سبت, 2022-04-23 19:29
الفصل الثاني متطلبات الزواج:
من جملة ما قال لي اطول عمرو في إطار نظرته تلك للزواج بأنه ما زال يتمنى لو كانت توجد هيئة دائمة من الخبراء الإجتماعيين و علماء النفس وفقهاء الشريعة الاسلامية التابعين للدولة ومكلفين با ستقبال ملفات طالبي الزواج ، لمعرفة ممنهم يتوفر على المتطلبات الزوجية سالفة الذكر مما أشرنا إليه سابقا ، وذلك لكون شؤون الزواج يجب أن تكون بالنسبة للمجتمع أهم بكثير من مجرد دخول مهنة معينة وذلك لكو ن المهن الفنية مراقبة اصلا من طرف لجان مختصة تسمى نقابات أو جمعيات تحمي المهنة ممن لا يتوفر على شروط امتهانها! فكيف والحال هكذا ألا يحصل نفس الشيء أو أفضل منه بكثير مع الراغبين في الزواج مادام المجتمع نفسه يعترف بأن أهمية الإنجاب وكذا التربية تفوقان بكثير أهمية مجرد المحافظة على مهنة من المهن! كما أرى أن تناقضا صارخا في هذا المضمار يقع فيه المجتمع. قصة شعر وسط الرياض. وهو كو ن الدولة تفرض على رب العمل الذي يستخدم عمالا خارج موطنهم الأصلي كثيرا من الحقوق والوجبات لأولئك العمال ويعاقب رب العمل المقصر في أداء تلك الحقوق. في حين لانراها تأخذ نفس الحزم والصرامة مع من يقصر عمدا في حقوق أطفال أبرياء قد أنجبهم وتسبب بإذن الله في وجودهم على هذه الأرض آتيًا بهم من خارجها لصالحه, من عالم السعادة الذي كانوا ينعمون فيه ، ولو بمجرد عدم وجود ألم على الأقل!
قصة شعر وسط إجراءات احترازية
إذن فالزواج السائد حاليا في بلادنا للأسف فغالبا ما يكون في مصلحة طرفيه ( الأب والأم) ولو آنيًا على الأقل ، على حساب من سيكون ثمرة له عاجلا أم آجلا! وأخيرا فالزواج لو نظر الناس إليه بنفس الرؤية التي أراه من خلالها ، لكان مجتمعنا الآن بخير ، ولقل فيه الضعفاء والشواذ والمعوقون والمنحرفون وغير ذلك من حثالات البشر التي تثقل كاهله وتعرقل نموه وتقدمه وكذا تطوره. وهنا وبعد استراحة بسيطة بعد صلاتنا للعشاء وتناولنا ما يشبه عشاء. فقد اعتدل إطول عمرو في جلسته تلك باشا مبتسما وكأنه منتصرا بالضربة القاضية لكونه ربما قد أقنعني بما قدم من الحجج التي منعته من الزواج. ثم أردف قائلا وهو يهمس في أذني اليسرى خلسة وكأنه سيلتقم حلمتها من شدة قربه منها وأنفاسه تكاد تحرق نصف وجهي وقال دعني أبوح لك بسر خطير وهو كو ن الظروف التي قدعشت فيها قد كانت صعبة للغاية ، وكذا معظم من عاصرتهم من هم في ظروفي الخاصة يومئذ، ولا تشجع -قطعا - على الزواج أو الإنجاب. قصه شعر مدرج وسط. وإني في هذا المضمار لجد معجبا بمقولة المرحوم المعري القائلة في شأن الإنجاب: (هذا ما جناه علي أبي وما جنيت على أحد) ثم إني أصارحك أيضا بأن هذه الأفكار وغيرها قد طرأت علي من خلال تجاربي المتعددة و تأملي في مجريات الحياة وظروفها المتغيرة.
*القدس العربي