وكانت -رضي الله عنها- تستعين به وتستشيره في قضاء حوائجها، لعلمها بأنه سيخفف عنها ويدلها على الخير؛ وفي ذلك يروي زوجها علي فيقول: شكت فاطمة -رضي الله عنها- ما تلقى في يدها من الرَّحَى[1]، فأتت النبي تسأله خادمًا فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته. قال علي: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال: "مكانك". فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، ثم قال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم". وفي مشهده الأخير وهو على فراش الموت، كان لها هذا الموقف المؤثر، يقول أنس: لما تغشى رسول الله الكرب، كان رأسه في حجر فاطمة، فقالت فاطمة رضي الله عنها: واكرباه يا أبتاه! فرفع رأسه وقال: "لا كرب على أبيك بعد اليوم يا فاطمة". من مواقف فاطمة الزهراء مع الصديق أبي بكر وذلك حين توفي رسول الله وجاءته تطلب إرثها؛ فعن أبي الطفيل قال: جاءت فاطمة -رضي الله عنها- إلى أبي بكر ، فقالت: يا خليفة رسول الله، أنت ورثت رسول الله أم أهله؟! كم حديث روت فاطمة الزهراء مكتوبه. قال: بل أهله. قالت: فما بال سهم رسول الله؟ قال: إني سمعت رسول الله يقول: "إذا أطعم الله نبيًّا طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم بعده"، فرأيتُ أن أردَّه على المسلمين.
- كم حديث روت فاطمة الزهراء القطيف
كم حديث روت فاطمة الزهراء القطيف
زواج فاطمة الزهراء من علي وفي قصة زواجها يقول علي بن أبي طالب: خطبت فاطمة إلى رسول الله ، فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله ؟ قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله فيزوِّجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟! فقالت: إنك إن جئت رسول الله زوَّجك. كم حديث روت فاطمة الزهراء – المحيط. فوالله ما زالت ترجِّيني حتى دخلت على رسول الله ، وكانت لرسول الله جلالة وهيبة، فلما قعدت بين يديه أفحمت، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: "ما جاء بك، ألك حاجة؟" فسكتُ، فقال: "لعلك جئت تخطب فاطمة؟" قلت: نعم. قال: "وهل عندك من شيء تستحلها به؟" فقلت: لا -والله- يا رسول الله. فقال: "ما فعلت بالدرع التي سلحتكها". فقلت: عندي والذي نفس عليٍّ بيده، إنها لحطمية ما ثمنها أربعمائة درهم. قال: "قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله". وقد ولدت -رضي الله عنها- له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، ولم يتزوج عليٌّ عليها غيرها حتى ماتت. مواقف من حياة فاطمة الزهراء مع الرسول كانت فاطمة -رضي الله عنها- من قلب رسول الله بمكان؛ إذ كانت من أحب الناس إليه، كيف لا وهي بنت مَن رزقه الله حبها، وهي خديجة رضي الله عنها، وكانت أشبه الناس بها، فلما ماتت كانت تقوم مقام أمها في تخفيف الآلام والأحزان عنه ، وتساعده في شئون حياته ومعيشته، حتى بعد زواجه وزواجها رضي الله عنها.
روايتها للحديث الشريف:
تشرّفت السّيّدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها برواية الحديث النبوي الشريف، فقد روت عن والدها صلى الله عليه وسلم، وروى عنها: أنس بن مالك، وابنها الحسين بن علي بن أبي طالب، وأبوه علي بن أبي طالب، وسلمى أم رافع زوج أبي رافع، وعائشة أم المؤمنين، وفاطمة الصغرى بنت الحسين بن علي بن أبي طالب مرسلاً، وأم ّسلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم [8]. وروايتها في الكتب الستة [9]. وفاتها رضي الله عنها:
توفيت السيّدة فاطمة رضي الله عنها ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة. وذلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بيسير. قال محمد بن علي: بستة أشهر. وقد روي عن ابن شهاب مثله. وروي عنه بثلاثة أشهر. وقال عمرو ابن دينار: توفيت فاطمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانية أشهر. وقال ابن بريدة: عاشت فاطمة بعد أبيها سبعين يوماً [10]. وهي ابنة تسع وعشرين سنة. كم حديث روت فاطمة الزهراء الاجتماعي. وقيل: ثلاثين سنة. وقيل: خمسا وثلاثين سنة [11]. وممّا يتّصل بدفنها، أنّها تعد أوّل من غُطّي نعشها من النساء في الإسلام، وذلك أنّها قالت لأسماء بنت عميس: يا أسماء، إنّي قد استقبحت ما يصنع بالنّساء، إنّه يطرح على المرأة الثوب فيصفها.