كيفيه حج الافراد. معنى الافراد فى الحج. الإفراد فى الحج أن يُحرِم الإنسان بالحجّ وحده حيث يقول (لبّيك حجّاً) ولمّا يصل إلى مكّة. فإنّه يطوف طواف القدوم وي سعى للحجّ إن أراد ذلك ،
أو يؤخّره إلى ما بعد طواف الإفاضة مثل حج القارن ويستمرّ على إحرامه حتّى يحلّ منه في يوم النحر وهويوم عيد الاضحى المبارك. صفه الحجّ المُفرد. قال الله تعالى:
( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة:197]
وفيما يلى بيان كيفيّة أداء الحجّ المُفرد بالترتيب. اولا: الإحرام للحاج المفرد. يبدأ المسلم حجّه بالإحرام ،
و الإحرام هو نية الدخول فى نسك الحج المفرد ويكون من الميقات أو قبله بقليل زيادة في الاطمئنان. فان اراد الحج ان يُحرم فيُستحب له ان يقوم بعمل الاتى:
يقص شعره أو يحلقه على حسب عادته من قبل. يقص أظفاره ويزيل عانته. يلبس إزاراً ورداءً أبيضين طاهرين والجديدان أفضل. يتطيب ثم يصلي ركعتين في غير وقت الكراهة.
- تفسير آية: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين....
سادسا: يوم التروية. يبدأ الحاجّ المفرد أعمالَ الحجّ في هذا اليوم؛ فيتوجّه قبل زوال الشمس إلى مشعرمِنى حتى يبيتَ فيها ليلة التاسع من ذي الحجّة. اتِّباعاً لسُنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويُصلّي فيها الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء قصرا ، ويُصلى فجر اليوم التاسع من ذي الحجّة؛ وهو يوم عرفة. سابعا: اعمال الحاج المفُرد فى يوم عرفة. يُعَدّ يوم عرفة من أعظم أيّام الحجّ، وهو رُكن الحج الاعظم وهو من أهمّ أركان الحج ،
ويُسَنّ للحاجّ المُفرد أن يبدأ مسيره من مِنى إلى عرفة بعد طلوع الفجراليوم التاسع من ذى الحجه ،
ويُسَنّ كذلك أن يدخل إلى عرفة بعد زوال الشمس، ويجوز للحاجّ الوقوف في أيّ مكان في عرفة إلّا في منطقة بطن عُرَنَة. ويجمع الحاج بين صلاتى الظهر والعصرفي عرفة جمع تقديم، ثمّ يشتغل بالدعاء والذِّكر والتلبية ، وقراءة القرآن إلى أن يتمّ غروب الشمس، ولا يُغادر عرفة قبل ذلك،
فإذا غربت الشمس، انطلقَ إلى مزدلفة. ثامنا: الافاضه الى مزدلفة. ينطلق الحاجّ المُفرد من عرفة إلى مُزدلفة بعد غياب شمس اليوم التاسع من ذي الحجّة؛ فإذا وصلها جمعَ فيها بين المغرب، والعشاء جمع تأخير. ويبيت ليلته فيها وجوباً عند جمهور الفقهاء من الشافعية، والمالكية، والحنابلة، وقال الحنفية بسُنّية البيات في مُزدلفة.
ثم ينوي الحج بالقلب ولا بأس أن يقول بلسانه:
( اللهم إني أريد الحج فيسره لي وتقبله مني، نويت الحج وأحرمت به لله تعالى فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني). ثم يلبي الحاج بأن يقول:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك ويكررها ثلاث مرات ، ويختم بالصلاة على سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم). و يكرر الحاج التلبية كلما صعد شرفاً أو هبط وادياً أو ركب سيارة أو نزل منها وعند لقاء الأصدقاء و المعارف و أدبار الصلوات. ثانيا: دخول الحاج المُفرد مكة المكرمه. حين يقترب الحاج من الوصول الى مكة المكرمه يقول ،
اللهم هذا حرمك و أمنك، فحرمني على النار، وأمني من عذابك يوم تبعث عبادك, واجعلني من أوليائك وأهل طاعتك. وبعد دخول الحاج الى مكة المكرمه يقول:
اللهم البلد بلدك, والبيت بيتك, جئت أطلب رحمتك, وأؤم طاعتك متبعاً لأمرك، أسألك مسألة المضطر إليك، المشفق من عذابك أن تستقبلني بعفوك ، وأن تتجاوز عني برحمتك, وأن تدخلني جنتك ،
ثم يصلي على النبي المصطفى (صلى الله عليه وسلم). ثالثا: دخول الحاج المُفرد المسجد الحرام. يُستحب للحاج او المعتمر عند دخول المسجد الحرام الدخول من باب السلام و يدخل برجله اليمنى ، و يصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم)
ويقول: اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك ، اللهم هذا حرمك وموضع أمنك فحرم لحمي وبشري ودمي ومخي وعظامي على النار.
