والسعي هو مقدمة العمل، والساعي قد يصل إلى غايته وقد لا يوفق لذلك، والمطوب من الإنسان أن يسعى كما ينبغي أن يكون السعي، وليس بيده دائماً أمر التوفيق.
- القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النجم - الآية 39
- وان ليس للإنسان الا ماسعي - شبكة أبرك للسلام
- القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 39
- الآية التاسعة عشر ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) - مدونة نوال القصير
- تفسير سورة الحجر الآية 92 تفسير ابن كثير - القران للجميع
- إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجر - تفسير قوله تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين "- الجزء رقم4
- فوربك لنسألنهم أجمعين
- فوربك لنسألنهم أجمعين - ملتقى الخطباء
- تفسير: (فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون)
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النجم - الآية 39
والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه وعمله ، وثبت في الصحيح: " من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه ، من غير أن ينقص من أجورهم شيئا ".
وان ليس للإنسان الا ماسعي - شبكة أبرك للسلام
بقلم |
fathy |
الاربعاء 12 ديسمبر 2018 - 12:24 م
«وأن
ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى»..
فما علينا إلا الكفاح وعلى الله الفلاح، بهذه العبارة لخص الإمام الراحل محمد
متولي الشعراوي حال الإنسان في الحياة، حيث الكد والتعب والسعي لأجل تحصيل الرزق. فإنه
ليس للإنسان إلا ما سعى في الحياة لاشك في ذلك، لكن هل معنى ذلك أن نجلس في بيوتنا
ننتظر أن يأتينا الرزق ونحن جلوسًا؟، أم أنه علينا التحرك والسعي لكسب القوت
وتحقيق هدف الله في هذا الكون في إعمار الأرض؟
بالطبع
ومن دون شك الإنسان ملزم بالتحرك والعمل وعدم انتظار الرزق، لأنه بالأساس خلق
ليسعى إلى رزقه، فإن رزقه وإن كان مكتوبًا حتى قبل أن يولد لكن عليه أن يجد ويتعب
من أجله. قد
يقول قائل، إن كل إنسان ميسر لما خلق له، ولكن هل هؤلاء يفهمون حديث رسول الله صلى
الله عليه وسلم أولاً، فقد روي أن سراقة بن مالك سأل النبي الأكرم عليه الصلاة
والسلام، وقال: يا رسول بيّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما
جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما يستقبل؟ فقال له النبي عليه الصلاة
والسلام: لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، قال سراقة: ففيم العمل
إذن؟ فقال النبي: اعملوا فكل ميسر، إذن الأصل عدم التوقف عن العمل حتى آخر لحظة مع
الأخذ بالأسباب.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة النجم - الآية 39
فإيمان العبد وطاعته - كما ترى - سعي منه في انتفاعه بعمل غيره من المسلمين؛ كما يقع في صلاة الجماعة، فإن صلاة المصلين في جماعة بعضهم مع بعض يتضاعف بها الأجر زيادة على صلاتهم فرادى، وتلك المضاعفة انتفاع بعمل الغير، سعى فيه المصلي بإيمانه، وصلاته مع الجماعة، ولم يكن ليحصل له من الأجر لو صلى منفردًا، ما يحصل له لو صلى في جماعة. وإذا كان الأمر كذلك، تبين أن تلك المنزلة لم تنل إلا بسعي العبد نفسه ليلحق بآبائه، وإلا فمجرد الانتساب إليهم، والقرابة منهم لا يرفعه ولا يؤهله لنيل منـزلتهم بحال من الأحوال، فثبت بهذا أن المعول عليه أولاً وقبل كل شيء سعي العبد وكسبه. وأمر آخر تفيده الآية الكريمة، حاصله أن الآية أثبتت أن الإنسان ليس له في هذه الحياة إلا سعي نفسه، ونفت أن يكون له سعي غيره؛ لكن ليس في الآية ما يفيد أن الإنسان لا يجوز له أن ينتفع بعمل غيره، فالآية لا دلالة فيها على هذا من قريب أو بعيد؛ وليس كل ما لا يملكه الإنسان لا يحصل له من جهته نفع، بل ثمة أمور لا يملكها الإنسان، ومع ذلك يحصل له من جهتها نفع؛ كما أشرنا قبل من الانتفاع بدعاء الغير له، والصدقة عليه، والحج عنه، وغير ذلك من أمور العبادات.
