والجواب ظاهر وهو أن آية تحريم الخمر ناسخة لقوله: {تتخذون منه سكرا}. الآية.
- ايات القران التي تتكلم عن: الميسر
ايات القران التي تتكلم عن: الميسر
أما في القرآن المدني فقد ذكرت الخمر في عدة آيات، منها واحدة تتحدث عن الخمر في الجنة (وهي غير مسكرة) في إطار تعداد نِعم الجنة، بوصفها "لذة للشاربين" (محمد 15). وما يهمّنا هنا هي الآيات التي نزلت في تحريم الخمر وهي أربعة حرص المهتمون بـ "أسباب النزول" على إيراد روايات وقصص عن وقائع ونوازل يقولون إنها جاءت تلك الآيات استجابة لها نوعا من الاستجابة، أي كأسباب نزول. وهذه الآيات هي كما يلي حسب ترتيب نزولها:
1. الآية الأولى: تذكر روايات عديدة، تزكيها الآية التي تعنينا هنا، أن النبي عليه السلام لما هاجر إلى المدينة سأله أهلها عن الخمر، هل هي حلال أم حرام، -وقد سألوه من قبل ومن بعد عن أشياء كثيرة - فنزل قوله تعالى: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ (القمار)، قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ، وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا" (البقرة 219). وفي رواية أنهم قالوا: "يا رسول الله دعنا ننتفع بها كما قال الله، فسكت عنهم"، بمعنى: دعنا نستفيد من جانب المنفعة فيها، فتركهم ولكنهم لم يتجنوا جانب الإثم فيها، فنزلت الآية التالية. 2. الآية الثانية: في رواية ذكرها أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم عن علي بن أبي طالب قال: صنع لنا عبد الرحمن بن عوف طعاما فدعانا وسقانا من الخمر، فأخذَتِ الخمرُ منا، وحضرتْ الصلاةُ فقدموني (ليَؤُمَّ بهم) فقرأت: "قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون"، فانزل الله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُون... " (النساء 43)".
(السيوطي اللباب، الطبري الخ). "فقالوا: يا رسول الله لا نشربها عند اقتراب وقت الصلاة، فسكت عنهم. 3. الآية الثالثة: تذكر الروايات عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: "فيَّ نزل تحريم الخمر: صنع رجل من الأنصار طعاما، فدعانا فأتاه ناس، فأكلوا وشربوا حتى انتشوا من الخمر، فتفاخروا: فقالت الأنصار: الأنصار خيرٌ، وقالت قريش: قريش خير. فأهوى رجل بلحي جزور (فك الذبيحة) فضرب على أنفي ففزره (شقه)"، قال: "فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فنزلت هذه الآية: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ، فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ" (المائدة 90-91). هناك روايات أخرى عن سبب تحريم الخمر في الآية السابقة، منها أن عليا بن أبي طالب وجد ذات يوم ناقة له قد أُبْقِرت وقُطع سنَمُها وأُخِذ من أكبادها. فلما سأل عمَّن فعل بها ذلك قالوا له: حمزة (عمه).