[١٩] [٢٠]
وقد ميّز الله -سبحانه وتعالى- الإنسان عن غيره من المخلوقات بالعقل، فحمل أمانة التّكليف والمسؤولية، قال -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) ، [٢١] ليُفكر بعقله ويختار الطّريق الذي يسير فيه، وليس ذاك لأحد إلّا للإنسان. [٢٢]
كما ميّزه الله -سبحانه وتعالى- الإنسان عن باقي المخلوقات وكرّمه، ووهبه العلم الذي يحصل عليه بالتفكّر، والممارسة، والتّجربة، والرّؤية، ثمّ للحفاظ على هذا العلم علّم الإنسان الكتابة التي ساعدت على تناقله من جيل إلى جيل، لكي يحفظونه ويتّسعون فيه، قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). [٢٣] [٢٢]
وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- العبادة مليئة بالابتلاءات التي يجهلها العبد أثناء القيام بها، فأخبره الله -سبحانه وتعالى- أنّ هذا الأمر مُقدّر على الإنسان، وعليه أن يمضي سائراً في طريق العبادة، متزوداً بالعلم الذي يزيده إيماناً ويقيناً بالله تعالى، [٢٤] وفي ذلك دلالة على تفرّد الله -عزّ وجلّ- بالألوهيّة، ونعمه التي أنعم بها على الإنسان.
ولقد خلقنا الانسان عبد الله
الآيــات
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين* ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ* وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طرائق وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غافلين} (12ـ17). * * *
معاني المفردات
{سلالة}: قال في المجمع: "السلالة اسم لما يُسلُّ من الشيء، كالكساحة اسم لما يكسح، وتسمّى النطفة سلالة، والولد سلالة وسليلة، والجمع: سلالات وسلائل. فالسلالة: صفوة الشيء التي يخرج منها كالسلافة"[1]. ولقد خلقنا الانسان من صلصال كالفخار. {نُطْفَةً}: النطفة: القليل من الماء. {قَرَارٍ}: مقر، والمراد به الرحم التي تستقر فيها النطفة. {مَّكِينٍ}: متمكن، «وصفت به الرحم لتمكنها في حفظ النطفة من الضيعة والفساد، أو لكون النطفة مستقرة متمكنة فيها»[2]. {طَرَآئِقَ}: جمع الطريقة، وهي السبيل المطروقة. خلق الإنسان
جرى الأسلوب القرآني على إخراج الإنسان من جوّ الألفة الذي اعتاد أن يشاهده أو يعيشه في نفسه أو في غيره من الموجودات، ليبقى الإنسان على اتصال بأسرار الوجود التي تشعره دائماً بعظمة الله من خلال عظمة خلقه، وليظل على اتصال بالله في ما يستوحيه منه دائماً من انطلاق الوجود كله، بجميع خصائصه وآثاره، بحيث لا يرى شيئاً إلا ويرى الله معه، ليكون ذلك أساساً ثابتاً لالتزام الإنسان بالنظام الذي وضعه الله لحياته، ليتكامل التزامه مع النظام الكوني الذي أوجده الله بقدرته، لأن الإنسان كلما أحسّ بحضور الله أكثر، كلما شعر بمسؤوليته أمامه بطريقة أقوى وأفضل.
ولقد خلقنا الانسان ونعلم
وروي من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مقعد ملكيك على ثنيتك ؛ لسانك قلمهما ، وريقك مدادهما ، وأنت تجري فيما لا يعنيك فلا تستحي من الله ولا منهما. وقال الضحاك: مجلسهما تحت الثغر. على الحنك. ورواه عوف عن الحسن قال: وكان الحسن يعجبه أن ينظف عنفقته. وإنما قال: قعيد ولم يقل قعيدان وهما اثنان; لأن المراد عن اليمين قعيد وعن الشمال قعيد فحذف الأول لدلالة الثاني عليه ؛ قاله سيبويه; ومنه قول الشاعر: نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف وقال الفرزدق: إني ضمنت لمن أتاني ما جنى وأبى فكان وكنت غير غدور ولم يقل راضيان ولا غدورين. ومذهب المبرد أن الذي في التلاوة أول أخر اتساعا ، وحذف الثاني لدلالة الأول عليه. ومذهب الأخفش والفراء: أن الذي في التلاوة يؤدي عن الاثنين والجمع ولا حذف في الكلام. ولقد خلقنا الانسان ونعلم. و " قعيد " بمعنى قاعد كالسميع والعليم والقدير والشهيد. وقيل: قعيد بمعنى مقاعد مثل أكيل ونديم بمعنى مؤاكل ومنادم. وقال الجوهري: فعيل وفعول مما يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع; كقوله تعالى: إنا رسول رب العالمين وقوله: والملائكة بعد ذلك ظهير. وقال الشاعر في الجمع ، أنشده الثعلبي: ألكني إليها وخير الرسو ل أعلمهم بنواحي الخبر والمراد بالقعيد هاهنا الملازم الثابت لا ضد القائم.
