
معمول ام نبيل المشيني
هذه هي حكاية نادي التسوية ومسارات الراغبين في الحصول على عضويته. فليقرأ الدرس من يحب وليتجاهله من يرغب وإلى أن يضطر الكبار الذين هم أرباب النادي إلى التوافق على قرار نهائي في أمر التسوية النهائية فإدارة الأزمة هي الفعل البدهيّ الممكن.
معلومات مفصلة
إقامة
شارع 64، الراشدية، مكة 24269، السعودية
بلد
مدينة
رقم الهاتف
رقم الهاتف الدولي
نتيجة
موقع إلكتروني
خط الطول والعرض
إذا كنت تبحث عن، يمكنك الرجوع إلى معلومات العنوان التفصيلية كما هو موضح أعلاه. إذا كنت ترغب في الاتصال، فيرجى الاتصال بالهاتف لزيارة موقع الويب أعلاه. بالطبع، نوصي بالحصول على مزيد من المعلومات من الموقع الرسمي.