ثانيها:
تسهيل فهمه عليهم، كذلك، مثل ما سبق في توجيه التيسير في حفظه. ثالثها:
التمهيد لكمال تخليهم عن عقائدهم الباطلة وعباداتهم الفاسدة وعاداتهم المرذولة،
وذلك بأن يروضوا على هذا التخلي شيئاً فشيئاً بسبب نزول القرآن عليهم كذلك شيئاً
فشيئاً، فكلما نجح الإسلام معهم في هدم باطل انتقل بهم إلى هدم آخر. رابعها:
التمهيد لكمال تحليهم بالعقائد الحقة والعبادات الصحيحة والأخلاق الفاضلة. نزول القرآن منجماً. خامسها:
تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين بسبب ما كان يقصه القرآن عليهم
الفينة بعد الفينة، والحين بعد الحين من قصص الأنبياء والمرسلين وما كان لهم
ولأتباعهم مع الأعداء والمخالفين وما وعد الله به عباده الصالحين من النصر والأجر
والتأييد والتمكين. الحكمة الثالثة:
مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها، فكلما جد منهم جديد نزل من القرآن ما
يناسبه وفصل الله لهم من أحكامه ما يوافقه وتنتظم هذه الحكمة أموراً أربعة:
إجابة السائلين على أسئلتهم عندما يوجهونها إلى الرسول. ولا ريب أن تلك الأسئلة كانت ترفع إلى النبي في أوقات مختلفة وعلى نوبات متعددة
حاكية أنهم سألوا ولا يزالون يسألون، فلا بدع أن ينزل الجواب عليها كذلك في أوقاتها
المختلفة ونوباتها المتعددة.
- نزول القرآن منجماً
- معنى : المكاتبة
- معنى منجما - إسألنا
نزول القرآن منجماً
معنى نزول القرآن منجماً وفوائد ذلك *************************************** القرآن -على الأصح- كما يقول السيوطي في الإتقان: نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة. ومعنى نزوله منجماً أنه نزل مفرقاً أي لم ينزل دفعة واحدة، وإنما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجزءاً حسب الوقائع والأحداث، والعرب تقول للمفرق: منجَماً. وأما لماذا نزل كذلك، ولم ينزل دفعة واحدة؟ فقد تولى الله جواب ذلك، فقال سبحانه: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة [الفرقان:32]. قال السيوطي: يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل. فأجابهم الله بقوله "كذلك" أي أنزلناه كذلك مفرقاً "لنثبت به فؤادك" أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب، وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم كثرة نزول الملك إليه، وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز؟، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة. معنى منجما - إسألنا. ومن فوائد إنزاله منجماً تسهيل حفظه، ولأن منه الناسخ والمنسوخ، ولأن فيه جواب من يسأل عن أمور ووقائع وغير ذلك.
معنى : المكاتبة
إطلاقات المصطلح:
يَرِد مُصْطلَح (مُكاتَبَة) في الفقه في كتاب الزَّكاة، باب: وُجوب الزَّكاةِ، وفي كتاب الرَّهْنِ، والوَصايا، والقِصاصِ، وغَيْر ذلك. معنى : المكاتبة. ويُطلَق في كتاب البُيوعِ، باب: شُروط البَيْعِ، وكتاب القَرْضِ، باب: أَحْكام القَرْضِ، ويُراد به: تَوْثِيقُ الكَلامِ وتَسْجِيلُهُ في كِتابٍ ونَحْوِهِ. ويُطلَق أيضاً في كتاب النِّكاحِ، باب: الطَّلاق، وكتاب القَضاءِ، باب: آداب القاضِي، ويُراد به: تَدْوِينُ الكَلامِ وتَسْجِيلُهُ في وَرَقٍ ونَحْوِهِ، ويُقابِلُ الكِتابَةَ بِهذا المعنى: النُّطْقُ والإِشارَةُ. جذر
الكلمة:
كتب
المراجع:
تهذيب اللغة: (10/87) - مقاييس اللغة: (5/158) - طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية: (ص 64) - المغرب في ترتيب المعرب: (ص 400) - المطلع على ألفاظ المقنع: (ص 384) - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (2/524) - التعريفات للجرجاني: (ص 183) - أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء: (ص 61) - شرح حدود ابن عرفة: (1/524) - الـمغني لابن قدامة: (10/81) - القاموس المحيط: (ص 129) - مختار الصحاح: (ص 266) - لسان العرب: (1/699) - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير: (2/524) - معجم لغة الفقهاء: (ص 377) -
معنى منجما - إسألنا
انتهى. ومن فوائد إنزاله منجماً: تسهيل حفظه، ولأن منه الناسخ والمنسوخ، ولأن فيه جواب من يسأل عن أمور ووقائع وغير ذلك. والله أعلم.
نزل الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان المبارك، وفي ليلة مخصوصة هي ليلة القدر لقوله تعالى في سورة القدر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ). وكما هو معروف بأن القرآن الكريم نزل على دفعات "منجماً" فما الحكمة من ذلك ولماذا لم ينزل كله دفعة واحدة؟
فالقرآن الكريم -على الأصح- كما يقول السيوطي في الإتقان: نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجماً في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين أو خمس وعشرين على حسب الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد البعثة. ومعنى نزوله منجماً أنه نزل مفرقاً أي لم ينزل دفعة واحدة، وإنما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مجزءاً حسب الوقائع والأحداث، والعرب تقول للمفرق: منجَماً. وأما لماذا نزل كذلك، ولم ينزل دفعة واحدة؟ فقد تولى الله جواب ذلك، فقال سبحانه: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة كذلك لنثبِّت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً [الفرقان:32]، إذاً الحكمة الأولى من نزوله مفرقاً هي تثبيت قلبي النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن الحكم الأخرى كما قال العلماء:
- تسهيل حفظه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لقد تميز القرآن لكريم بصعوبة كلماته، وثقل معانيه وتفسيرها، ولذلك كان من الصعب أن يحفظه النبي لو نزل دفعةً واحدةً، وفي ذلك قال الله عز وجل: (وقرآناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنـزيلاً) [الإسراء: 106].