عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن ناساً من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم, فيقول لهم أهل اللات والعزى: ما أغنى عنكم قولكم لا إله إلا الله وأنتم معنا في النار ؟ فيغضب الله لهم فيخرجهم فيلقيهم في نهر الحياة, فيبرءون من حرقهم كما يبرأ القمر من خسوفه, ويدخلون الجنة ويسمون فيها الجهنميين", فقال رجل: يا أنس أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أنس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار" نعم أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا, ثم قال الطبراني: تفرد به الجهبذ. عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة, قال الكفار للمسلمين: ألم تكونوا مسلمين ؟ قالوا: بلى, قالوا: فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار ؟ قالوا: كانت لنا ذنوب فأخذنا بها, فسمع الله ما قالوا فأمر بمن كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا. فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا: ياليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا ـ قال: ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين * ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين "" ورواه ابن أبي حاتم من حديث خالد بن نافع به, وزاد فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عوض الاستعاذة.
- ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين
- ربما يود الذين كفروا لو كانوا
ربما يود الذين كفروا لو كانوا مؤمنين
التفسير الكبير ، الصفحة: 120 عدد الزيارات: 22150
طباعة المقال
أرسل لصديق
سورة الحجر تسعون وتسع آيات مكية إلا الآية: 87 فمدنية بسم الله الرحمن الرحيم ( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون). بسم الله الرحمن الرحيم ( الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون). اعلم أن قوله: ( تلك) إشارة إلى ما تضمنته السورة من الآيات. والمراد بالكتاب والقرآن المبين الكتاب الذي وعد الله تعالى به محمدا صلى الله عليه وسلم ، وتنكير القرآن للتفخيم ، والمعنى: تلك الآيات آيات ذلك الكتاب الكامل في كونه كتابا وفي كونه قرآنا مفيدا للبيان. أما قوله: ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) ففيه مسائل: المسألة الأولى: قرأ نافع وعاصم ( ربما) خفيفة الباء والباقون مشددة ، قال أبو حاتم: أهل الحجاز يخففون ربما ، وقيس وبكر يثقلونها ، وأقول: في هذه اللفظة لغات ؛ وذلك لأن الراء من رب وردت مضمومة ومفتوحة.
ربما يود الذين كفروا لو كانوا
الثاني: أن كلمة " ما " في قوله: ( ربما يود الذين كفروا) اسم ، و ( يود) صفة له ، والتقدير: رب شيء يوده الذين كفروا. قال الزجاج: ومن زعم أن الآية على إضمار كان وتقديره ربما يود الذين كفروا فقد خرج بذلك عن قول سيبويه ، ألا ترى أن كان لا تضمر عنده ؟ ولم يجز عبد الله المقبول وأنت تريد كان عبد الله المقبول. المسألة الخامسة: في تفسير الآية وجوه على مذهب المفسرين ، فإن كل أحد حمل قوله: ( ربما يود الذين كفروا) على محمل آخر ، والأصح ما قاله الزجاج فإنه قال: الكافر كلما رأى حالا من أحوال العذاب ورأى حالا من أحوال المسلم ود لو كان مسلما ، وهذا الوجه هو الأصح. وأما المتقدمون فقد ذكروا وجوها. قال الضحاك: المراد منه ما يكون عند الموت ، فإن الكافر إذا شاهد علامات العقاب ود لو كان مسلما. وقيل: إن هذه الحالة تحصل إذا اسودت وجوههم ، وقيل: بل عند دخولهم النار ونزول العذاب ، فإنهم يقولون: ( أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) [ إبراهيم: 44] وروى أبو موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة واجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء من أهل القبلة قال الكفار لهم: ألستم مسلمين ؟ قالوا: بلى ، قالوا: فما أغنى عنكم إسلامكم ، وقد صرتم معنا في النار ؟ فيتفضل الله تعالى بفضل رحمته ، فيأمر بإخراج كل من كان من أهل القبلة من النار ، فيخرجون منها ، فحينئذ يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين " ، وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية.
فأما من قابل هذه النعمة العظيمة بردها والكفر بها، فإنه من المكذبين الضالين، الذين سيأتي عليهم وقت يتمنون أنهم مسلمون، أي: منقادون لأحكامه وذلك حين ينكشف الغطاء وتظهر أوائل الآخرة ومقدمات الموت ، فإنهم في أحوال الآخرة كلها يتمنون أنهم مسلمون، وقد فات وقت الإمكان، ولكنهم في هذه الدنيا مغترون. فـ { ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا} بلذاتهم { وَيُلْهِهِمُ الأمَلُ} أي: يؤملون البقاء في الدنيا فيلهيهم عن الآخرة، { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} أن ما هم عليه باطل وأن أعمالهم ذهبت خسرانا عليهم ولا يغتروا بإمهال الله تعالى فإن هذه سنته في الأمم. { وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ} كانت مستحقة للعذاب { إِلا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} مقدر لإهلاكها. { مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ} وإلا فالذنوب لا بد من وقوع أثرها وإن تأخر. أبو الهيثم #مع_القرآن
المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام
3
0
12, 431