فأعني على نفسك بكثرة السجود | شرح رياض الصالحين - YouTube
- أعني على نفسك بكثرة السجود - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
- أعني على نفسك بكثرة السجود
أعني على نفسك بكثرة السجود - خالد سعد النجار - طريق الإسلام
تاريخ النشر: ١٣ / رمضان / ١٤٢٦
مرات
الإستماع: 15922
فأعني على نفسك بكثرة السجود
ترجمة أبي فراس ربيع بن كعب
عليك بكثرة السجود
ترجمة ثوبان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فعن أبي فراس ربيعة بن كعب الأسلمي خادم رسول الله ﷺ ومن أهل الصُّفة قال: كنت أبيت مع رسول الله ﷺ فآتيه بوضوئه وحاجته، فقال: سلني فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود ، رواه مسلم
أبو فراس ربيعة بن كعب الأسلمي، كان يخدم النبي ﷺ، وهو شديد الشغف به، حتى إنه كان يبيت على باب رسول الله ﷺ تحرياً لحاجته، لشدة حرصه على خدمة النبي ﷺ يبيت على بابه. وكان من أهل الصُّفة، وهم فقراء المهاجرين، يأتون من القبائل المختلفة من غفار، ومن قريش، وجهينة، وغير ذلك إلى المدينة يهاجرون بدينهم، فليس لهم محل ولا مأوى، ولربما لم يكن للواحد منهم إلا إزار دون الرداء، ليس عندهم شيء من الدنيا، ينتظرون متى ما ندبوا إلى الجهاد بادروا إلى ذك، فكان يأوي إلى هذه الصفة، وهو معدود من أهلها. وهو أحد الذين كانوا يخدمونه ﷺ، يخدمه في الحضر والسفر، ونحن نعرف أن بعض الصحابة كابن مسعود كان لسواكه ﷺ ونعله وطهوره، يعني: هو مختص بهذه الأشياء، السواك، والنعل، والماء الذي يتوضأ به النبي ﷺ، ومنهم من كان يخدمه في كل ما يحتاج إليه.
أعني على نفسك بكثرة السجود
** قوله: (أو غير ذلك؟).. أي أن تسألني غير ذلك. أراد النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يعرف مدى تصميمه على ما سأل. ** قوله: (أسألك مرافقتك في الجنة) أي: أن أكون معك فيها قريباً منك متمتعاً بنظرك وقربك حتى لا أفارقك، فلا يشكل حينئذٍ بأن منزله «الوسيلة» وهي خاصة به عن سائر الأنبياء فلا يساويه في مكانه منها نبيّ مرسل فضلاً عن غيرهم.. لأن المراد أن تحصل له مرتبة من مراتب القرب التام إليه، فكنى عن ذلك بالمرافقة. ** فإذا رأيت رجلاً تتوسم فيه الخير، وسألته أن يسأل الله لك، وصرت أنت وهو تدعوان الله سبحانه، فهذا مظنة الإجابة، وروي أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما جاءه عمر -رضي الله عنه- وقال: كنت نذرت اعتكاف ليلة في الجاهلية، ولم أوف بنذري، فقال: أوفِ بنذرك يا عمر! أعني على نفسك بكثرة السجود - خالد سعد النجار - طريق الإسلام. فلما أراد الخروج قال له النبي: (لا تنسنا من دعائك يا أخي! ) أي: من دعائك هناك عند الكعبة، فلا مانع في ذلك. ** هذا الصحابي الجليل في بعض أخباره أنه خدم النبي -صلى الله عليه وسلم-، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكافئه، تقديراً لعمله، قال: ستعطيني إياه؟ قال: نعم، قال: أمهلني، فرجع إلى زوجته وأخبرها أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد طلب منه أن يسأله أي شيء مكافأة له، قالت: أو يفعل؟ قال: سألته فقال: نعم، قالت: سله مرافقته في الجنة.
قلتُ: هو ذاكَ! أي: أنْ أكون رفيقَك بالجَنَّة، فقال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "فأَعِنِّي على نفسِكَ بكثرةِ السُّجودِ"، أي: أَعنِّي على هذا الأمرِ حتَّى يُحقِّقَه اللهُ لك؛ فالزَمْ كثرةَ السُّجودِ للهِ في الصَّلاةِ، في الفرائضِ والنَّوافلِ، وهذا السُّجودُ سببٌ لدخولِ الجنَّةِ ومرافقتِك لي بها. وفي الحديثِ: الحثُّ على كثرةِ السُّجودِ، والتَّرغيبُ فيه، وذلك بإطالةِ السُّجود وكثرةِ الصَّلاةِ. وفيه: بيانُ حِرصِ الصَّحابةِ على السُّؤالِ عن معالي الأمورِ وما يُدخِلُ الجنَّةَ.