نزل القرآن الكريم على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، قبل أكثر من 1400 عام، هدى للناس وبيان من الفرقان، فكان لسماعه فعل السحر، من عذوبة الكلمات ومعانيها التى أسرت قلوب المؤمنين، فكل آية من آيات الذكر الحكيم تحمل تعبيرات جمالية وصورا بلاغية رائعة. وفى القرآن الكريم، نجد العديد من الآيات التى حملت تصويرا بالغا، وتجسيد فنى بليغ، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا (سورة الواقعة الآية: 85). أيمن بهجت قمر يرد على جدل جملة "غالي وأقرب من الوريد" في أغنية "بالبنط العريض" | خبر | في الفن. أى: ونحن بسبب علمنا التام بأحواله كلها، أقرب إليه من أقرب شيء لديه، وهو عرق الوريد الذي في باطن عنقه، أو أقرب إليه من دمائه التي تسرى في عروقه، فالمقصود من الآية الكريمة بيان أن علم الله- تعالى- بأحوال الإنسان، أقرب إلى هذا الإنسان، من أعضائه ومن دمائه التي تسرى في تلك الأعضاء. وبحسب تفسر ابن كثير: وقوله: (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) يعني: ملائكته تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل وريده إليه.
اقرب اليك من حبل الوريد
تتطلع العديد من دول الشرق الأوسط إلى موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا، وكثير منها بقي عالقا في الوسط مع تكشف فصول النزاع في أوكرانيا. لكن الأهم من ذلك أن هذا الهجوم سيؤثر مستقبلا على العديد من القطاعات الحيوية لاقتصادات تلك الدول، بدءا من النفط والغاز وصولا إلى الواردات الزراعية والسياحة، وربما قد نرى تداعيات إضافية ستؤدي حتما إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة وفي أماكن أخرى، إذ أن القلق الكبير من تقليص واشنطن تركيزها على الشرق الأوسط، قد يرسم معه الرد الأميركي على الأزمة في أوكرانيا معالم التصورات إزاء النوايا الأميركية في المنطقة مستقبلا، لا سيما ما يخص البلدان العربية.
اقرب اليه من حبل الوريد
لذلك كله سنرى إلى من شعروا بقدر كبير من خيبة الأمل والإحباط، متمثلاً في وضع الحصان على عربة الحاكم، في اللحظة ذاتها التي يتعرض فيها المحكومون لعسف السلطات القمعية جميعها. سنرى إليهم بوصفهم الضمير الجذري الساهر على درس جابر عصفور، حتى في أصعب لحظات (عشم) جابر في من لم يكترثوا بالدلالة الفكرية لصاحب (العشم) المغدور. ويمكننا، في الوقت نفسه، أن نرى لصاحب (العشم) باعتباره مغدوراً به، قبل أن تتعرض ثورة ميدان التحرير للغدر، ممن قفزوا على منجزات ثورتهم، ومن اختطفوها للسير على خطها بالممحاة، متقهقرين بها حتى الأسلاف. جابر عصفور | القدس العربي. فالإخفاق والخيبة وإحباط النفوس الذي أصاب أصحاب جابر عصفور في الثورة يتأتى من استغرابهم العميق من قبول الوهم الذي روّجت له سلطات السلطة المتعددة، ومراهنة معلمهم على ممن لم يؤمن جانبهم طوال تجربة ثلاثين عاماً، واختيار جانب الحكم ضد المحكومين. دون الزعم بأن الأستاذ لم يكن ضد الثورة، فتلك تبريرات يستفيد منها الحكم، ولا تفيد الثورة. الآن، يجوز لمن يريد أن يتذكر جابر عصفور، أن يراه مجرداً مما يتعرض له الإنسان في حياته، الإنسان حياً يتصرف بعفويته الصاعدة من ثقته في البشر، البشر مثله. يحلمون ويمعنون في الخطأ كما لو أنه صواب كامل.
نحن اقرب اليه من حبل الوريد
ولا شك سيؤدي ارتفاع أسعار النفط، كما تدل التجارب السابقة، إلى دعم ميزانيات الدول العربية المنتجة للنفط والغاز (والأمر نفسه ينطبق على إنتاج القمح)، أما الدول العربية غير المنتجة للبترول أو القمح ذات الأوضاع السياسية والاقتصادية المهترئة، فستجد أوضاعا أصعب مما هي عليه الآن، إذ إن الطبقات العاملة وغير الميسورة في هذه الدول (سوريا ولبنان وتونس) تجد صعوبة حاليا في تلبية احتياجات عائلاتها. الأزمة الأوكرانية باتت على العرب والشرق الأوسط بمثابة اللعنة، ففي الأزمة السورية مثلا ومن باب أن روسيا قادرة في كل وقت على استخدام الفيتو كل وقت فذاك قد يعرض 4 ملايين سوري يعتمدون على المساعدة المنقذة للحياة إلى الخطر، ويزيد الضغط بشكل حاد على تركيا، ويمكن أن يؤدي إلى موجة كبيرة من الهجرة القسرية في شرق البحر الأبيض المتوسط، وهو ما قد يوجه ضربة إلى "الدبلوماسية الإنسانية" لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ومن المرجح أن يؤدي استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" إلى القضاء على أي آمال في التعاون الجاد بشأن الملف السوري بين الولايات المتحدة وروسيا. تلك اللعنة أيضا قد تسري على ليبيا، فقد تسعى روسيا إلى زيادة الضغط على أوروبا من خلال تأجيج الصراع في ليبيا، مع هشاشة عملية السلام، وبالمثل يمكن لروسيا أن تستغل تهديد الهجرة غير النظامية من ليبيا لزعزعة استقرار أوروبا، مثلما تسارع اللاجئون من أوكرانيا.
ونحاول مساءلة تلك التجربة الخلافية التي لا يريد أحدٌ الكلام عنها، رغم مثولها الكابوسي الذي ربما يريد البعض تجييرها لصالح العبث بواحدة من أهم التجارب النقدية العربية المعاصرة في مشهدنا الثقافي. أقول مساءلة لئلا نفوّت فرصتنا السجالية وحرماننا من حرية الحوار التي تعلمناها من المعلم الراحل. لقد كان جابر عصفور رأس حربة العقلانية والتنوير في مصر، وكان قد سعى بالديمقراطية نحو الحق الإنساني والحوار الحر في حكم الشعب ونقده. وهذا ما كان يلهم به تلامذته ومريديه. اقرب اليك من حبل الوريد. فإذن من حقنا عليه، ليس بوصفه معلمنا الحميم حسب، لكن باعتباره قنديل خطواتنا المتوقع إزاء كل خطوة نستحقها ونسعى لتحقيقها. فليس مثل جابر عصفور، من نذر نفسه لتلك المنافحات الفدائية، وليس مثله من كان يجلس في عرين الوحش ويجهر بمجابهته والاختلاف معه. وإذا كان جابر عصفور قد أخذ درس أستاذه طه حسين مأخذ الجد، سنرى كيف أنه أعاد درس طه حسين بضربٍ جديدٍ من المعرفة والعقلانية وشجاعة العلم، وكنا رأينا كيف تصدى، للتخلف، في بلد مثل مصر، مربط الأصولية الدينية وسلفية التطرف الفكري، بل أعلن مخالفته للأزهر الشريف أيضاً، في سبيل وضع المجتمع في مهب التنوير، ومهمات المجتمع المدني.