الآية التاسعة عشر ( وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ) - مدونة نوال القصير
من أسمائه الحسنى سبحانه (العدل)، والعدل أساس الشرائع السماوية، وعليه قامت السماوات والأرض. وقاعدة الشريعة أن الإنسان خُلق مكلفًا، ومحاسبًا على عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر؛ ويتبع هذه القاعدة، أن الإنسان لا يحمل تبعات غيره، ولا يعاقب على ما فعله الآخرون؛ فليس مما يقتضيه الشرع، ولا مما يقبله العقل، أن يحمل الإنسان تبعات أعمال، لم يكن له فيها ناقة ولا جمل. وقد صرح القرآن الكريم في أكثر من آية، أن الإنسان ليس مسؤولاً عن أفعال غيره، ولا يعاقب عليها، وإنما يحاسب على ما فعله، يقول تعالى: { ولا تزر وازرة وزر أخرى} (الأنعام:164) والآية صريحة في أن الإنسان لا يحمل ذنب غيره، وإنما يحمل ما كسبته يداه فحسب. وان ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى. ومن جانب آخر، فقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) متفق عليه، وفي رواية ثانية: ( إن الميت ليعذب ببكاء الحي) متفق عليه؛ وفيه تصريح بأن الميت يلحقه العذاب بسبب بكاء الحي عليه. وواضح أن بين الآية الكريمة، وبين الحديث شيء من التعارض؛ وذلك أن الآية نفت أن يُحَمَّل الإنسان تبعات غيره؛ في حين أن الحديث أثبت العذاب بذنب الغير.
ثم أمر بالعبادة عموما، الشاملة لجميع ما يحبه الله ويرضاه من
الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة. تم تفسير سورة النجم، والحمد لله الذي لا نحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى
على نفسه، وفوق ما يثني عليه عباده، وصلى الله على محمد وسلم تسليما
كثيرا.
والله هذه الآيات ممكن أن تكون شعار لكل مؤمن،
﴿ وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)﴾
سعي النبي رؤي، طبعاً رؤي، كل هذه البلاد في صحيفة رسول الله علية الصلاة والسلام، طيب، سعي الكفار لإطفاء نور الله رؤي، هم في مزبلة التاريخ، وكل إنسان له عمل. سيدنا صلاح الدين الأيوبي، وضعوا له تمثال لماذا ؟ لأنه بطل، بطل عظيم، رد 27 جيش أوربي، ورفع رأس الإسلام عالياً. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة النجم - الآية 39. بتركيا محمد الفاتح، رد البزنطيين وفتح أستنبول، بالقسطنطينية، كل إنسان له عمل ظاهر. سيدنا عمر ماذا فعل ؟ سيدنا الصديق ماذا فعل ؟ سيدنا عثمان ماذا فعل سيدنا علي ماذا فعل ؟ أصحاب رسول الله، أبو حنيفة معروف، سيدنا الشافعي، الإمام مالك، المفسرون، علماء الحديث، أعلام الأمة هؤلاء. بالتمام والكمال، في دفعات بالدنيا، دفعات على الحساب، تشجيعية، أما رصيد الحساب، يوم القيامة. ﴿ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾( سورة آل عمران: 185)
الرصيد، دفعة رصيد يوم القيامة، أما في الدنيا، ربنا عز وجل رحيم، يعطيك بعض الإكرام، مشان تتشجع. بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، وأكرمنا ولا تهنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضنا وأرض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم..
والحمد لله رب العالمين
د/محمد راتب النابلسى
أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم المسألة وأعظم ما يُسأل الناس يوم القيامة: سؤالان عظيمان لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عنهما: الأول: عن " ماذا كنت تعبد ؟". والثاني: " ماذا أجبتم المرسلين ". وجواب الأول: تحقيق " لا إله إلا الله " علمًا وعملًا وإخلاصا. وجواب الثاني: تحقيق " شهادة أن محمدًا رسول الله " معرفةً وعملًا وطاعة. فوربك لنسألنهم أجمعين - ملتقى الخطباء. أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن مما يُسأل العبد عنه يوم القيامة: كتاب الله -جل وعلا-؛ كما قال الله -تعالى-: ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)[الزخرف: 44]. أي عن هذا القرآن؛ هل عملتم به فيكون حجة لكم؟ أم فرطتم فيكون حجة عليكم، وذلك أن القرآن إنما أُنزل ليُعمل به. أيها المؤمنون -عباد الله-: وأعظم الأعمال وأجلّها، هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة؛ ففي الطبراني عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " أَوَّلَ مَا يسأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلَاتُهُ؛ فيُنْظَرُ فِيهَا، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ ". عباد الله: ويُسأل العبد يوم القيامة عن عمُره كله وعن مرحلة الشباب سؤالًا خاصا فيمَ أمضاه وفيمَ صرفه؟ ويُسأل عن أمواله من أي طريقٍ اكتسبها وكيف صرفها وأنفقها؟ ويُسأل عن العلم الذي تعلمه ماذا عمل به؟
روى الترمذي عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: " لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ ".
