العون في الشدّة والرخاء، والإعانة لأصدقائه على الخير. ضبط النفس عند الغضب، وهي من أهم المعاييّر في اختيار الصديق. التوافق التامّ لسنّه وظُروفه الاجتماعيّة والأخلاقيّة والتربويّة.
مثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك
ذات صلة ما الفرق بين نواقض التوحيد ومنقصاته صفات المهاجرين
صفات الجليس الصالح
بيّن الإسلام بعض الصفات المختصّة بالجليس الصالح، والتي يُمكن من خلالها اختيار الإنسان لصاحبه وجليسه، وهي كما يأتي: [١]
الإلتزام بأوامر الله -تعالى-، والحرص على رضاه ، مع المُسارعة إلى الخير، والبُعد عن الشر. التذكير بالله -تعالى- عند الغفلة عنه، وإعانته لجليسه على ذلك. الموالاة والمعاداة تكون لله -تعالى-؛ فالله -تعالى- يُحبّ الطاعة والطائعين، ويبغض المعصية والعاصين. التغافل عن أخطاء جُلسائه وعدم تتبُعها، مع سلامة المُسلمين من لسانه ويده. المُشاركة في المكروه والمحبوب لجلسائه وعدم تغيّره عليهم، ويبعد عن المنّ عند الإحسان إلى غيره. حديث مثل الجليس الصالح. الاجتهاد في ستر عورات أصحابه، وبيان صفاتهم الحسنة. الإعانة على الخير والمعروف، كما ويحافظ الجليس الصالح على حقّ أصحابه بحضورهم أو في غيبتهم. اختيار الصديق الصالح
يُعدّ اختيار الصديق الصالح من المواضيع الكبيرة والنادرة؛ لعدم وجود المعايير عند الإنسان في اختيار أصدقائه، حيث أنّ المجتمع فيه الكثير من الأخطاء والزلّات؛ فينبغي على الشخص اختيار الصديق المُتّصف بالأخلاق الحسنة، والمُنشغل بالعلم وبما ينفعه، والذي يكون بعيداً عن التكلم في الناس وخاصّةً العُلماء، [٢] وتوجد بعض المعاييّر التي يُمكن للإنسان اختيار أصدقائه من خلالها، ومنها ما يأتي: [٣]
الصلاح والأمانة والوفاء والنُصح.
إنما مثل الجليس الصالح
وليتأمل يا عباد الله في حال من ابتلوا بإدمان المسكرات، وتعاطي المخدرات، واقتراف الفواحش والمنكرات، واكتساب الأموال المحرمة من ربا ورشوة وغيرها من المكاسب الخبيثة، وما هم عليه من سوء الحال في أنفسهم وأهليهم، وما كان لهم من أسوأ الأثر على من يخالطهم ويصافيهم. فمن شقاء المرء أن يجالس أمثال هؤلاء الذين ليس في صحبته سوى الحسرة والندامة؛ لأنهم ربما أفسدوا عليه دينه وأخلاقه، حتى يخسر دنياه وآخرته، وذلك هو الخسران المبين، والغبن الفاحش يوم الدين، كما قال سبحانه: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّـالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يالَيْتَنِى اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ياوَيْلَتَا لَيْتَنِى لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً لَّقَدْ أَضَلَّنِى عَنِ الذّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِى وَكَانَ الشَّيْطَـانُ لِلإِنْسَـانِ خَذُولاً) [ الفرقان:27-29]. حديث «إنما مثل الجليس الصالح..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. فتلكم يا عباد الله بعض صفات من تحسن صحبتهم من أهل البر والتقى، والألباب والنهى، وبعض صفاتٍ من يجب الحذر من مجالستهم من قرناء السوء وذوي الفسق والفجور. والناس بين ذلك على مراتب..
فمنهم من إلى الخير والفضل أرجى، وآخرون إلى الشر والسوء أدنى، والحازم يزن الناس بميزان الشرع والعقل، فمن غلب خيره على شره، ونفعه على ضره، اتخذه خليلاً، واصطفاه جليسًا، والعكس بالعكس.
انما مثل الجليس الصالح
وانظر إلى وفاة أبى طالب على الكفر بسبب جلسائه حين قالوا له: أترغب عن ملة عبد المطلب، فمات عليها. 2- جليس السوء يدعو جليسه إلى مماثلته في الوقوع في المحرمات والمنكرات، لمحبة صاحب المنكر موافقة غيره له في أفعاله السيئة، ولأن مخالطته تذكّر بالمعصية وتحمل عليها. 3- التأثر بالعادات السيئة والأخلاق الرديئة لجليس السوء. 4- الجليس السيئ يعرفك بأصدقاء السوء الذين لا تخلو مجالسهم من غيبة ونميمة، وتُحرَمُ بسببه من مجالسة الصالحين، الذين يعمرون أوقاتهم بطاعة الله تعالى وذكره. (1) صحيح البخاري، برقم: (5534) ، وصحيح مسلم، برقم: (2628). 132 من حديث: (إِنما مثل الجليس الصالح وجليس السُّوء: كحامل المسك ونافخ الكير..). (2) ينظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني، 4/ 324. (3) ينظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري للعسقلاني، 4/ 324. (4) ينظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 16/ 178. (5) أخرجه الإمام أحمد في مسنده، 5/ 233، برقم: (1711), وصححه الألباني، ينظر: صحيح الجامع, برقم: (4331).
والمثالُ الثاني للجَليسِ السَّوءِ، وهو مَنْ يُجالِسُ غيرَه ويَصُدُّه عن سَبيلِ اللهِ، ومَا يُقَرِّبُ إليه، مِن قَولٍ وعمَلٍ؛ فشَبَّهَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ بـ«كِيرِ الحدَّادِ»، أي: إنَّه كصاحبِ الكِيرِ، وهو زِقٌّ أو جِلدٌ غَليظٌ تُنْفَخُ به النَّارُ. فنافخُ الكيرِ هذا إمَّا أنْ يُحرِقَ بدَنَك أو ثِيابَك مِن شرَرِه المُتطايرِ، أو تَجِدَ مِن مُجالَستِه رِيحًا خَبيثةً، فيَجلِبَ لك كَرْبًا وضِيقًا، وتَشَمَّ منه ما يُؤذِيك، وهكذا الجليسُ السَّوءُ إمَّا أنْ تَطالَك شُرورُ أفعالِه، فتُشارِكَه أوزارَه، وتَحترِقا بنارِها، وإمَّا أنْ تَرى القبيحَ وسُوءَ الفعلِ أمامَك، فتُذمَّ لمُصاحبةِ ومُجالَسةِ مَن هذا حالُه. وفي الحديثِ: الحَثُّ والتَّرغيبُ على مُجالَسةِ أهلِ الطاعةِ والصَّلاحِ، ومُجانَبةِ أهلِ الفَسادِ وأصحابِ الخُلقِ السَّيِّئِ.