ولو أن في الباب حديثًا صحيحًا لما احتاجوا للاستدلال بحديث وضع الجريدتين على القبر ، ولا دلالة فيه كما هو ظاهر.
الصواب في وصول ثواب القراءة إلى الميت
أفضل ما يُهدَى إلى الميت الصدقة والاستغفار والدعاء له والحج عنه ، فالميت ينتفع بسائر القربات ، ومنها قراءة القرآن، وأن أَيَّة قُرْبَة فَعَلَها الإنسان وجَعَلَ ثوابها للميت المسلم نَفَعَه ذلك بإذن الله تعالى. يقول الشيخ "حسنين محمد مخلوف" -رحمه الله-:
اعلم أن مذهب الحنفية وصول ثواب قراءة القرآن إلى الميت بل وإلى الحي، كما نص عليه في الهداية والبدائع والبَحْر وغيرها، وقد أطال صاحب الفتح في بيانه. وكذلك مذهب الشافعية كما في المنهاج، ففيه أن المختار وصول ثواب القراءة إلى الميت إذا سأل القارئ ذلك من الله تعالى وينبغي الجزم به؛ لأنه دعاء فإذا جاز الدعاء للميت بما ليس للداعي فيجوز بالأولى بما هو له، ويبقى الأمر موقوفًا على استجابة الدعاء اهـ. ونَقَلَ ابن أبي زيد في الرسالة عن ابن فرحون من أئمة المالكية، أن الراجح ما عليه المتأخرون من وصول ثواب القراءة إلى الميت. هل يجوز قراءة القرآن للميت - سطور. وقال ابن رشد: إن مَحَلَّ الخلاف بين المتقدمين والمتأخرين من المالكية ما لم تخرج القراءة مَخْرَج الدعاء بأن يَقُول القارئ قَبْل قراءته: اللهم اجعل ثواب ما أَقْرَؤه لفلان. فإذا خرجت مخرج الدعاء كان الثواب لفلان قولًا واحدًا وجاز من غير خلاف اهـ.
صيغة إهداء ثواب قراءة القرآن للميت | معلومة
انظر موضوع "الأجر على قراءة القرآن" بالمجلد الثاني. والله أعلم. الشيخ عطية صقر
هل يجوز قراءة القرآن للميت - سطور
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة ما ينفع المسلم بعد موته فقال صلى الله عليه وسلم: ( إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم في صحيحه ، وسأله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ( نعم ؛ الصلاة عليهما والاستغفار لهما ، وإنفاذ عهدهما من بعدهما ، وإكرام صديقهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما) والمراد بالعهد الوصية التي يوصي بها الميت ، فمن بره إنفاذها إذا كانت موافقة للشرع المطهر. ومن بر الوالدين الصدقة عنهما والدعاء لهما والحج والعمرة عنهما ، والله ولي التوفيق.
[٢]
الدعاء للميت
قال أهل العلم إنّ الدعاء في الصلاة للميت واجب، إلى جانب الإخلاص والصدق فيه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا صلَّيتُم على الميِّتِ فأخلِصوا لَه الدُّعاءَ) ، [٣] ومن المستحسن الدعاء للميت بما دعا النبي صلى الله عليه وسلم له، وينص دعاء النبي صلوات الله عليه وسلامه على: (اغفرْ له وارحمْه. واعفُ عنه وعافِه. وأَكرِمْ نُزُلَه. ووسِّعْ مُدخلَه. واغسِلْه بماءٍ وثلجٍ وبرَدٍ. ونَقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنسِ. وأَبدِلْه داراً خيراً من دارِه. هل قراءة القران تصل للميت. وأهلاً خيراً من أهلِه. وزوجاً خيراً من زوجِه. وقِه فتنةَ القبرِ وعذابَ النارِ). [٤] وفي حال كان المصلي لا يحفظ دعاءً عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيدعو بما يصلح أن يكون دعاءً، كما قال أهل العلم والمالكية وغيرهم. [٥]
أفضل ما يُهدى للميت
العتق والصدقة عن الميت أفضل من غيرها من الأعمال، فمثلاً هي أفضل من الصيام عنه، وأفضل الصدقة تلك التي توافق حاجة المُتصدّق عليه، حيث يكون أمس الحاجة إليها، قال صلى الله عليه وسلم: (أفضلُ الصدَقةِ سَقْيُ الماءِ). [٦] وكذلك الاستغفار والدعاء للميت، بتضرع وإخلاص وصدق، وعلى هذا فإن أفضل ما يُهدى للميت، الدعاء والاستغفار، والعتق والصدقة، وكذلك الحج عنه.