إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم
(60) يقول تعالى: إنما الصدقات أي: الزكوات الواجبة، بدليل أن الصدقة المستحبة لكل أحد، لا يخص بها أحد دون أحد. أي: إنما الصدقات لهؤلاء المذكورين دون من عداهم، لأنه حصرها فيهم، وهم ثمانية أصناف. الأول والثاني: الفقراء والمساكين، وهم في هذا الموضع، صنفان متفاوتان، فالفقير أشد حاجة من المسكين، لأن الله بدأ بهم، ولا يبدأ إلا بالأهم فالأهم، ففسر الفقير بأنه الذي لا يجد شيئا، أو يجد بعض كفايته دون نصفها. صحيفة القدس. والمسكين: الذي يجد نصفها فأكثر، ولا يجد تمام كفايته، لأنه لو وجدها لكان غنيا، فيعطون من الزكاة ما يزول به فقرهم ومسكنتهم. والثالث: العاملون على الزكاة، وهم كل من له عمل وشغل فيها، من حافظ لها، وجاب لها من أهلها، أو راع، أو حامل لها، أو كاتب، أو نحو ذلك، فيعطون لأجل عمالتهم، وهي أجرة لأعمالهم فيها. [ ص: 662] والرابع: المؤلفة قلوبهم، المؤلف قلبه: هو السيد المطاع في قومه، ممن يرجى إسلامه، أو يخشى شره أو يرجى بعطيته قوة إيمانه، أو إسلام نظيره، أو جبايتها ممن لا يعطيها، فيعطى ما يحصل به التأليف والمصلحة.
- صحيفة القدس
- مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف | مصر - Zakat Blog
- إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة براءة - تفسير قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها- الجزء رقم3
- مصارف الزكاة — Islamic Heritage Center
صحيفة القدس
رمضان وإخفاء العمل
كثير من المعاني السامية والأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة مرتبطة بشهر رمضان المبارك, ففي هذا الشهر تزداد وتنمو, ومن خلال أيامه ولياليه وساعاته تزدهر وتربو, فالصدق والأمانة وحفظ الجوارح عن المحرمات تزهو في رمضان, وتلاوة القرآن تزداد في رمضان, والالتزام بصلاة الجماعة يظهر في رمضان, وصلاة الليل والتهجد يختص بها شهر رمضان, كما أن أعمال البر والإحسان للفقراء والمساكين, سواء عن طريق أداء فريضة الزكاة, أو من خلال الصدقات والمبرات تكون صارخة في هذا الشهر الكريم. ولكن أخص ما يختص به رمضان, تلك الفضيلة القلبية العظيمة, والخصلة الإيمانية الرفيعة, التي قد تخفى عن بعض المسلمين, فأردت التذكير بها والتنبيه إليها, ألا وهي إخفاء العمل والإخلاص به لله تعالى, ولعل الصيام المفروض في هذا الشهر الكريم فيه كل هذا المعنى, فالصيام بحد ذاته مخفي لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى, وهي خصيصة لهذه الفريضة لا تكاد توجد في سواها. فالصلاة تؤدى جماعة في المسجد أمام كل الناس, فلا سبيل لإخفائها وعدم إظهارها, وكذلك الحج والزكاة, فلا بد في كل عبادة غير الصيام, من وجود شخص آخر على الأقل, مطلع على عملك وطاعتك التي قمت بها, عدا الصيام فإنه العبادة والطاعة الوحيدة التي لا يطلع عليها أحد إلا الله, في دلالة إلى إخفاء العمل وفضله ومكانته في الإسلام.
مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف | مصر - Zakat Blog
في فتوى أبريل 12, 2021 4669 مشاهدة
تعتبر جامعة الأزهر ومقرها القاهرة، مصر، المركز الرائد للتعليم الديني في العالم الإسلامي، وهو يؤدي دوراً فكرياً بارزاً في مصر وخارجها. بني الأزهر كجامع عام 970 وأصبح مؤسسة متكاملة عام 1171. يمثل مجمع البحوث الإسلامية الهيئة الأعلى للبحوث الإسلامية في الأزهر. إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة براءة - تفسير قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها- الجزء رقم3. أصدر مجمع البحوث الإسلامية في شهر مارس عام 2021 فتوى تجيز للمفوضية استلام وتوزيع أموال الزكاة، مؤكداً أنه ينطبق على اللاجئين والنازحين معظم نصوص مصارف الزكاة. ويرى مجلس مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن أصحاب هذا الطلب (أي مفوضية اللاجئين) يستحقون الصرف لهم من مصارف الزكاة المفروضة؛ حيث ينطبق عليهم معظم نصوص مصارف الزكاة المذكورة في الآية (60) من سورة التوبة: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
إسلام ويب - تفسير السعدي - تفسير سورة براءة - تفسير قوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها- الجزء رقم3
واختار ابنُ جرير وغير واحدٍ أنَّ الفقير: هو المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئًا، والمسكين: هو الذي يسأل ويطوف ويتبع الناس. وقال قتادة: الفقير: مَن به زمانة، والمسكين: الصحيح الجسم. وقال الثوري: عن منصور، عن إبراهيم: هم فُقراء المهاجرين. قال سفيان الثوري: يعني: ولا يُعطى الأعراب منها شيئًا. وكذا رُوي عن سعيد بن جبير، وسعيد بن عبدالرحمن بن أبزى. مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف | مصر - Zakat Blog. وقال عكرمة: لا تقولوا لفقراء المسلمين: مساكين؛ إنما المساكين أهل الكتاب. ولنذكر أحاديث تتعلق بكلٍّ من الأصناف الثَّمانية:
فأمَّا الفُقراء: فعن ابن عمر قال: قال رسولُ الله ﷺ: لا تحلّ الصّدقة لغنيٍّ، ولا لذي مرةٍ سوي. رواه أحمد وأبو داود والترمذي. ولأحمد أيضًا والنَّسائي وابن ماجه عن أبي هريرة مثله. وعن عبيدالله بن عدي بن الخيار: أنَّ رجلين أخبراه أنَّهما أتيا النبي ﷺ يسألانه من الصّدقة، فقلّب فيهما البصر، فرآهما جلدين، فقال: إن شئتُما أعطيتُكما، ولا حظَّ فيها لغنيٍّ، ولا لقويٍّ مُكْتَسِبٍ. رواه أحمد وأبو داود والنَّسائي بإسنادٍ جيدٍ قويّ. الشيخ: وهذا يُبين أنَّ صاحب الزكاة إذا اشتبه الأمرُ يُبين لهم، يقول لهم: تراها ما تحلّ إلا لفقيرٍ، أو لذي قوةٍ عادم، ما يجد شيئًا، أمَّا الذي أعطاه اللهُ القوةَ والكسبَ فلا يُعطى من الزكاة؛ ولهذا قال: لا تحلّ لغنيٍّ، ولا لذي مرةٍ سوي ، لما رآهما جلدين أخبر أنَّها لا تحلّ لغنيٍّ، ولا لقوي مُكتسبٍ.
