شعره وخطبه
كان شعره(رضي الله عنه) مرآة عاكسةً لما جال في قلبه، فترنّم بأمجاد إمامه أمير المؤمنين(عليه السلام) وفضائله، فكان يقول:
إنّي لعمّار وشيخي ياسر *** صاح كلانا مؤمن مهاجر
طلحة فيها والزبير غادر *** والحقّ في كفّ علي ظاهر(۱۶). وقال:
سيروا إلى الأحزاب أعداء النبي *** سيروا فخير الناس أتباع علي
هذا أوان طاب سل المشرفي *** وقودنا الخيل وهزّ السمهري(۱۷). وأمّا خطبه، فهي مثمرة بروائع من الكلمات والاحتجاجات الغلاّبة، فنادى بالناس بعد أن تمّت البيعة لعثمان بقوله: «يا معشر المسلمين، إنّا قد كنّا وما كنّا نستطيع الكلام قلّة وذلّة، فأعزّنا الله بدينه، وأكرمنا برسوله، فالحمد لله ربّ العالمين. قصة آية (29) عمار بن ياسر... انحاز إلى الحق وقتلته الفئة الباغية - أصوات أونلاين. يا معشر قريش، إلى متى تصرفون هذا الأمر عن أهل بيت نبيّكم! تحولونه ها هنا مرّة، وها هنا مرّة، وما أنا آمن أن ينزعه الله منكم ويضعه في غيركم، كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله»(۱۸). كيفية شهادته
قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «يا عمّار، إنّك ستقاتل بعدي مع علي صنفين: الناكثين والقاسطين، ثمّ تقتلك الفئة الباغية. قلت: يا رسول الله، أليس ذلك على رضا الله ورضاك؟ قال: نعم، على رضا الله ورضاي، ويكون آخر زادك من الدنيا شربة من لبن تشربه»(۱۹).
- قصة آية (29) عمار بن ياسر... انحاز إلى الحق وقتلته الفئة الباغية - أصوات أونلاين
قصة آية (29) عمار بن ياسر... انحاز إلى الحق وقتلته الفئة الباغية - أصوات أونلاين
وانحاز عمار إلى علي بن أبي طالب، وقاتل معه، وعاتبه في ذلك بعض الصحابة، فقال له أبو مسعود الأنصاري: ما رأيتُ منك شيئاً منذ صحبتَ النبي أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئاً منذ صحبتما النبي أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر. كان يؤمن أنه يقاتل في جانب الحق، وفي يوم صفين، وكان يعرف أنه على الحق، وأن الفئة الباغية تقتله، وكان صحابة رسول الله الذين انحازوا إلى القتال مع علي رضي الله عنه يعرفون تلك العلامة، فكانوا يتتبعون عماراً حيث يقاتل، يقول أبو عبد الرحمن السلمي: شهدنا صفين مع علي، فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية، ولا واد من أودية صفين، إلا رأيتً أصحاب النبي يتبعونه، كأنه علم لهم، قال: وسمعته يومئذ يقول لهاشم بن عتبة بن أبي وقاص: يا هاشم تفر من الجنة، الجنة تحت البارقة، اليوم ألقى الأحبة، محمداً وحزبه، والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر، لعلمت أنَّا على حق، وأنهم على الباطل. وحين جاء أجله، قال: ائتوني بشربة، فأُتي بشربة لبن، فقال: إن رسول الله قال: آخر شربة تشربها من الدنيا شربة لبن، وشربها ثم قاتل، حتى قتل، وكان عمره يومئذ فوق التسعين.
ألباني: مطبعة جامعة ولاية نيويورك. ^ ابن سعد / بيولي 3: 203. " قتل عمار.. في صفر 37 هـ عن 93 عاما. ". ^ أ ب ج د محمد بن سعد. 8. ترجمه Bewley، A. (1995). نساء المدينة. ^ موير ، و. (1861). حياة محمد ، المجلد. 2 ، ص. 125. لندن: Smith، Elder & Co. ^ أ ب ج د هـ محمد بن إسحاق. سيرة رسول الله. ترجمه غيوم ، أ. (1955). حياة محمد. أكسفورد: مطبعة جامعة أكسفورد. ردمك 0-19-636033-1 روابط خارجية