تاريخ النشر: 2008-03-03 20:13:47
المجيب: الشيخ / موافي عزب
تــقيـيـم:
السؤال
كيف أعرف إن كان الله راضياً عني أم غاضباً؟ وهل أعمالي مقبولة أم مرفوضة؟ وهذا برغم كل الابتلاءات وكل النعم. الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفيظة حفظها الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجعلك ممن رضي عنهم ورضوا عنه.
اللهم ارضى عني حبيتها
(نصيفه): أي نصفه، قال الإمام النَّووي في "شرح صحيح مسلم": وَاعْلَمْ أَنَّ سَبَّ الصَّحَابَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ حَرَام مِنْ فَوَاحِش الْمُحَرَّمَات, قَالَ الْقَاضِي: وَسَبُّ أَحَدهمْ مِنْ الْمَعَاصِي الْكَبَائِر, وَمَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور أَنَّهُ يُعَزَّر, وَلَا يُقْتَل. وَقَالَ بَعْض الْمَالِكِيَّة: يُقْتَل. اللهم ارضى عني سيره ذاتيه. وَمَعْنَاهُ لَوْ أَنْفَقَ أَحَدكُمْ مِثْل أُحُد ذَهَبًا مَا بَلَغَ ثَوَابه فِي ذَلِكَ ثَوَاب نَفَقَة أَحَد أَصْحَابِي مُدًّا, وَلَا نِصْف مُدّ. قَالَ الْقَاضِي: وَيُؤَيِّد هَذَا مَا قَدَّمْنَاهُ فِي أَوَّل بَاب فَضَائِل الصَّحَابَة عَنْ الْجُمْهُور مِنْ تَفْضِيل الصَّحَابَة كُلّهمْ عَلَى جَمِيع مَنْ بَعْدهمْ.
فاللهم اكفني وأهلي شر كل حاسد وخاقد وابعد عنا كل شر قد يؤديني يا أرحم الراحمين. وتقنع بعطائكاللهم أنا نستغفرك من كل ما عاهدناك به بالسنتنا وخالفتنا فيه. اللهم أبعد عنا عيون تراقب حياتنا وتتمنى لنا الشر وتحسدنا على نعمك علينا ألطف بنا يارب.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب الرئيس: عبدالرزاق عفيفي عضو: عبدالله بن غديان عضو: عبدالله بن قعود. قصة داود عليه السلام مع امرأة قائده: السؤال الأول من الفتوى رقم (8257): س1: قرأت تفسير الجلالين عن الآية (20) وقصتها تنتهي من سورة (ص) بآية (25) التي تروي قصة سيدنا داود إذ كان في المحراب... ايات القران التي تتكلم عن: قصص انبياء - داود عليه السلام. إلخ القصة، فأنت تعرفها بالتأكيد وما قاله تفسير الجلالين: أن سيدنا داود كان له تسع وتسعون امرأة فأحب زوجة صاحبه فتزوجها، وهذه أعتقد أنها دسيسة إسرائيلية، طبعا ليس هذا المقصود بتفسير الآية، إذ فيها امتحان لسيدنا داود، وابتلاء لمدى دقته في حكمه، فسمع هو لشخص دون الآخر، وهذا خطؤه عليه السلام، أرجو إفادتي بشكل واضح عن هذه الآية، وإذا كان ما يقوله تفسير الجلالين خطأ، فلماذا السكوت عليه؟ جزاكم الله عنا كل خير. ج1: ما يذكره كثير من المفسرين عن قصة داود عليه السلام في عشق امرأة قائد الجند غير صحيح، وقد أشار الشيخ الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان إلى أن ما يذكر عن نبي الله داود عليه وعلى نبينا السلام مما لا يليق بمنصبه، كله راجع إلى الإسرائيليات، فلا ثقة به ولا معول عليه، وما جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك لا يصح شيء منه، وننصحك بالرجوع إلى الكتاب المذكور أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن ففيه تفصيل عن الموضوع
قصه سيدنا داود عليه السلام
