قول أبي الفتح البستيّ:[١]
إِذا مَلِكٌ لَمْ يَكُنْ ذَا هِبَة
فَدَعْهُ فَدَوْلَتُهُ ذَاهِبَة
الشاهد هنا في لفظتي "ذا هبة وذاهبة"، فهما متفقتان لفظًا من حيث نوع الحروف وعددها وهيئتها وترتيبها، ومختلفتان في المعنى فالأولى منهما "ذا هبة" وهي تعني صاحب عطاء وفضل وكرم، أما الثانية "ذاهبة" فهي اسم فاعل من الفعل:ذهب" أي فانية غير باقية. قول ابن شرف القيروانيّ:[٤]
فدارهم ما دمت في دارهم
وأَرْضِهم ما دمت في أرضهم
وقع الجناس في موضعين في هذا البيت، الأول منها في لفظتي "دارهم" الأولى بمعنى المسايرة، والثانية بمعنى المنزل. والموضع الثاني في لفظتي "أرضِهم" الأولى بمعنى فعل الأمر من رضيَ، والثانية بمعنى الأرض التي يمشي عليها الخلق. أمثلة على الجناس في الشعر. قول أبي نواس:[٥]
عَبَّاسُ عَبَّاسٌ إِذَا احْتَدَمَ الوغَى
والْفَضْلُ فَضْلٌ، والرَّبيعُ رَبيعُ
الجناس التام وقع في أكثر من موضع في البيت السابق وهو في كل من "عباس، الفضل، الربيع" وواضح أن المعنى بين كل لفظتين مكررتين مختلف مع الاتفاق في نوع الحروف وعددها وهيئتها وترتيبها. أقوال العلماء عن الجناس
بعد توضيح تعريف الجناس والتفصيل في الأمثلة على الجناس التام، تجدر الإشارة إلى أن الجناس وما يخلقه من تشويق لدى القارئ لكشف نوعه، ومعرفة الفرق بين اللفظتين دفع علماء البلاغة إلى عرض آرائهم فيه، وتراوحت هذه الآراء ما بين موافق ومعارض، ومنها:[١]
قال ابن حِجَّة الحموي في كتابه خزانة الأدب: "أمّا الجناسُ فإنَّه غَيْرُ مذْهبي ومَذْهَبِ مَنْ نسجْتُ على مِنْوالِهِ مِنْ أهْلِ الأدب".
- كتب أمثلة على الجناس في القرآن - مكتبة نور
كتب أمثلة على الجناس في القرآن - مكتبة نور
حيث أن كلمة أقم في أصلها مشتقة هي وكلمة القيم من نفس المادة اللغوية، حيث تلاقت الكلمتان في الإشتقاق، وبالتالي، فهو ملحق بالجناس. المتلاقيان فيما يشبه الاشتقاق: وهو عبارة عن الجمع بشبه الإشتقاق للفظين إثنين، كما في قول الله – سبحانه وتعالى –: " قال إني لعملكم من القالين ". أمثلة على الجناس التام. فالفعل قال مشتقة هنا من لفظ القول، أما كلمة القالين، فهي جمع كلمة القالي، ويعني الهاجر والمبغض، من قَلَى قِلَى، ولا إشتقاق متفق بين اللفظين، وإنما هو شبيه الإشتقاق، حيث إشتركت كل من الكلمتين في ثلاثة أحرف أساسية، وهي: القاف، الألف، اللام، ولكن اللفظين مشتقان من مادتين مختلفتين في المعجم. إقرأ أيضًا: فنون اللغة العربية تعرف عليها بالتفصيل إلى هنا، نكون قد تعرفنا على الجناس في اللغة العربية بشيءٍ من التفصيل، ماهيته، أنواعه، تطبيقاته، كما تطرقنا إلى الملحق بالجناس، وتعرفنا على أمثلة وافية لكل نوع ورد خلال ما سبق من سطور، عسى أن تعم الفائدة.
وإليك مثالاً آخر على الجناس الناقص: قال البهاءُ بن زهير: أشـكو وأشــكرُ فعـْلـه فاعجـْب لشـاكٍ منه شاكرْ طرفي وطرفُ النجم فيـــــــــه كلاهما سـاهٍ وساهرْ ففي هذا المثال ثلاثة أمثلة للجناس الناقص لاختلاف الكلمتين بحرف واحد: فالأول ( أشكو وأشكر). الثاني ( شاك وشاكر). الثالث ( ساه وساهر). -وقال غيره: ( رحمَ الله امرأ أمسكَ ما بين فكيه ، وأطلق ما بين كفيه). كتب أمثلة على الجناس في القرآن - مكتبة نور. فالجناس هنا ناقص للاختلاف في ترتيب الحروف لااختلافها في النوع. - ثم يأتي الجناس الناقص باختلاف ضبط الحروف قال عبدالله بن أحمد الميكالي: أنكرتُ من أدمعي تترى ( سَواكبُها) سلي دموعي هلْ أبكي (سِواكِ بها) ؟! - وكقول الشاعر: قد مدَّ مجدُ الدين في أيامه.. من بعض أبحر علمه (القاموسا) ذهبتْ صحاحُ الجوهري كأنها... سحرُ المدائن حين (ألقى موسى) وليس المقصود بالمدائن هنا مدائن صالح إنما المدن التي جُمِع منها السحرةُ كلهم: " قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين ". أمثلة للجناس الناقص: - قال تعالى فأَمَّا اليتيمَ فلا تَقهَرْ. وأَمَّا السائلَ فلا تَنهَرْ)- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غَفار غفرَ الله لها ،، وأسلمسالمها الله ، وعصية عَصت الله) رواه مسلم.