وحين مشاهدة الكعبة يُهلل ويكبر لا إله إلا الله و الله أكبر ثلاث مرات ويرفع يديه ويدعو فإن الدعاء عند رؤية الكعبة مجاب. اللهم اجعلني مُجاب الدعوة في الخير ، أعوذ برب البيت من الدين والفقر ومن ضيق الصدر وعذاب القبر ، اللهم إني أسألك أن تغفر لي وترحمني وتفك رقبتي من النار. أو يدعو بما يحتاج من الله تعالى ويصلي على النبي (صلى الله عليه وسلم) ويقول:
اللهم زِد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً ومهابة وبرا, اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام. رابعا: طواف الحاج المُفرد ( طواف القدوم). يبدأ الحاج المُفرد بطواف القدوم، وهو سُنة على الصحيح من أقوال أهل العلم. وفي هذا الطواف سنتان هما:
الرمل في الأشواط الثلاثة الأولى. ووالرمل هو الاسراع فى المشى فى الاشواط الثلاثه الاولى ، والاضطباع في الأشواط السبعة، ثم يصلي ركعتي الطواف خلف المقام. والاطباع فى الاشواط السبعه من الطواف. هو ان ن يُدخل الحاج المُفرد رداءه الذي يلبسه تحت كتفه الأيمن، فيلقيه على عاتقه الأيسر، وتبقى كتفه اليمنى مكشوفة كما هو موضح فى الصورة بالاسفل. صورة توضح الاطباع فى الطواف حول الكعبه.
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
الثلاثاء 21 ربيع الآخر 1436 هـ الموافق 10 فبراير 2015 م
عدد الزيارات: 1942
إن الأمة تعيش فتنًا ومحنًا وتمحيصًا وتمر بأزمات كبار قد علمها القاصي والداني، وأحاط بخبرها الذكي والبليد! وعلى المسلم -وإن كان لا يملك إلا نفسه- واجب تجاه ذلك، أوله أن يستشعر المصاب، وأن يبذل في تخفيفه أو رفعه ما تيسر من الأسباب، ولو بالدعاء. غير أن الناس في واقعهم بين غلاة وجفاة:
- أما الجفاة فهم الذين لا يلتفتون لمصائب إخوانهم، ولا يبذلون في رفع الظلم والعدوان عنهم ما آتاهم الله ويسره لهم! فلا استشعار لمصاب إخوانهم، وكأنهم من جسد غير الجسد الإسلامي الواحد، لا علاقة لهم ببنيانه، وقد يكون ثمت استشعار وحب وبغض، لكن معه تقصيرًا في البيان والبذل، وهو من جملة الجفاء. تفسير آية: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين..... - وأما الغلاة فيجعلون النازلة المعينة، أو الجراح القريبة، هي الأمر الشاغل، فكل الوسع يجب أن يبذل فيها، وكل الوقت ينبغي أن يصرف إليها، وكأن الواجبات الشرعية وقفت عند تلك القضايا أو بعضها! فثمت طرفان: طرف لا يبذل وسعه في قضايا المسلمين وبإمكانه أن يبذل، وطرف يريد أن يبذل كل الوسع في قضية واحدة أو بضع قضايا وإن تعطلت واجبات أخرى!
تفسير آية: وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين....
[ رابعاً: تساوي فضل طلب العلم والجهاد على شرط النية الصالحة في الكل]، المجاهد يجب أن تكون نيته صالحة، ما هو لأجل المال أو المنصب أو الشهرة، وطلب العلم كذلك لا بد من النية الصالحة، وهي أنه يريد أن يعرف ليعبد الله ويدعو الناس إلى عبادته ويعلمهم إياها. [ خامساً: حاجة الأمة إلى الجهاد والمجاهدين كحاجتها إلى العلم والعلماء سواء بسواء]، والآية دليل على هذا: فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ [التوبة:122]. هذا والله تعالى أسأل أن ينفعنا وإياكم بما نسمع ونعمل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ومعنى الآية على السبب الثاني للنزول: وما صح ولا استقام للمؤمنين أن يخرجوا إلى طلب العلم جميعًا؛ لما في ذلك من ضياع مصالح الناس، فهلا خرج من كل جماعة كبيرة فئة، ليتفهموا الشريعة من حملتها وليعلموا جماعتهم الذين لم ينفروا إذا عاد هؤلاء الطلاب إليهم في بلادهم رجاء أن يخافوا ربهم وأن يحذروه. وجملة ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ﴾ خبر بمعنى النهي؛ أي: لا تنفروا كافة. ومعنى ﴿ لَوْلَا ﴾ هلَّا. والمراد بـ (الفرقة) هنا الطائفة الكثيرة. والمراد بـ (الطائفة) هنا الجماعة القليلة. والضمير في قوله: ﴿ لِيَتَفَقَّهُوا ﴾ عائدٌ على الفرقة الجالسة لطلب العلم المفهومة من السياق. والمراد بقومهم: الذين خرجوا للغزو، وهذا بناء على السبب الأول. أمَّا على السبب الثاني، فالضمير في ﴿ لِيَتَفَقَّهُوا ﴾ راجع إلى الفرقة النافرة. والمراد (بقومهم) أهل بلدهم الذين لم يخرجوا لطلب العلم. وإنما قال: ﴿ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ ﴾ ولم يقل: (ليعلموا قومهم) ؛ للإشارة إلى أنه ينبغي أن يكون غرض المعلم غرس الخوف والخشية مِن الله في نفوس من يعلمهم. وإنما قال: ﴿ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ ولم يقل: لعلهم يفقهون، أو: لعلهم يعلمون؛ للإشارة إلى أن العلم الذي لا يورث الخشية لا خير فيه.