توجه نحو ربه عز وجل داعياً وشاكراً مستزيداً فضله، وقال ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت عليَّ وعلى والدي، لتكون لي القدرة أن استعمل هذه النعم جميعها فيما أمرتني به وما يرضيك، ولا أنحرف عن طريق الحق، فإن أداء شكر هذه النعم لا يكون إلا بتوفيقك وإعانتك، وأن أعمل صالحاً ترضاه، وهو يشير إلى أن بقاء هذا الجيش وتشكيلاته الواسعة غير مهم بالنسبة إليه، بل المهم أن يؤدي عملاً صالحاً يرضي به ربه.
- ايه ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي
- وقفة مع آية النور | موقع المسلم
ايه ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي
وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15) هذا من لطفه تعالى بعباده وشكره للوالدين أن وصى الأولاد وعهد إليهم أن يحسنوا إلى والديهم بالقول اللطيف والكلام اللين وبذل المال والنفقة وغير ذلك من وجوه الإحسان. ثم نبه على ذكر السبب الموجب لذلك فذكر ما تحملته الأم من ولدها وما قاسته من المكاره وقت حملها ثم مشقة ولادتها المشقة الكبيرة ثم مشقة الرضاع وخدمة الحضانة، وليست المذكورات مدة يسيرة ساعة أو ساعتين، وإنما ذلك مدة طويلة قدرها { ثَلَاثُونَ شَهْرًا} للحمل تسعة أشهر ونحوها والباقي للرضاع هذا هو الغالب.
وكان ضحك سليمان من قول النملة تعجباً لأن الإنسان إذا رأى ما لا عهد له به تعجب وضحك. جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2022©
قـال: وقولـه "مثل نوره" أي مثل هداه في قلب المؤمن أو مثل نور المؤمن الذي في قلبه كمشكاة... فشبه قلب المؤمن بالقنديل من الزجاج الشفاف, وما يستمد به من القرآن والشرع بالزيت الجيد الصافي المشرق المعتدل الذي لا كدر فيه ولا انحراف.
وقفة مع آية النور | موقع المسلم
إن التعريب في كلام العرب، ظاهرة مقررة عند أهل العربية؛ والتعريب ليس أخذًا للكلمة من اللغات الأخرى كما هي ووضعها في اللغة العربية، بل التعريب هو: أن تصاغ اللفظة الأعجمية بالوزن العربي، فتصبح عربية بعد وضعها على أوزان الألفاظ العربية، وإذا لم توافق أي وزن من أوزان العرب، عدلوا فيها بزيادة حرف، أو بحذف حرف أو حروف، وصاغوها على وزن عربي، وإن استعصى إنزالها على وزن عربي، ظلت محتفظة ببنيتها في لغتها الأصلية، وعند ذلك تسمى دخيلة. وكان العربي يسمع اللفظة وينطقها بعد اخضاعها إلى لهجته وطريقة نطقه كما وعاها، فأدى الاحتكاك إلى استعمال ألفاظ الأمم الأخرى اضطراراً لتسهيل التعامل معهم، مما جعل من المتعذر أن تظل اللغة العربية بمأمن من الاحتكاك والاقتراض من لغات الأمم الأخرى. وقد تضمن الشعر الجاهلي نفسه ألفاظاً معربة من قبل أن ينزل القرآن؛ مثل كلمة (السجنجل) وهي كلمة رومية، ومعناها: المرآة؛ وقد وردت في شعر امرئ القيس، في قوله:
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ
تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسِّجَنْجَلِِ
وكذلك كلمة (الجُمان) وهي الدرة المصوغة من الفضة، وأصلها فارسي، وقد وردت في معلقة لبيد بن ربيعة في قوله:
وَتُضِيءُ في وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيرَةً
كَجُمَانَةِ الْبَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَا
ومن الأيات التي وردت فيها كلمات معربة قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) الصراط: رومية، معناها: الطريق.
والزيتونة هنا هي شريعة الله سبحانه وتعالى, فهي لا شرقية ولا غربية بل هي ربانية خالصة, و{يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ}... مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. نقاء وصفاء, وإنه ليتلألأ حتى إنه ليكاد يضيء من غير نار. فما أعظم نورانية هذه الشريعة التي تمد نور القلب, وما أعظم نور هذا القلب الذي يستمد نورانيته من شريعة هذا شأنها { نُورٌ عَلَى نُورٍ}... لأن المصباح إذا كان في مكان متضايق كالمشكاة كان أجمع لنوره, والقنديل أعون شيء على زيادة الإنارة وكذلك صفاء الزيت ونقاؤه وتلألؤه.