مصارف الزكاة &Mdash; Islamic Heritage Center
جملة: (الصدقات للفقراء... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (فرض) فريضة... ) لا محلّ لها استئناف بيانيّ. وجملة: (اللّه عليم... الصرف: (المؤلّفة)، اسم مفعول من الرباعيّ ألّف، وزنه مفعّلة بضم الميم وفتح العين. (الغارمين)، جمع الغارم، اسم فاعل من الثلاثيّ غرم، ومنه فاعل. انما الصدقات للفقراء والمساكين وابن السبيل. البلاغة: مخالفة الحروف: في قوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) إلى آخر الآية، وهو فن طريف من فنون البلاغة لطيف المأخذ، دقيق المغزى، فقد عدل عن (اللام) الى (في) في الأربعة الأخيرة، وذلك لسرّ يخفى على المتأمل السطحي، وهو أن الأصناف الأربعة الأوائل ملاك لما عساه يدفع إليهم، وإنما يأخذونه ملكا، فكان دخول اللام لائقا بهم. وأما الأربعة الأواخر فلا يملكون ما يصرف نحوهم، بل ولا يصرف إليهم، ولكن في مصالح تتعلق بهم فالمال الذي يصرف في الرقاب إنما يتناوله السادة المكاتبون والبائعون، فليس نصيبهم مصروفا الى أيديهم حتى يعبّر عن ذلك باللام المشعرة بتملكهم لما يصرف نحوهم، وإنما هم محالّ لهذا الصرف والمصلحة المتعلقة به، وكذلك العاملون إنما يصرف نصيبهم لأرباب ديونهم تخليصا لذممهم لا لهم. وأما سبيل اللّه فواضح فيه ذلك. وأما ابن السبيل فكأنه كان مندرجا في سبيل اللّه، وإنما أفرد بالذكر تنبيها على خصوصيته، مع أنه مجرد من الحرفين جميعا وعطفه على المجرور باللام ممكن، ولكن على القريب منه أقرب.
ثالثًا: مِنَ الإجماعِ نقَل الإجماعَ على ذلك في الجُملة: ابنُ المُنْذِر قال ابنُ المُنْذِرِ: (أجمعوا على أنَّه إن فرَضَ صدَقتَه في الأصنافِ التي ذكَرَها في سورة براءة في قَولِه تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا ا**التوبة: 60**، أنَّه مؤدٍّ كما فُرِضَ عليه). ((الإجماع)) لابن المُنْذِر (ص: 48). ، وابنُ حزم قال ابنُ حَزْم: (اتَّفقوا على أنَّ الإمامَ المذكورَ إذا وضَع الزَّكاةَ التي تُقبَضُ في الأسهُمِ السَّبَعةِ من الثَّمانية المنصوصةِ في القرآن؛ فقدْ أصاب، واختَلفوا في المؤلَّفةِ). ((مراتب الإجماع)) (ص: 37). ، وابنُ العربيِّ قال ابنُ العربيِّ: (يُعطَى منها الفقيرُ بغيرِ خِلافٍ؛ لأنَّه قد سُمِّيَ في أوَّلِ الآية). أحكام القرآن (2/533)، ((مجلة البحوث الإسلامية)) (2/26). انظر أيضا:
المبحث الثاني: التَّمييزُ بين الفُقَراءِ والمساكينِ. المبحث الثالث: أيُّهما أشدُّ حاجةً؛ الفقيرُ أو المسكين؟. المبحث الرابع: السَّائلُ الطَّوَّافُ مسكينٌ. المبحث الخامس: مُدَّة الكفاية التي تُعطَى للفقيرِ أو المسكينِ.
نص القرآن الكريم على أن مصارف الزكاة ثمانية، وأول مصرفين نص عليهما هما: مصرف الفقراء والمساكين، كما قال سبحانه: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ). على أنه تبقى إشكالات في تحديد مدلول الفقراء والمساكين، وكذلك ضابط الفقر والمسكنة مع اختلاف الأزمان وحاجات الناس، مع تغير طبيعة الحياة الاجتماعية وما يعيشه الناس اليوم من أحوال اختلفت – ربما- اختلافا جذريا عن واقع المسلمين في العصر الأول. من هم الفقراء والمساكين؟
اختلف الفقهاء في تحديد معنى الفقراء والمساكين وأيهما أشد حاجة على مذهبين:
المذهب الأول: أن الفقراء أشد حاجة، وهو مذهب الشافعية والحنابلة، مستندين في ذلك بما يلي:
1- الفقير من أصيب فقاره، أي عموده الفقري، بحيث لم يعد قادرا على الحركة ولا الكسب من باب أولى، فالفقير لغة: فعيل بمعنى مفعول ، وهو من نزعت بعض فقار صلبه ، فانقطع ظهره
2- أن القرآن نص على أن المساكين لهم كسب وقدرة على السعي، كما قال تعالى: ( أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ)، والمسكين مفعيل من السكون ، ومن كسر صلبه أشد حالا من الساكن.