قصة داود عليه السلام وداود وسليمان أيد الله ملك داود بمعجزات وكتاب وصوت معجز لا نظير له، وقوى أركان ملكه حتى غدى عصيّا على الأعداء، وكان داود عليه السلام يتعلم على الدوام، فبينما هو جالس ذات يوم في مجلسه إذ أتاه رجل يشكو آخرا بأن غنمه نفشت في حقله، وأضرت بالعنب المثمر فيها، فحكم داود بأن يأخذ صاحب الحقل الغنم من صاحبها جزاء وتعويضا عما حدث لحقله من أضرار. كان سليمان حكيما كوالده فأبدى رأيا سديدا بأن يضم صاحب الحقل الغنم المعتدية غليه فيفيد من أصوافها وأشعارها وألبانها في مدة زمنية لا تتجاوز إصلاح صاحب الغنم للحقل المنكوبة، فعلم داود أن الحكمة قد ورّثت لابنه سليمان، وأنه في مدرسة الحياة تلميذ مهما علا شأنه وعظم جاهه، وليتعلم البشر كافة إلى أن تقوم الساعة تلك الحكمة الرائعة أن الملك لا يعنى الحكمة، كما لا تتلخص الحكمة في الملك ولا تنقطع عن الصغير أو الفقير، صلى الله وسلم على أنبياء الله كافة، ورضى عنا بحبهم. اقرئي ايضا: طريقة عمل سمك المرجان المقلي اقرئي ايضا: طريقة عمل سمك المرجان سنجاري
قصه النبي داود عليه السلام
وكان داودُ من العباد الزهاد رغم نعيم الملك: ﴿ إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ ﴾ [ص: 18]، فكانت الجبال تسبح اللهَ معه؛ وذلك لحُسن صوته، وكان تسبيحه مساءً وصباحًا، ﴿ وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ ﴾ [ص: 19]، وكانت الطيرُ تجتمع لهذا الصوت الحسن وتردد معه التسبيح، وذكر "الطبري" أن الله أمر الجبال والطير أن يسبِّحْن معه إذا سبح، ولم يعطِ الله - فيما يذكرون - أحدًا من خلقه مثل صوته، كان إذا قرأ الزبور ترنو له الوحوش حتى يؤخذ بأعناقها وإنها لمصيخة تسمع لصوته؛ "أي من شدة انجذابها للصوت تستسلم لمن يأخذ بأعناقها ولا تقاوم".
قصه داود عليه السلام موضوع
كما أن الله سبحانه وتعالي ألان له الحديد وجعله طرياً بين يديه يفعل به ما يشاء دون الحاجة الي مطرقة ونار وكان داوود عليه السلام يصنع من الحديد الدروع ( السابغات) ويبيعها في السوق ليأكل من كسب يديه وقد قال نبينا صلي الله عليه وسلم: " إن أطيب ما أكل الرجل من كسبة وإن نبي الله داوود كان يأكل من كسب يده ". وقد أوتي ايضاً يا احباءنا سيدنا داوود حكماً نافذاَ وقضاء حكيماً في الفصل بين المتخاصمين في مملكته حتي كان فعلاً خليفة الله في الارض يحكم بالحق بين الناس ويقوم بتسبيح الله وتمجيده حتي مات وورث من بعده الملك والحكم والنبوة لأبنه سليمان.
وقال تعالى: { ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير وألنا له الحديد أن اعمل سابغات وقدر في السرد واعملوا صالحا إني بما تعملون بصير} [ سبأ: 10 ، 11]. وقال تعالى: { وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون} [ الأنبياء: 79 ، 80]. أعانه الله على عمل الدروع من الحديد; ليحصن المقاتلة من الأعداء ، وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها ، فقال: { وقدر في السرد} أي: لا تدق المسمار فيقلق ، ولا تغلظه فيفصم. قاله مجاهد ، وقتادة ، والحكم ، وعكرمة ، وغيرهم. قال الحسن البصري ، وقتادة ، والأعمش: كان الله قد ألان له الحديد حتى كان يفتله بيده ، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة. قصه النبي داود عليه السلام. قال قتادة: فكان أول من عمل الدروع من زرد ، [ ص: 303] وإنما كانت قبل ذلك من صفائح. قال ابن شوذب: كان يعمل كل يوم درعا يبيعها بستة آلاف درهم. وقد ثبت في الحديث الصحيح: أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه ، وإن نبي الله داود كان يأكل من كسب يده. وقال تعالى: { واذكر عبدنا داود ذا الأيد إنه أواب إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق والطير محشورة كل له أواب وشددنا ملكه وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب} [ ص: 17 - 20].
وقيل إن عمر داود عليه السلام لما مات كان مائة سنة، وقيل: إنه لم يحزن بني إسرائيل على أحد بعد موسى وهارون إلا على داود عليه السلام ، وقد جلس الناس الذين حضروا جنازة داود عليه السلام في الشمس، وكان هذا اليوم صائف شديد الحرارة.