تشهد القمة الإسلامية الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي ، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في مكة المكرمة، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ، حضوراً تاريخياً لافتاً بين القمم التي شهدتها المنظمة على مدى تاريخها، والتي أنشئت في العام 1969م ، ويرأس أمانتها حالياً معالي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.
القمة الاسلامية في مكة ظهر بمقطع
وقد تحدثت صحف مصرية حول تلك القمة العربية المصغرة، ودورها في بحث كيفية دعم الموقف السوري تجاه ما يتم التخطيط له دولياً، والسعي إلى تسهيل جميع الإجراءات، التي تتم من أجل اكتمال التحقيقات في قضية اغتيال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق. انطلاق أعمال القمة الإسلامية بمكة المكرمة | مصراوى. وتقول مصادر سياسية مصرية: إن هذه القمة العربية غير الرسمية، ربما تأتي كبديل للقمة الرسمية، التي اقترحتها بعض الدول، ورفضها الرئيس السوري بشار الأسد؛ إذ أعلن الأسد عن عدم تحمسه لعقد قمة عربية، لا تخرج بأي نتائج إيجابية لصالح أزمة سورية، فيما وصف ذلك مراقبون بأنه "رفع للحرج عن بعض القادة العرب"، كي لا تُحسب مواقفهم بجانب سورية، على أنها معادية لأمريكا، خاصة وأن قرارات القمة المصغرة لن تكون معلنة على الأرجح. يُذكر أن منظمة المؤتمر الإسلامي من أكثر المنظمات في العالم توسّعاً وتشعباً في هيئاتها ولجانها، التي تبلغ (29) هيئة ولجنة فرعية موزعة على (4) هيئات أساسية للمنظمة، أبرزها مؤتمر "القمة الإسلامية"، ومؤتمر وزراء الخارجية، و(5) لجان متخصصة، أشهرهما لجنة القدس ولجنة الإعلام، و(9) أجهزة فنية متخصصة، و(4) مؤسسات متخصصة أيضاً، و(7) مؤسسات منبثقة عن المنظمة. ورغم هذا التوسع والانتشار الكبير للمنظمة، الذي يوحي أن لها نشاطاً غير عادي، وأنها تقوم بإنجاز أعمال ضخمة لصالح العالم الإسلامي، فالعائد الحقيقي للمنظمة ضعيف جداً، وقراراتها لا تُنفّذ، ولا يُعتدّ بها، كما أن العديد من هيئات ولجان هذه القمة، التي نشأت أصلاً من أجل حل قضايا معينة مثل: (محكمة العدل الإسلامية) أو (لجنة القدس) وغيرها.
القمة الاسلامية في مكة والمدينة
وعقد مؤتمر القمة الإسلامي الثاني في مدينة لاهـور بجمهورية باكستان الإسلامية في الفترة من 22-24 فبراير 1974 م، وجاء في إعلان لاهور تسجيل التقدير والاعتزاز التضحيات البطولية التي قدمها الشعب الفلسطيني ودول المواجهة العربية التي تجابه المعتدي الصهيوني. وإذ يبحث التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط والموقف الخطير الناجم عن استمرار إسرائيل في احتلالها لإراض تابعة لثلاث دول عربية شقيقة أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي واستمرار اغتصاب أراضي فلسطين وتشريد شعبنا، وإذ يعتبر هذا الموقف انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة وخرقاً لقراراتها وللإعلان العالمي لحقوق الإنسان الأمر الذي يشكل تهديداً خطيراً للسلام وللأمن الدوليين.
تقوقع كل دولة من دوله على نفسها خصوصاً تجاه الدول الإسلامية الأخرى وانفتاحها على الدول الأخرى وخير شاهد على ذلك ميزان التبادل التجاري. وعلى كثرة مؤتمرات القمة وكثرة قراراتها البناءة إلا أن الجميع مكانك سر حيث يظل كثير منها حبراً على ورق. الضغوط الخارجية تلعب دوراً أساسياً في تباين المواقف وتعطيل الاتفاقيات وهذا يعني أن حضور بعض الزعماء لا يعدو أن يكون مجاملة وتسجيل حضور، وليس صدق توجه. بروز الطائفية والمذهبية والعرقية والخلافات الحدودية والنزعات الاستقلالية بتشجيع من قوى داخلية وخارجية من أهم عوائق تخلفه. وعلى العموم فإن القمة الاستثنائية الرابعة مندوبة إلى وضع النقاط على الحروف من خلال التخلص من السلبيات وتفعيل الايجابيات، ذلك أن اختلاف اللغات والثقافات والأعراق لم يقف عائقاً أمام قيام الاتحاد الأوروبي، وهو الذي نفض غبار حربين عالميتين بين دوله بالاضافة إلى ان له تاريخاً مريراً في قضايا الحروب والاقتتال والاختلاف. القمة الاسلامية في مكة ضبط. فما بالك بالعالم الإسلامي الذي يحظى بجذور روحانية وتاريخية وثقافية متشابهة أو متقاربة ما يعزز فرص التعاون والتكامل والدفاع المشترك..
ومن هذه المنطلقات فإن الجميع يأمل أن يستطيع المؤتمرون نزع فتيل التأزم، وحقن دماء الشعب السوري الشجاع وذلك تمهيداً لبزوغ فجر مشرق عزيز لهذه الأمة.