ولقد خلقنا الانسان من صلصال كالفخار
وقال: منه سُمِّيَ المِسَنّ لأن الحديد يُسَنُّ عليه. وأما أهل التأويل ، فإنهم قالوا في ذلك نحو ما قلنا. * ذكر من قال ذلك: حدثنا عبيد الله بن يوسف الجبيري، قال: ثنا محمد بن كثير، قال: ثنا مسلم، عن مجاهد، عن ابن عباس، في قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) قال: الحمأ: المنتنة. حدثني يحيى بن إبراهيم المسعودي، قال: ثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن الأعمش، عن مسلم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) قال: الذي قد أنتن. حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) قال: منتن. حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) قال: هو التراب المبتلّ المنتنُ، فجعل صَلصالا كالفَخار. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة المؤمنون - الآية 12. حدثني محمد بن عمرو، قال ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن قال: ثنا ورقاء، وحدثنا الحسن، قال: ثنا شبابة، قال: ثنا ورقاء، وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا شبل جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد ( مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ) قال: منتن. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله.
الخلاصة:
والمتحصَّل مما ذكرناه إنَّ الآيات المشتملة على بيان مبدأ خلق الإنسان الأول ليس فيما بين بعضها والبعض الآخر تنافٍ وتناقض بل إنَّ بينها تمامَ الملائمة، غايته إنَّ منها ما إشتمل على الإشارة للمرحلة الأولى، ومنها ما إشتمل على الإشارة لمرحلةٍ أخرى، وليس ذلك من التنافي والتناقض في شيء، فمبدأ خلق الإنسان كان من تراب وكان من طين وكان من حمأٍ مسنون وكان من صلصال. والحمد لله رب العالمين
الشيخ محمد صنقور
من كتاب شبهات مسيحيَّة
1- سورة فاطر / 11. 2- سورة الحجر / 26. 3- سورة الصافات / 11. 4- سورة الرحمن / 14. 5- سورة ص / 71-72. 6- سورة السجدة / 7-8. 7- سورة الأنعام / 2. 8- سورة الصافات / 11. ولقد خلقنا الانسان عبد الله. 9- سورة الحجر / 26. 10- سورة الرحمن / 14. 11- سورة المؤمنون / 12-14.
أعزائي القراء تحت هذا العنوان سنطلعكم على قبائل بني مالك بجيلة وقلاعهم على حسب تعدد البطون الكبيرة كبني حرب وبني عاصم وبني عمرو وبني علي وبني النعيم وأتمنى من القراء المهتمين الكتابة لنا في حال التوضيح أو الزيادة
أولاً / بني حرب
مواطنهم: السراة و تهامة
وهم بطنان كبيران:
الأول / بلحارث:
1ـ قبيلة بني محمد: الزهرة - القرن - الهدية - الأصافرة - القطرة - القنيبة.
بني مالك بجيلة ..صيفنا بكم أحلى » أضواء الوطن
كنا نتمنى أن يحظى هذا المهرجان برعاية هيئة السياحة ودعم من الغرفة التجارية بالطائف وشركة الكهرباء والجهات ذات العلاقة في هذا الجزء الغالي من الوطن الذي يفتقر للمقومات السياحية التي تشجع الزائر على الإقامة كالإيواء والطرق للمنتزهات الطبيعية الجبلية وهنا نتمنى من البلدية فتح الطرق للمنتزهات وتزويدها بالمظلات وأماكن الجلوس ودورات المياة وتشجيع المستثمرين على ذلك. بني مالك بجيلة ..صيفنا بكم أحلى » أضواء الوطن. إن استثمار هذا الجزء من الوطن سياحيا بما تملكه من مقومات طبيعية ومناخية وتراثية واجتماعية يقع على عاتق إمارة منطقة مكه المكرمة ممثلة بمحافظة ميسان ووزارة البلدية ووزارة المياة ووزارة النقل وهيئة السياحة فلا سياحة ولا حياة بدون ماء وطرق خاصة وأن توفر هذه المتطلبات سيسهم في التشجيع على السياحة داخل الوطن ويعتبر را فد لاقتصادنا الوطني. يحذوا الأمل لأبناء هذه المنطقة أن تنال نصيبها الذي تستحقه من المشاريع وأن ترقى مراكزها لمحافظة فهي ذات مساحة كبيرة وكثافة سكانية. 14/07/2019 9:01 ص
لا يوجد وسوم
16
165997
وصلة دائمة لهذا المحتوى:
من الأعلام والمشاهير: زهير بن عبد شمس البجلي (قاتل رستم قائد الفرس بمعركة القادسية) ، وشبل بن معبد البجلي (أحد الذين شهدوا على المغيرة بن شعبة) ، والشاعر عمرو بن الخثارم (أو الخنارم) البجلي ، ويعقوب بن إبراهيم بن خنيس البجلي المشهور بأسم أبو يوسف القاضي وهو من أكبر أصحاب الأمام أبي حنيفة ، ونافع بن هلال البجلي الذي وصفه الزركلى (الأعلام/8/6) بانه من أشراف العرب وشجعانهم ، وعمرة بنت سعد بن عبدالله البجلي التي تشتهر بأسم أم خارجة البجلية (الأعلام للزركلى/5/71) ، وكثير غيرهم.