مع أطيب التمنيات بالفائدة والمتعة, كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك كتاب إلكتروني من قسم كتب إسلامية متنوعة للكاتب ابن عقيل النحوي. بامكانك قراءته اونلاين او تحميله مجاناً على جهازك لتصفحه بدون اتصال بالانترنت
جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة لمؤلف الكتاب, لإجراء أي تعديل الرجاء الإتصال بنا. قد يعجبك ايضا
مشاركات القراء حول كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك من أعمال الكاتب ابن عقيل النحوي
لكي تعم الفائدة, أي تعليق مفيد حول الكتاب او الرواية مرحب به, شارك برأيك او تجربتك, هل كانت القراءة ممتعة ؟
إقرأ أيضاً من هذه الكتب
- شرح ابن عقيل pdf الوقفية
- شرح ابن عقيل الجزء الرابع
- حديث من أصبح منكم آمنا في سربه
- من أصبح منكم آمنا في سربه
- من بات آمنا في سربه عنده قوت يومه
شرح ابن عقيل Pdf الوقفية
بطاقة الكتاب وفهرس الموضوعات الكتاب: شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك المؤلف: ابن عقيل ، عبد الله بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري (المتوفى: ٧٦٩هـ) المحقق: محمد محيي الدين عبد الحميد الناشر: دار التراث - القاهرة، دار مصر للطباعة ، سعيد جودة السحار وشركاه الطبعة: العشرون ١٤٠٠ هـ - ١٩٨٠ م عدد الأجزاء: ٤ [ترقيم الكتاب موافق للمطبوع، وأول مجلدين ، بحاشية: منحة الجليل، بتحقيق شرح ابن عقيل]
شرح ابن عقيل الجزء الرابع
الشاهد فيه: قوله " تزعميني كنت أجهل " حيث استعمل المضارع من " زعم " بمعنى فعل الرجحان، ونصب به مفعولين، أحدهما ياء المتكلم، والثاني جملة " كان " ومعموليها، على ما ذكرناه في إعراب البيت.
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة:
««
«...
418
419
420
421
422
423
425
426
427
428
429...
»
»»
من أصبح منكم آمنًا في سربه...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فإن نعم الله جل وعلا على العبد كثيرة لا تحصى، والعبد يتقلب في هذه النعم، وربما لا يدري فضل هذه النعم التي هو منغمس فيها إلا عندما يفقدها أو تتناقص عنه، ونعم الله جل وعلا وأرزاقه ليست محصورة في المال فقط؛ فهي تتنوع وتتعدد بشتى صورها وأشكالها، أدرك ذلك العبد أم لم يدرك. وإن من هذه النعم التي تفضل الله تعالى بها على العباد نعمة الأمن والأمان في بيته على نفسه وأهله وأولاده، وكذلك نعمة الصحة والعافية من الأمراض والأوجاع، والآفات والآلام، صغيرها وكبيرها، وكذلك نعمة إيجاد القوت والطعام لليوم الذي تعيش فيه، كل هذه النعم وغيرها مما يتقلب بها العبد بفضل الله سبحانه وتعالى عليه، فواجب الشكر من العبد لربه وخالقه سبحانه أمر محتم ولازم، فاللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك. وإن من النصوص والأحاديث الصحيحة التي ذكرت هذه النعم التي تم الإشارة إليها هي:
عن عبيدالله بن محصن الأنصاري وأبي الدرداء وعبدالله بن عمر وعلي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أصبح منكم آمِنًا في سِرْبِهِ، معافًى في جسدِهِ، عنده قوتُ يومِهِ، فكأنما حِيزَتْ له الدنيا بحذافِيرها))؛ [أخرجه الترمذي (٢٣٤٦) بإسناد حسن].
حديث من أصبح منكم آمنا في سربه
قوله: "عنده قوت يومه"، أي: قدر ما يغديه ويعشيه، والطعام من نعم الله العظيمة، قال تعالى: ﴿ { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ} ﴾ [قريش: 3، 4]. وكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ بالله من الجوع، روى أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " « اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع » "[9]. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل ربه الكفاف، أي مقدار ما يكفيه، روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " « اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا » "[10]. حديث من أصبح منكم آمنا في سربه. ومما تقدم يتبين أن من اجتمعت له هذه الخصال الثلاث في يومه، فكأنما ملك الدنيا كلها، وقد اجتمع لكثير من الناس أضعاف أضعاف ما ذكر في هذا الحديث، ومع ذلك فهم منكرون لها، محتقرون ما هم فيه، فهم كما قال تعالى: ﴿ { يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} ﴾ [النحل: 83] وقال تعالى: ﴿ { أَفَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} ﴾ [النحل: 71]. ودواء هذا الداء أن ينظر المرء إلى من حرم هذه النعم، أو بعضها، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " « انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله » "[11].
من أصبح منكم آمنا في سربه
يشكو القدر ويندب الحظ ويسب الدولة.. فأين هذا من الاعتراف بنعمة الله عليه وأين هو من مقام الشكر الذي أمر به في قوله تعالى (وكن من الشاكرين) أفما يخاف مثل أن يدخل في قوله تعالى (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون) أي الكافرون بالنعمة..
فاللهم لك الحمد على نعمة الأمن في الأوطان ولك الحمد على نعمة العافية في الابدان ولك الحمد على نعمة القوت والمعايش..
اللهم أوزعنا شكر نعمك ولا تسلبنا بمعاصينا فضلك إنك سميع مجيب
أقول هذا القول وأستغفر لله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه انه هو الغفور الرحيم.
من بات آمنا في سربه عنده قوت يومه
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الكثير من الناس مفرط ومغبون في هذه النعمة، روى البخاري في صحيحه: (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – رضى الله عنهما – قَالَ:قَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم –: « نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ » ، وأرشد النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى اغتنام الصحة قبل المرض، روى الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس – رضي الله عنه -: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ فَإِنَّكَ لاَ تَدْرِى يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا اسْمُكَ غَدًا ». وفي صحيح البخاري:(وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ).
20/510- وعن أَبي أُمامة قَالَ: قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: يَا ابْنَ آدمَ، إِنَّكَ أَنْ تَبْذُل الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وَأَن تُمْسِكَهُ شرٌّ لَكَ، ولا تُلامُ عَلى كفَافٍ، وَابدأ بِمَنْ تَعُولُ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. 21/511- وعن عُبَيداللَّه بِن مِحْصَنٍ الأَنْصارِيِّ الخَطْمِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّه ﷺ: مَنْ أَصبح مِنكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ. الدرر السنية. 22/512- وعن عبدِاللَّه بن عمرو بنِ العاصِ رضي اللَّه عنهما: أَن رَسُولَ اللَّه ﷺ قَالَ: قَدْ أَفْلَحَ مَن أَسْلَمَ، وكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ رواه مسلم. 23/513- وعن أَبي مُحَمَّد فَضَالَةَ بنِ عُبَيْدٍ الأَنْصَارِيِّ : أَنَّهُ سَمِعَ رسول اللَّه ﷺ يَقُولُ: طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلى الإِسلام، وَكَانَ عَيْشهُ كفَافًا، وَقَنِعَ رواه الترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ. الشيخ:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلَّى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه. أما بعد:
فهذه الأحاديث الأربعة كالتي قبلها في الحثِّ على عدم التَّكلف في الدنيا، وعدم التطلع إلى زينتها وشهواتها؛ لأنَّ هذا قد يصدّه عن الآخرة، ولكن ينبغي للمؤمن أن تكون همته عاليةً في طلب الآخرة والاستعداد لها، والاكتفاء بما يسَّر الله من أمر الدنيا.