الثلة المؤمنة الصادقة لا تحتاج لكل هذه المماحكات فقلوبها تتشرب الحق وتطمئن له وتركن إلى منهج الله وآياته وتتبنى هذا المنهج وتبتهج بتلك الآيات دون مماطلةٍ أو مماحكة وإنما هم مسارعون دائماً إلى الخيرات. مهما فعل الرسل وأتباعهم ومهما طلبوا من الله إجابة المعرضين في إنزال وتحقيق ما يريدون من المعجزات فلن يوفوا بوعودهم ولن يذعنوا ويسلموا تسليمًا مطلقاً لمنهج الله رب العالمين. موقع الشيخ صالح الفوزان. بل مهما قدم الدعاة من تنازلاتٍ لترقيق قلوب هؤلاء أو تليين عقولهم ما استجابوا، لأنهم بطلبهم للمعجزات أو انتظارهم للتنازلات إنما هم فقط يماطلون حتى ينشغل عنهم أهل الحق ولو لوقتٍ يسير. بينما الثلة المؤمنة الصادقة لا تحتاج لكل هذه المماحكات فقلوبها تتشرب الحق وتطمئن له وتركن إلى منهج الله وآياته وتتبنى هذا المنهج وتبتهج بتلك الآيات دون مماطلةٍ أو مماحكة وإنما هم مسارعون دائماً إلى الخيرات. { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [ الرعد: 27-28].
- موقع الشيخ صالح الفوزان
موقع الشيخ صالح الفوزان
فليسارع في التوبة منه ويستغفر الله عز وجل. كما نستفيد أيضا من تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله أن الطمأنينة نوع من أنواع النعيم سواء في الدنيا أو الآخرة. فكما جعلها الله معجلة للذين آمنوا في الدنيا فالنصيب الأكبر منها يُنال في الجنة. حيث لا هم ولا غم ولا نصب ولا وصب. ومن الفوائد أيضا معرفة فضيلة الذكر ومنافعه الجمة في الدنيا قبل الآخرة، فذكر الله عز وجل من أجل العبادات. كما أنها من أيسر العبادات فهي لا تختص بوقت معين أو مكان أو هيئة، بل تنفع على أي حال دون مشقة أو تعنت. كما يمكنكم التعرف على: تفسير إلا من أتى الله بقلب سليم
سمات أهل الإيمان
ذكرنا في تفسير: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله سمتين من سمات أهل الإيمان، وهما:
سرعة الإنابة إلى الله تعالى. والثانية كثرة ذكر الله تعالى والمداومة عليه. ولأهل الإيمان سمات أخرى يتميزون بها تكون عادة لهم وعلامة لمعرفتهم. الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر ه. فمن هذه السمات إيمانهم بالغيب وتسليمهم لأمر الله والالتزام به ما دام ثابتا بالدليل الصحيح من كتاب الله أو سنة رسوله. ومن هذه السمات إقامتهم لصلاتهم في مواعيدها وعدم التهاون فيها أو تركها حتى يخرج وقتها بل تجدهم أول المسارعين لها.
وحكى ابن القيم رحمه الله عن بعض السلف أنهم قالوا: إذا تمكن الذكر من القلب، فإن دنا منه الشيطان صرعه الإنسي كما يصرع الإنسان إذا دنا منه الشيطان، فيجتمع عليه الشياطين فيقولون: ما لهذا؟ فيقال: قد مسه الإنسي. الإكثار من ذكر الله براءة من النفاق، وفكاك من أسر الهوى، وجسر يصل به العبد إلى مرضاة ربه وما أعده الله له من النعيم المقيم، بل هو سلاح مقدم على أسلحة الحروب الحسية التي لا تكلم؛ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية: { فإذا جاءوها، نزلوا فلم يقاتلوا بالسلاح، ولم يرموا بسهم، قالوا: لا إله إلا الله، والله أكبر فيسقط أحد جانبيها، ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله اكبر، فيسقط جانبها الآخر، ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فيفرج لهم فيدخلونها فيغنمون} الحديث رواه مسلم في صحيحه.