12071 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله: " وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس " حتى بلغ " والجروح قصاص " ، بعضها ببعض. 12072 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله: "أن النفس بالنفس " ، قال يقول: تقتل النفس بالنفس ، وتفقأ العين بالعين ، ويقطع الأنف بالأنف ، وتنزع السن بالسن ، وتقتص الجراح بالجراح. [ ص: 362] قال أبو جعفر: فهذا يستوي فيه أحرار المسلمين فيما بينهم ، رجالهم ونساؤهم ، إذا كان في النفس وما دون النفس ، ويستوي فيه العبيد رجالهم ونساؤهم فيما بينهم ، إذا كان عمدا في النفس وما دون النفس.
- ص1165 - كتاب شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين اللهيميد - باب موجب القصاص فيما دون النفس - المكتبة الشاملة
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 103
- الباحث القرآني
ص1165 - كتاب شرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين اللهيميد - باب موجب القصاص فيما دون النفس - المكتبة الشاملة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
{ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر، عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له.
{ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}
يقول الحقّ جلّ جلاله: { لا تدركه الأبصار} أي: لا تحيط به، ولا تناله بحقيقته، وعن ابن عباس: (لا تدركه في الدنيا، وهو يُرى في الآخرة)، ومذهب الأشعرية:
أن رؤية الله في الدنيا جائزة عقلاً، لأن موسى عليه السلام سألها، ولا يسأل موسى ما هو محال، وأحالته المعتزلة مُطلقًا، وتمسكوا بالآية، ولا دليل فيها؛ لأنه ليس الإدراك مطلق الرؤية، ولا النفي في الآية عامًا في الأوقات، فلعله مخصوص ببعض الحالات، ولا في الأشخاص؛ فإنه في قوة قولنا: لا كل بصر يدركه، مع أن النفي لا يوجب الامتناع. قاله البيضاوي. ثم قال تعالى: { وهو يُدرك الأبصارَ} أي: يحيط علمه بها؛ إذ لا تخفى عليه خافية، { وهو اللطيف الخبير} فيدرك ما لا تدركه الأبصار، ويجوز أن يكون تعليلاً للحُكمَين السابقين على طريق اللفّ، أي: لا تدركه الأبصار لأنه اللطيف، وهو يدرك الأبصار لأنه الخبير، فيكون اللطيف مقابلاً للكثيف، لا يُدرك بالحاسة ولا ينطبع فيها. قاله البيضاوي وأبو السعود. الإشارة
اعلم أن الحق جل جلاله قد تجلى لعباده في مظاهره الأكوان، لكنه لحكمته وقدرته، قد تجلى بين الضدين، بين الأنوار والأسرار، بين الحس والمعنى، بين مظهر الربوبية والب العبودية، فالأنوار ما ظهر من الأواني، والأسرار ما خَفِيَ من المعاني، فالحس ما يُدرك بحاسة البصر، والمعنى ما يُدرك بالبصيرة.
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الأنعام - الآية 103
توهم تناقض القرآن حول رؤية الله - عز وجل - بالأبصار (*)
مضمون الشبهة:
يتوهم بعض المشككين أن هناك تعارضا بين قوله - سبحانه وتعالى:) وجوه يومئذ ناضرة (22) ( (القيامة)، وبين قوله سبحانه وتعالى:) كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (15) ( (المطففين)، وقوله سبحانه وتعالى:) لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير (103) ( (الأنعام). ويتساءلون: كيف يصرح القرآن في موضع بإمكان رؤية الله تعالى بالأبصار، بينما ينفي ذلك في موضع آخر؟ ويعتبرون هذا التعارض على حد قولهم دليلا على بشرية القرآن. وجها إبطال الشبهة:
1) رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة حقيقة ثابتة، أما معنى قوله عز وجل:) لا تدركه الأبصار ( أي: لا تحيط به وبكنهه جل وعلا، أو لا تدركه في الدنيا، وعدم الإدراك بالأبصار في الدنيا لا ينافي الرؤية في الآخرة، أو أن الآية من العام المخصص. 2) اختلف العلماء حول حقيقة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لله - عز وجل - ليلة الإسراء والمعراج، فمنهم من أثبت ذلك، ومنهم من نفاه، والراجح أن رؤية النبي لله ثابتة. التفصيل:
أولا. حقيقة رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة:
رؤية المؤمنين لربهم - عز وجل - حقيقه لا مراء فيها، بيد أن سوء الفهم وخبث الطوية [1] يؤديان بصاحبهما إلى نفي ذلك والوقوف عند ظاهر الآيات، فعن حقيقة الرؤية يقول د.
الباحث القرآني
لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قوله تعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير قوله تعالى: لا تدركه الأبصار بين سبحانه أنه منزه عن سمات الحدوث ، ومنها الإدراك بمعنى الإحاطة والتحديد ، كما تدرك سائر المخلوقات ، والرؤية ثابتة. فقال الزجاج: أي لا يبلغ كنه حقيقته; كما تقول: أدركت كذا وكذا; لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث في الرؤية يوم القيامة. وقال ابن عباس: لا تدركه الأبصار في الدنيا ، ويراه المؤمنون في الآخرة; لإخبار الله بها في قوله: وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة. وقال السدي. وهو أحسن ما قيل لدلالة التنزيل والأخبار الواردة برؤية الله في الجنة. وسيأتي بيانه في " يونس ". وقيل: لا تدركه الأبصار لا تحيط به وهو يحيط بها; عن ابن عباس أيضا. وقيل: المعنى لا تدركه أبصار القلوب ، أي لا تدركه العقول فتتوهمه; إذ ليس كمثله شيء وقيل: المعنى لا تدركه الأبصار المخلوقة في الدنيا ، لكنه يخلق لمن يريد كرامته بصرا وإدراكا يراه فيه كمحمد عليه السلام; إذ رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عقلا ، إذ لو لم تكن جائزة لكان سؤال موسى عليه السلام مستحيلا ، ومحال أن يجهل نبي ما يجوز على الله وما لا يجوز ، بل لم يسأل إلا جائزا غير مستحيل.
وقاله أنس وابن عباس وعكرمة والربيع والحسن. وكان الحسن يحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد رأى محمد ربه. وقال جماعة ، منهم أبو العالية والقرظي والربيع بن أنس: إنه إنما رأى ربه بقلبه وفؤاده; وحكي عن ابن عباس أيضا وعكرمة. وقال أبو عمر: قال أحمد بن حنبل رآه بقلبه ، وجبن عن القول برؤيته في الدنيا بالأبصار. وعن مالك بن أنس قال: لم ير في الدنيا; لأنه باق ولا يرى الباقي بالفاني ، فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي. قال القاضي عياض: وهذا كلام حسن مليح ، وليس فيه دليل على الاستحالة إلا من حيث ضعف القدرة; فإذا قوى الله تعالى من شاء من عباده وأقدره على حمل أعباء الرؤية لم يمتنع في حقه. وسيأتي شيء من هذا في حق موسى عليه السلام في " الأعراف " إن شاء الله. قوله تعالى: وهو يدرك الأبصار أي لا يخفى عليه شيء إلا يراه ويعلمه. وإنما خص الأبصار; لتجنيس الكلام. وقال الزجاج: وفي هذا الكلام دليل على أن الخلق لا يدركون الأبصار; أي لا يعرفون كيفية حقيقة البصر ، وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه. ثم قال: وهو اللطيف الخبير أي الرفيق بعباده; يقال: لطف فلان بفلان يلطف ، أي رفق به.