بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم. الحمد لله الذي شرع لنا هذا الدين وكفل لنا به الفلاح والصلاح أما بعد: فإن المرأة هي نصف الناس وقد جاء الإسلام ليكرس احترامها ويوفر لها الخير والرفاهية ويضمن لها السعادة في الدنيا والآخرة. ولكن أعداء الإسلام أبوا أن يستكينوا فراحوا يعدون الخطط الشيطانية لضرب الإسلام والمسلمين ومن أهم الخطط التي استعملوها هي «المرأة» فأخذوا يدعونها إلى التبرج والسفور. وكرسوا حملاتهم على قانون «الحجاب» فراحوا يعرضونه لكثير من النقد والاعتراض. من مواضيع سورة النور هي - العربي نت. وصار هدفاً لأقلامهم فراحوا يصفونه بالتخلف والرجعية ويزعمون بأنه شقاء للمرأة ونقص لكرامتها وحجز لحريتها. وليس هذا عجيباً منهم فهم لم يفهموا الحكمة من هذا القانون ولم يدركوا آثاره المنطقية والعقلية والفطرية ولم يشعروا بحسناته. ولكن ما يؤسف بأن اخوتنا من المسلمين قد انساقوا وراء هذا الشعار دون يشعروا بأنهم كالنعاج الذي تساق إلى المذبح بدل الذهاب إلى المرعى. ولم يدركوا بأن وراء هذه الشعارات البراقة تكمن غايات دنيئة إنما تنم عن نوايا خبيثة. ولنبدأ مقالنا هذا بإثبات وجود الحجاب في الكتاب والسنة رداً على بعض الدعاة بأن الحجاب مستحب وليس بواجب شرعي.
من مواضيع سورة النور هي - العربي نت
الأربعاء 1 ربيع الآخر 1436 هـ - 21 يناير 2015م - العدد 17012
إنّ قضية الحجاب في الإسلام من قضايا التدرج في التشريع، فأول ما نزل هو آية الجلابيب، وكانت لأمهات المؤمنات، وسائر المؤمنات، ولم تكن تدل على تغطية الوجه، والحجة على ذلك في قول عائشة، رضي الله عنها، في حديث الإفك؛ حين ذكرت أن صفوان كان يعرفها قبل أن يُفرض عليها الحجاب
لك أن تتصرف حسب ما تُمليه عليك بيئتك، ولك أنْ تتخلّق وفق ما تفرضه عليك ثقافة محيطك؛ فذا حق لك، ومن الغباوة منازعتك فيه، ومضايقتك عليه، فالناس كلهم يقولون: الإنسان كائن اجتماعي! وهو لهذا مضطر اضطراراً إلى محاكاة المحيط، والاندماج معه، والحذر من مخالفته؛ طلباً للراحة، وطمعاً في الأنس بأهل الزمان، ونيلاً لحقه من حطام الدنيا، ولكن الذي ليس لك، ويلومك الناس عليه، وينازعونك فيه؛ هو أن تقصر دلالة النص على ما أنت عليه، وتصف غيرك بجفوتهم له، وبُعدهم عنه؛ فذا هو ما يكرهه الناس، ويعجبون منك فيه، ويسعون بعد ذلك إلى محاججتك فيه، وإبطال رأيك حوله؛ إذ الناس شركاء في النص كشركتهم في الماء والهواء، بل شركتهم في النص أشد وضوحاً، وأقوى ظهوراً!. وحديثي إليكم، أيها السادة، منطلق من هذا المبدأ، ومتفرّع عنه؛ فلست أريد رغماً عنكم تغيير ثقافتكم، وتبديل فتاويكم، فتلك شؤونكم، وأنتم أدرى بها، وأعلم بها مني؛ لكني أُنازعكم في دلالة النص، وأُحاجكم فيه، والنص بعد هذا وذاك يحكم بيني وبينكم، ويشهد عليّ وعليكم، ويُظهر الأقرب منه، والأولى به؛ فليَعُدْ الحديث بنا إذن إلى آيات الكتاب الثلاث التي تقدّم القول في ترتيب نزولها؛ لنرى ما تدلّ عليه، وتُوحي به في قضية ستر الوجه بالحجاب، وإخفائه عن الناس.
وقد شاع استخدامه لاحقاً في الستر واللّباس الخاصّ بالمرأة، بمناسبة أنّ اللّباس
الذي يستر جسد المرأة ورأسها يمنع من رؤية محاسنها، ويحجب ذلك عن أعين الرجال بسبب
وجود المانع والفاصل بينه وبين جسدها ومواضع زينتها إلّا ما استثني. ويشير العلّامة الشهيد مطهّري رحمه الله إلى أنّ هذا الاستخدام لكلمة "الحجاب"
بمعنى ستر المرأة استخدام جديد نسبيّاً. فقديماً -وعلى الخصوص في مصطلح الفقهاء-
كانت تستخدم كلمة "الستر" بدلاً من "الحجاب"(6). 1. تفسير الميزان، الطباطبائي، ج 15، ص 111 و116. 2. مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي، ج 7، ص 241 - 242. 3. كتاب العين، الفراهيدي، ج 6، ص 132؛ وانظر: لسان العرب، ابن منظور، ج 1، ص 273. 4. تفسير الميزان، (م. س)، ج16، ص339-340. 5. كتاب العين، (م. س)، ج 3، ص 86. 6. مسألة الحجاب، مرتضى المطهّري، ص 60. أضيف في:
2018-02-28
|
عدد المشاهدات:
7676