وحشي بن حرب: هو مولى طعيمة بن عدي، وقيل مولى جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي، وهو قاتل حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله). تقدم في " رجى ": أنه من المرجون لأمر الله تعالى. وفي " خلق ": أنه لما أسلم قال له النبي (صلى الله عليه وآله): أوحشي؟ قال: نعم. قال: أخبرني كيف قتلت عمي؟ فأخبره فبكى وقال: غيب وجهك عني. وحكي أن مسيلمة الكذاب اشترك في قتله: وحشي وأبو دجانة، فكان وحشي يقول: قتلت خير الناس وشر الناس: حمزة ومسيلمة.. وقد كتبت بعض كتب الشيعة بأن وحشي وإن أسلم فإن إسلامه كان خوفا وظاهراً من القتل وقد طرده رسول الله صلّى الله عليه وآله من المدينة ثمّ إنّ بعض المعاصي العظيمة قد تسلب من الفاعل التوفيق للتوبة الحقيقيّة، فإذا ارتكب تلك المعصية لا يوفق للتوبة ومن المعلوم انّ قتل سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب غدراً ذنب عظيم يسلب فاعله التوفيق للتوبة، خصوصاً وان وحشي كان مدمن الخمر وقد مات بسبب الخمر كما هو صريح كلام المؤرخين. حياة الصحابي الجليل وحشي بن حرب. وتروي كتبهم ومعتقداتهم بأن بعض أهل السنّة يعتقدون عدالة الصحابة وهذا الاعتقاد باطل قطعاً. وبأن أنّ وحشيّ لم يكن من الصحابة وكيف يعدّ من الصحابة وقد قتل حمزة بن عبدالمطلب وبأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب لمقتله وحزن حزنا شديدا وقام بطرده حينما أعلن إسلامه خوفاً، فمتى صاحب النبي صلّى الله عليه وآله ليصدق عليه أنّه من الصحابة.
وحشيُّ بنُ حربٍ – مجلة الوعي
قال: قلت: نعم. قال: أما والله ما رأيتك مذ ناولتك السعدية التي أرضعتك، فإني ناولتها إياك بذي طوى، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها، فوالله ما هو إلا أن وقلت عليّ فعرفتهما. فقلنا له: جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة بن عبد المطلب، كيف قتلته? فقال: أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك: كنت غلاماً لجبير بن مطعم، وكان عمه طعيمة بن عدي قد قتل يوم بدر، فلما سارت قريش إلى أحد قال لي جبير: إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق. فخرجت مع الناس حين خرجوا إلى أحد، فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره، حتى رأيته مثل الجمل الأورق في عرض الناس يهذ الناس بسيفه هذا، ما يقوم له شيء، فوالله إني لأريده واستترت منه بشجرة- أو: بحجر- ليدنو مني، وتقدمني إليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة قال: إلي يا بن مقطعة البظور. وحشيُّ بنُ حربٍ – مجلة الوعي. وكانت أمه ختانة بمكة، فوالله لكأن ما أخطأ رأسه، فهززت حربتي، حتى إذا رضيت منها، دفعتها عليه، فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه. وخليت بينه وبينها حتى مات، ثم أتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت إلى العسكر، ولم يكن لي بغيره حاجة. فلما قدمت مكة عتقت.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: مات وحشي في الخمر أخرجه الثلاثة.