السؤال: هل العمرة واجبة مرة واحدة في العمر كالحج؟ وهل تجزئ العمرة مع الحج ؟
الإجابة: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله
وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا خلاف بين العلماء في مشروعية العمرة ، ولا خلاف بينهم كذلك في أن
العمرة الواحدة مجزئة حتى عند القائلين بوجوب العمرة، والمشهور عن
المالكية عدم وجوبها، ومن اعتمر مع الحج قارناً أو متمتعاً أجزأته
عمرته، وكذلك من حج مفرداً ثم أتى بالعمرة من الحل بعد فراغه من نسك
الحج أجزأه ذلك، والعلم عند الله تعالى. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن شبكةالمشكاة الإسلامية. 5
7
20, 119
العمرة واجبة في العمر مرة
الحمد لله. أجمع العلماء على مشروعية العمرة وفضلها. واختلفوا في وجوبها ، فذهب الإمامان أبو حنيفة ومالك –واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية- إلى أنها سنة مستحبة وليست واجبة. واستدلوا بما رواه الترمذي (931) عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ الْعُمْرَةِ أَوَاجِبَةٌ
هِيَ ؟ قَالَ: لا ، وَأَنْ تَعْتَمِرُوا هُوَ أَفْضَلُ. غير أن هذا الحديث ضعيف ، ضعفه الشافعي وابن عبد البر وابن حجر والنووي ، والألباني في ضعيف الترمذي ، وغيرهم. قال الشافعي رحمه الله: هُوَ ضَعِيفٌ, لا تَقُومُ بِمِثْلِهِ الْحُجَّةُ, وَلَيْسَ فِي الْعُمْرَةِ شَيْءٌ ثَابِتٌ بِأَنَّهَا
تَطَوُّعٌ اهـ. وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: رُوِيَ ذَلِكَ بِأَسَانِيدَ لا تَصِحُّ, وَلا تَقُومُ بِمِثْلِهَا الْحُجَّةُ اهـ. وقال النووي في "المجموع" (7/6): اتفق الحفاظ على أنه ضعيف اهـ. ومما يدل على ضعفه أن جابراً رضي الله عنه ثبت عنه القول بوجوب العمرة كما سيأتي. وذهب الإمامان الشافعي وأحمد إلى وجوبها. واختار هذا القول الإمام البخاري ، رحم الله الجميع. العمرة واجبة في العمر مرة. واستدل القائلون بالوجوب بعدة أدلة:
1- ما رواه ابن ماجه (2901) عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ عَلَى النِّسَاءِ جِهَادٌ ؟ قَالَ: نَعَمْ ،
عَلَيْهِنَّ جِهَادٌ لا قِتَالَ فِيهِ الْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ.
العمرة واجبة مرة واحدة في العمر على المستطيع
ومن زيادة رحمة الله بهذه الأمة ، أن الله جعل
وجوب طاعته فيما يأمرنا به أو يأمرنا به رسوله صلى الله عليه وسلم معلقاً
بالاستطاعة ، فمتى كان العبد مستطيعاً قادراً وجب عليه أن يأتي بالأمر المطلوب منه
وإلا سقط عنه ، وهو معذور ، قال تعالى: ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا
وُسْعَهَا) البقرة/286 أي: طاقتها ، وفي " الحج " – خاصة - قال تعالى: (
وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً)
آل عمران/97. ومن رحمته أن أوجبه على عباده مرة واحدة في
العمر حتى لا يشق عليهم ، لكنه حث من كان لديه قدرة وطاقة أن يكثر من الحج والعمرة
فقال صلى الله عليه وسلم: " تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب
كما ينفي الكير خبث الحديد " رواه النسائي ( 2 / 4) وهو حديث صحيح كما قال
الألباني في " السلسلة الصحيحة " ( 1200). العمرة واجبة مرة واحدة في العمر على المستطيع. وهذه العبادة العظيمة إنما شرعها الله لنعظّمه
ونكبّره ونشكرَه على جميل نعمه ، وعظيم فضله ، فليس المقصود من الطواف بالكعبة هو
مجرد الدوران على هذه الأحجار ! لا ، بل المقصود هو أن الله أمرنا أن نطوف بها
سبعا فنحن نطيع الله ونطوف بها سبعا لا نزيد ولا ننقص بل نفعل ما أمرنا به ونحن
نشعر أننا عبيد له أذلاء بين يديه فنكبره ونعظمه ونشكره أن شرفنا بعبوديتنا له عن
كثير من بني البشر الذين يعبدون آلهة شتى، بل ربما يعبدون ذواتهم أو شهواتهم.
اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلّا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلّا أنت. اللهم اصلح لي ديني ووسع لي في داري وبارك لي في رزقي. اللهم إني أعوذ بك من القسوة والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الكفر والفسوق والشقاق والسمعة والرياء، وأعوذ بك من الصمم والبكم والجذام وسيئ الأسقام. اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك. اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر، رب أعني ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي واهدني ويسر الهدى لي. اللهم اجعلني ذكّاراً لك، شاكراً لك، ربي تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي، واهدي قلبي وسدد لساني. اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، أسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك مما تعلم وأنت علام الغيوب. اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وإذا أردت بعبادك فتنة فتوفني إليك منها غير مفتون.