تضمّنت توبيخًا للمشركين على عبادتهم للأوثان وإشراكهم بالله تعالى وهو وحدة الرازق والخالف، وتضمنت أيضًا تشنيعًا بالمشركين، وذكرت الأسباب التي توجب البلاء والمحنة. ذِكر أمثال ةآيات من هلاك الأمم السابقة، وفيها تنبيه لقريش للاعتبار من مصير المكذبين والكافرين ممن سبقوهم، حيث أمرهم الله تعالى بالاستقامة وطاعة الله تعالى. فضل سورة الروم
وردَ في فضل سورة الروم حديثان ثبتَ أنّهما من الأحاديث الموضوعة التي لا أساسَ لها من الصحّة، لذلك فإن فضل سورة الروم هو فضلٌ عامّ، مثل فضل جميع سور القرآن الكريم، وليس لها فضلٌ مخصص في قراءتها، أما فضل سورة الروم العام فلأنّها تحقّق العديد من المقاصد التي لا يفهمها إلا المؤمن، فهي تُعطي لقارئها جرعة إيمانية كبيرة، وأدلة على قدرة الله تعالى ووحدانيته وتفرده بعلم الغيب، كما تعطي أدلة على البعث والجزاء، وهذا يعني أن الله تعالى ينصر أولياءه في الدنيا والآخرة، ممّا يعطي شعورًا بالراحة والسكينة والاطمئنان للمؤمن الذي يتدبر في آيات سورة الروم ومعانيها.
فوائد سورة الروم ومنافعها : - مملكة الشيخ الدكتور أبو الحارث للروحانيات والفلك
وجوب تسبيح الله وحمده: صباحًا ومساءً على نعمه التي أنعم بها على عباده؛ فيقول تبارك وتعالى: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ} [الروم: 17-18]. الالتزام بالفطرة السليمة: التي فطر الله الإنسان عليها؛ ليعيش في هذه الدنيا حياةً سعيدةً، فيقول سبحانه: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: 30]، وحتى الكافر يجد تلك الفطرة في ساعات الشدة؛ لعلمه ألا منقذ من الكرب إلا الله فيعود إليه، فيقول الله عز وجل: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} [الروم: 33]. ذم الشرك: وتوضيح تنافيه مع الحياة القويمة، وأن فساد الدين يفسد الدنيا، فقد قال الله عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41] وهذا لأسباب يوضحها الله في باقي الآية، فيقول: {بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]؛ فما يلقاه الإنسان من ضنك الحياة إنما لإعراضه عن دين الله، والله سبحانه وتعالى يدعوه للرجوع إلى الطريق الصحيح.
فوائد سورة الروم ومنافعها : - منتديات الديوان الشامل لعلوم الفلك والتنجيم00201147228058
المتشابهات في سورة الروم
قول ابن جماعة
قال تعالى " أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة " ، وجاء في سورة فاطر قوله تعالى " وكانوا " ، وفي أول سورة المؤمنين قوله تعالى " كانوا هم أشد منهم قوة وآثاراً فى الأرض ". وكما جاء على لسان ابن جماعة لتفسير تلك المتشابهات قوله: أن الآية في سورة الروم لم يأتي قبلها سردا لأي قصص لذا جاءت بإجمالها وتبعها قوله تعالى " وجاءتهم رسلهم ". أما الآية في سورة فاطر، فقد جاءت بعد قوله تعالى " وما زادهم إلا نفوراً واستكباراً في الأرض " ، ثم جاء قوله " ولن تجد لسنت الله تحويلاً " وهو ما كان مناسباً لوجود حرف واو العطف، وهو ما أعقبه قوله تعالى ". وما كان الله ليعجزه من شئ في السماوات " وفى موضع آخر من سورة الروم: قوله تعالى " أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر " ، وقد جاءت في سورة الزمر قوله " يعلموا ". فوائد سورة الروم ومنافعها : - منتديات الديوان الشامل لعلوم الفلك والتنجيم00201147228058. وقيل في هذا الفصل: أن تقدير الرزق من الأشياء التي يمكن رؤيتها ومشاهدتها ، أما في أية سورة الروم فقد جاءت بعد قول الله تعالى " قال إنما أوتيته على علم " وهو ما كان مناسبا لتأتي بعدها " أولم يعلموا ". وفى موضع آخر في سورة الروم قال تعالى " ولتجري الفلك بأمره " ، وقد جاءت الآية في سورة الجاثية " لتجري الفلك فيه بأمره ".
فوائد سورة الروم الروحانية | المرسال
من خواص القرآن: روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنه قال: «من قرأ هذه السورة كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك يسبح اللّه تعالى في السماء والأرض وأدرك ما ضيع في يومه وليلته ، ومن كتبها وجعلها في منزل من أراد اعتل جميع من في الدار ، ولو دخل الدار غريب اعتل أيضا مع أهل الدار» «1». وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم «من كتبها وجعلها في منزل من أراد من الناس اعتل جميع من في ذلك المنزل ، ومن كتبها في قرطاس ، ومحاها بماء المطر وجعلها في ظرف مطين ، كل من شرب من ذلك الماء يصير مريضا ، وكل من غسل وجهه من ذلك الماء يظهر في عينه رمد ، كاد أن يصير أعمى» «2». ________________________ (1-2) تفسير البرهان ، ج 6 ، ص 142.
فيقول الله عز وجل (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تمْسُونَ وَحِينَ تصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تظْهِرُونَ (سورة الروم(١8:١٧). يجب علينا أن نلتزم بالفطرة التي أمرنا الله بها لكي نحيا حياة جيدة فيقول سبحانه في الآية الكريمة (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]. وقد تضمنت سورة الروم ذم الشرك بالله عز وجل وأيضا بعض الفساد الذي يظهر على الأرض. فيقول الله عز وجل (وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ منِيبِينَ إِلَيْهِ). والآية الدالة على ظهور الفساد {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} [الروم: 41]
وقد تضمنت أيضًا تحريم الربا لأن الربا ما هو إلا عبارة عن استغلال لكل محتاج
وبينت لنا سورة الروم أن الحياة لا تبقى أبدًا على حالها، وإنما هي دائما في تغير مستمر فالله قادر على تغير الحال في غمضة عين. فيقول سبحانه وتعالى (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قوَّةً ثمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ} [الروم: 54].
9- تكشف لنا سورة الروم ما عليه الناس من طبيعة متقلبة لا يمكن أن تقام عليها الحياة، إلا إذا ارتبط الناس بمعايير ثابتة وتخلصوا من الأهواء المتقلبة، وإيمانهم برزق الله الذي يمنعه ويبسطه كيف يشاء، ورحمه الله وعقابه التي يجب أن يؤمنوا بها. 10- تربط هذه السورة بالفساد الذي ظهر في البر والبحر، وتوضح أن هذا يكون من عمل الناس، الذين عليهم أن ينظروا قليلا في عواقب أفعالهم. 11- تثبت سورة الروم البعث يوم القيامة، وأن هذا حق غير مشكوك فيه، ولا يشك فيه إلا كل جاهل جاحد. 12- هذه السورة تحث على الصبر، حيث أنها حثت الرسول صلى الله عليه وسلم على الصبر على نشر الدعوة، وإلى الاطمئنان لوعد الله سبحانه وتعالى.