تفسير سورة الحجر الآية 92 تفسير ابن كثير - القران للجميع
اللهم وفِّق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال يا ذا الجلال والإكرام. اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها. اللهم إنا نسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، ونسألك شكر نعمتك وحُسن عبادتك، ونسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقا، ونسألك من خير ما تعلم، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب. فوربك لنسألنهم أجمعين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات. ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 23]. ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجر - تفسير قوله تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين "- الجزء رقم4
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومما يسأل عنه العبد يوم القيامة: هذا النعيم الذي منَّ الله عليه به في هذه الحياة من مسكنٍ، أو مركبٍ، أو مطعمٍ، أو مشربٍ، أو ملبس، وقد جاء في الحديث عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ -رضي الله عنه- لَمَّا نَزَلَ قول الله -تعالى-: ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8] قَالَ قلت: " يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُمَا الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاءُ؟ " قَالَ: " أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ " [رواه الترمذي]. وإذا كان سيكون -عباد الله-: أي السؤال عن هذا النعيم وإن قلّ، وإن كان تمرًا وماء، فكيف بمن وسِّع عليه في النعيم والعطاء من مسكنٍ واسع، ومركب مريح، ومطاعم ومشارب متنوعات؛ فإن كل ذلك -عباد الله- يُسأل عنه العبد يوم القيامة. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الحجر - تفسير قوله تعالى " فوربك لنسألنهم أجمعين "- الجزء رقم4. معاشر المؤمنين: من علِم أنه واقف بين يدي الله، وأن الله -جل في علاه- سائله عما قدَّم في هذه الحياة، فليعد للمسألة جوابا، وليكن الجواب صوابا، وما التوفيق إلا بالله وحده، وفَّقنا الله أجمعين لحُسن العمل وحسن الاستعداد ليوم السؤال. أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
فوربك لنسألنهم أجمعين
وأن الكافر يَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ نَبِيُّك؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيَقُولَانِ لَهُ: مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لَا أَدْرِي، فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ: أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ. أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم المسألة وأعظم ما يُسأل الناس يوم القيامة: سؤالان عظيمان لا تزول قدما عبد يوم القيامة، حتى يسأل عنهما: الأول: عن "ماذا كنت تعبد؟". والثاني: "ماذا أجبتم المرسلين". وجواب الأول: تحقيق "لا إله إلا الله" علمًا وعملًا وإخلاصا. وجواب الثاني: تحقيق "شهادة أن محمدًا رسول الله" معرفةً وعملًا وطاعة. أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن مما يُسأل العبد عنه يوم القيامة: كتاب الله -جل وعلا-؛ كما قال الله -تعالى-: ﴿ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾[الزخرف: 44]. أي عن هذا القرآن؛ هل عملتم به فيكون حجة لكم؟ أم فرطتم فيكون حجة عليكم، وذلك أن القرآن إنما أُنزل ليُعمل به. أيها المؤمنون -عباد الله-: وأعظم الأعمال وأجلّها، هي أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة؛ ففي الطبراني عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَوَّلَ مَا يسأَلُ عَنْهُ العَبْدُ يَوْمَ القِيَامَةِ صَلَاتُهُ؛ فيُنْظَرُ فِيهَا، فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ، وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ".
فوربك لنسألنهم أجمعين - ملتقى الخطباء
أيها المؤمنون -عباد الله-: وكل صاحب ولاية عامة، أو خاصة يُسأل عنها يوم القيامة؛ ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ ومَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَلاَ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". أيها المؤمنون -عباد الله-: ومما يسأل عنه العبد يوم القيامة: هذا النعيم الذي منَّ الله عليه به في هذه الحياة من مسكنٍ، أو مركبٍ، أو مطعمٍ، أو مشربٍ، أو ملبس، وقد جاء في الحديث عَنْ الزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّامِ -رضي الله عنه- لَمَّا نَزَلَ قول الله -تعالى-: ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾[التكاثر: 8] قَالَ قلت: "يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيُّ النَّعِيمِ نُسْأَلُ عَنْهُ، وَإِنَّمَا هُمَا الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالمَاءُ؟" قَالَ: "أَمَا إِنَّهُ سَيَكُونُ" [رواه الترمذي].
تفسير: (فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون)
قلنا: يا رسول الله ، اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ", صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم, [رواه البخاري].
اللهم يا رب العالمين وفقنا أجمعين للتوبة النصوح يا ذا الجلال والإكرام، وهيئ لنا من أمرنا رشدا، وأصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين. وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: 56]. وقال صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ". اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميدٌ مجيد، وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبي بكرٍ الصديق، وعمر الفاروق، وعثمان ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين. اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم انصُر من نصَر دينك وكتابك وسنَّة نبيك محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-. اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.