صفات عباد الرحمن: يقولون ربّنا هب لنا قرّة أعين-(1)
المشرفون: أنوار فاطمة الزهراء, تسبيحة الزهراء
صـفـات عـبـاد الرحـمـن: يقولون ربّنا هب لنا قرّة أعين من الخصائص والمميزات التي ذكرها الله تعالى في سورة الفرقان لعباد الرحمن، أنهم يهتمون بإصلاح العائلة والأبناء. وقد نسبت هذه السيرة الحسنة في القرآن الكريم إلى النبي إبراهيم (ع) {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} (الفرقان: 74). رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ. (#البهتيمي_الفريد) - YouTube. وتشير الآية الشريفة التي بين أيدينا إلى موضوعين: الأول، اهتمام عباد الرحمن بالعائلة، والثاني ، الاهتمام بإصلاح ورقي المجتمع. أما فيما يتعلق بالموضوع الأول فتقول الآية الشريفة إنّ عباد الله اللائقون لعبادته هم الذين يبادرون إلى إصلاح عائلاتهم ويرغبون في أن تكون زوجاتهم وأبناؤهم من الصالحين، وقد امتاز الأنبياء والصالحون بهذه الخاصية، حيث ينقل القرآن الكريم أن إبراهيم وابنه عندما كانا يبنيان بيت الله، كانا يدعوان بهذا الدعاء: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ} (البقرة: 128).
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ. (#البهتيمي_الفريد) - Youtube
جاء في القرآن الكريم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً} (الروم: 21). وهذه المودة والرحمة هما أمران يختلفان عن الجذب الغريزي. فالميل الغريزي يؤدي إلى اختيار الزوجة وتشكيل العائلة وبعد ذلك تسود المحبّة والمودّة بين الأزواج باعتبارها سبب ثبات العائلات. بناءً على ما تقدم، فإنّ مقتضى الحكمة الإلهية وجود هكذا محبة بين الرجل والمرأة وبين الأزواج وبين الوالدين والأولاد لتتحرك مسيرة الحياة ويتم تشكيل العائلة فينشأ المجتمع منها. * الإفـراط فـي حـب الأبنـاء إن المودة والرحمة اللتين جعلهما الله تعالى بين الأزواج أو بين الوالدين والأولاد تصبح حالة إفراطية إذا تجاوزت حدودها وهذا يعني وجود انحراف فيها. (والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما) | منتديات كويتيات النسائية. فإذا أفرط الوالد والوالدة في محبة الولد لا يمكن بعد ذلك تربيته بشكل صحيح وستكون سبباً في شقائه، بل سيصبح شخصاً فاقداً للهوية، وسيكون سبب شقاء الأبناء مع العلم أن المحبة ينبغي أن تكون سبب سعادتهم. وكما أن الأبناء المحرومين من محبة الوالد والوالدة قد يصبحون مجرمين، فالإفراط في المحبة تجعلهم يصبحون أشخاصاً لا هوية لهم، تافهين تابعين لا يحملون أي نفع لأنفسهم وللآخرين.
(والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين اماما) | منتديات كويتيات النسائية
البرد، لأن دمعة السرور باردة (١). قال الزجاج: يقال: أقرّ اللَّه عينك: صادف فؤادك ما يحبه (٢). منتديات سماحة السيد الفاطمي ــ العلاج الروحي بالقرآن الكريم • مشاهدة الموضوع - صفات عباد الرحمن: يقولون ربّنا هب لنا قرّة أعين-(1). هذه الدعوة الثانية من دعوات عباد الرحمن الذين جمعوا الخصال والفعال الحميدة، ومن جميل الكلمات الحسان من الدعوات، فقالوا: {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ}: أي يا ربنا هب لنا من هباتك العظيمة الكثيرة أزواجاً، وذرية صالحة ((من يعمل لك بالطاعة، فتقرّ أعيننا بهم في الدنيا والآخرة)) (٣). فهم يلحّون بهذا السؤال، كما أفاد الفعل المضارع ((يقولون)) أن يرزقهم اللَّه تعالى من يخرج من أصلابهم ومن ذرياتهم من يطيعه، ويعبده وحده لا شريك له. وهذا الدعاء لأزواجهم وذريتهم في صلاحهم؛ فإنه دعاء لأنفسهم؛ لأن نفعه يعود عليهم، ويدوم في الدنيا والآخرة، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عنه عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ (١) انظر: تفسير الماوردي (النكت والعيون)، ٤/ ١٦١، وتذكرة الحفاظ، ٣/ ٢٩٣. (٢) انظر: تفسير البغوي، ٥/ ٢٢٧، والألوسي، ٥/ ١٥٢، ولم ينسباه للزجاج، وقد نسبه للزجاج كثير من المفسرين مثل: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري، ١٠/ ٢٠٣، والرازي في مفاتيح الغيب، ٢٤/ ١٠٠، وابن عادل الحنبلي في اللباب، ١٤/ ٥٧٦، والشوكاني في فتح القدير، ص ١٢٣٠.
منتديات سماحة السيد الفاطمي ــ العلاج الروحي بالقرآن الكريم &Bull; مشاهدة الموضوع - صفات عباد الرحمن: يقولون ربّنا هب لنا قرّة أعين-(1)
وقد جاء في الرواية: «ولا خطر على قلب بشر» (1) وهذا يعني أن البشر عاجزون عن تصورها. فقرة الأعين أعلى من باقي النِّعم، على أساس أنّه يمكن فهم باقي النّعم، أما قرة الأعين التي جعلها الله لخواصّ عباده فلا يمكن تصوّرها. أما المرة الثالثة التي وردت فيها هذه الكلمة فهي في قصة ولادة النبي موسى (ع) حين طلبت امرأة فرعون من زوجها أن تحتفظ بالطفل النبي موسى (ع) لأنها كانت عاقراً، وذلك ليكون {قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ} (القصص: 9). لذلك كان موسى (ع) ، وكما ورد في القرآن، قرة عين لفرعون وزوجته. * فلسـفة كـون الزوجـات والأبنـاء قـرة أعـين إن فلسفة كون الزوجات والأبناء قرة أعين يمكن تفسيرها على الشكل التالي: إن الإنسان يمتلك ميلاً غريزياً نحو الزوجة والأبناء. وهذه حكمة إلهية جعلها الله تعالى في الإنسان، بالأخص فيما يتعلق بالزوجة التي هي عامل من عوامل بقاء الإنسان. فلو لم يكن هذا الميل موجوداً عند الإنسان، فلن يكون الإنسان جاهزاً لتحمّل المشقّات من أجل العائلة. وأما الفلسفة الوجودية لهذه الغريزة الطبيعية في الإنسان، فهي أنها تؤدي إلى بقاء نسل الإنسان وتساعده في الاستمرار. يضاف إلى ذلك أن الله تعالى قد جعل بين الأزواج المودة والمحبة بهدف ثبات العائلات.
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين ©
يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13098094