أما إن كانت الدورة غير منتظمة، وهذا الإفراز اليسير جداً كحالتك جاء قبل وقت الدورة بأيام كما ذكرت فلا يعتبر مانعاً، وعليها فلا شيء عليكما بناءً على ما ذكرت من أن تلك النقطة اليسيرة جداً ليس لها لون يشبه الدم، وسبقت ميعاد الحيض بأيام، ثم إن دم الحيض له لون وريح وثقل معروف لدى الفقهاء، ولدى كثير من النساء، وتجد المرأة أعراضاً في جسمها وآلاماً تدل على نزول دم الحيض، … وبالله التوفيق.
الجماع قبل الدوره بعد
2011/08/13
الفتاوى الشرعية, فتاوي الشيخ
51, 097 زيارة
السؤال: جزاكم الله خيرا لدي سؤال عن الحيض ،متى يمنع الجماع في بداية الدورة؟ هل عند نزول الإفرازات التي تسبق الحيض أم عند نزول الدم صريحا أحمر؟ الذي حدث معي نزول إفراز صغير جدا كالنقطة الصغيرة، ولونها فاتح كالتراب لا يكاد يرى اللون ثم توقفت الافرازات لساعات، وطلب زوجي الجماع ورفضت، لكنه أخبرني أن ذلك ليس بالحيض، وقد أتت تلك الإفرازات قبل موعد الدورة بأيام ثم نزل دم الحيض واضحا بعد الجماع، وقد تقدمت الدورة عن موعدها بأيام حيث إنها صارت عندي غير منتظمة، بعد أن كانت قبل منتظمة. هل على وزوجي ذنب؟ وهل هناك كفارة لذلك؟ بارك الله فيكم وجعلنا وإياكم والمسلمين من عتقاء شهر رمضان. الجماع قبل الدوره هي جريان الدم. _____________________________
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نرحب بكم بأسئلتكم، ونسأل الله أن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب. وبخصوص سؤالك عن إفرازات تسبق الحيض ووقوعك مع زوجك في الجماع، اعلمي أختي-بارك الله فيك- أن الإفرازات قبيل الحيض يختلف حكمها عنها بعيد الحيض ، ففي الحديث عن أم عطية رضي الله عنها ( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الحيض شيئا)، رواه البخاري في صحيحه كتاب الحيض حديث رقم 320 فهو خاص بما كان بعد الحيض بيسير، أما قبيل نزول الحيض بيسير وفي مدة مجيء الحيض، فينبغي الامتناع عن الجماع عند من دورتها منتظمة، لأنها في هذه الحالة دخلت في حكم الحيض، وتقوم عليها كل أحكام الحيض، فلا تصلي ولا تصوم ولا تجامع زوجها، وعليها قضاء الصوم.
والذي يرجح ما ذكرنا من اعتبار الصفرة والكدرة قبل الحيض حيضا إذا كانا في زمن العادة ، واتصلا بدم الحيض ، وكان معهما ألم الحيض ، أن الصفرة والكدرة من ألوان الدماء عند أكثر الفقهاء ، والحيض هو انهيار جدار الرحم بما فيه من دم وغدد ، فينزل الدم على ألوان مختلفة متفاوتة ، فيبدأ قويا أسودا أو داكنا غالبا ، ثم يخف حتى يكون كدرة أو صفرة ، وقد يقع العكس ، فيبدأ صفرة وكدرة ، ثم دما ، وسيأتي من حديث عائشة رضي الله عنها ما يدل على أن الصفرة والكدرة قبل الطهر: حيض ، ولا فرق في الحقيقة بين نزولهما قبل الطهر ، أو نزولهما في زمن العادة قبل الدم ، مع علامات الحيض من الألم والوجع. ولو قيل: إنه لا يشترط غير الاتصال لكان قولا قويا ، كما هو قول الشيخ ابن باز رحمه الله ، بشرط أن يكون في زمن العادة. الجماع قبل الدوره بعد. وقول الفقهاء - كالحنفية والحنابلة -: إن الصفرة والكدرة في زمن العادة حيض ، يشمل - والله أعلم - الحالة المذكورة وهي نزول الصفرة والكدرة أول الحيض. وقول غيرهم - كالمالكية والشافعية -: إن الصفرة والكدرة حيض مطلقا ، أو في زمن الإمكان ، يشمل نزولهما قبل الحيض ، كما لا يخفى. وينظر للفائدة: " موسوعة أحكام الطهارة " للشيخ أبي عمر الدبيان حفظه الله (6/ 281- 299) ، " الموسوعة الفقهية "(18/ 296)، " المغني " (1/ 202)، " المجموع " (2/ 422).