نشر العلم والاهتمام به: حيث أنّه حرص على تعليم الرّعية وتفقيههم في الدّين، فبعث العلماء في الأمصار ليعلّموا النّاس. تدوين الحديث النّبوي: في بادئ الدّعوة النّبوية نُهي عن تدوين الحديث ثمّ نُسخ هذا الأمر فأصبح مُباحاً، وأوّل جهةٍ رسمية قامت بتدوين الحديث كانت في عهد عبد العزيز بن مروان عندما كان أميراً على مصر، ولكن ثمار ذلك أتت في عهد عمر بن عبد العزيز، حيث أمر بكتابته وتدوينه خشية ضياعه ودخول الأحاديث المكذوبة بالصّحيحة. شاهد أيضًا: من هو صاحب سر الرسول
نسب عمر بن عبد العزيز
عمر بن عبد العزيز هو أبو حفص بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي وينتهي نسبه إلى معد بن عدنان، فهو الأمويّ القرشيّ المدني، كان والده أميراً من أمراء بنو أميّة وقد اختار له زوجاً من خيرة النّاس، وهي أمّ عمر بن عبد العزيز فكانت بنت عاصم بن عمر بن الخطّاب وقيل أنّ اسمها ليلى، ولد في المدينة المنوّرة سنة 61 هـ، وقد اهتمّ والداه بتربيبته اهتماماً كبيراً، حتى حفظ القرآن وهو غلامٌ صغير. من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز؟ - منشور. [4]
شاهد أيضًا: أول من سل سيف في سبيل الله
خلافة عمر بن عبد العزيز
تولّى عمر بن عبد العزيز قبل خلافته إمارة المدينة المنوّرة، وقد ولّاه عليها الوليد بن عبد الملك، حتّى عزله بسبب رأي الحجّاج ومشورته، فانتقل لدمشق وهو حزين وأقام فيها بقرب الخليفة، حتّى توفّي الوليد وتقلّد سليمان بن عبد الملك لمقاليد الخلافة، حيث قرّب الخليفة الجديد عمر بن عبد العزيز منه، وجعل منه وزيراً ومستشاراً، حتّى أوصى له بالخلافة من بعده وذلك لما رأى منه من الفطنة والرّشد وسداد الرّأي والخوف من الله.
- من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز؟ - منشور
من اعمال الخليفه عمر بن عبد العزيز؟ - منشور
من أعمال الخليفة عمر بن عبدالعزيز
بعد أن أوصى الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك بالخلافة من بعده لعمر بن عبد العزيز، قام عمر بن عبد العزيز بالكثير من الإصلاحات والتّغييرات الجذرية في الدولة، وقد عُدّت فترة خلافته من الفترات الذّهبيّة للخلافة الأمويّة، ومن أهمّ أعماله: [2]
نظّم الولايات في الدّولة: فقام بعد تولّيه الخلافة بسحب الجيوش الإسلاميّة من المناطق البعيدة، والتي انشغلت بالفتوحات في مناطق نائية، تسببت بالجهد والانهاك لتلك الجيوش، فسحب الجيوش من القسطنطينيّة والأندلس، وأمّن الحدود. أرسى دعائم العدل وردّ المظالم لأهلها: فهو يرى أنّه من مسؤوليّته القيام بأمور الناس، وبدأ بتنفيذ الحق على نفسه، وأهل بيته وأبناء عمومته، فجرّدهم ممّا ليس من حقّهم وردّه على المسلمين. قام بعزل الولاة والقضاة الظالمين: حيث أنّه قام بتمحيصهم والبحث عنهم، وتخلّص منهم ليعيّن الصّالحين وأهل الحقّ والأجدر في مناصبهم. أعاد العمل بنظام الشّورى للدّولة كاملة: فهو من محبّي الشّورى منذ أن تولّى إمارة المدينة المنورة، ومنذ أوّل يومٍ في تولّيه الخلافة ظهر حبّه للشّورى بخروجه للنّاس يستشيرهم في أمر خلافته. نشر العلم بين الرّعية وشجّع عليه: فهو من أشدّ النّاس رغبةً للعلم، وكان يرغب بشدّة أن يتفقّه النّاس في الدّين، فأرسل أهل العلم لكافّة البلدان لينشروا العلم ويعلّموا النّاس.
احترم حقوق الإنسان وذوي الاحتياجات الخاصة؛ إذ جعل لكلّ مريضين خادماً يقوم على راحتهما، وعيّن لكلّ خمسة أيتامٍ خادماً، وعيّن لكل أعمى خادماً يعينه ويقضي حاجته. أقوال في عمر بن عبد العزيز
انتشرت سيرة عمر بن عبد العزيز الطيّبة وذكره بالخير بين النّاس، حتى أُلّفت فيه بعض الأقوال، منها: [٢]
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن عمر بن عبد العزيز: (إنّ من ولدي رجلاً بوجهه شين يلي، يملأ الأرض عدلاً)، وقال نافع مولى ابن عمر: (لا أحسبه إلّا عمر بن عبد العزيز). قال ابن كثير عن عمر بن عبد العزيز: (وقد كان في هذه المدّة من أحسن النّاس معاشرة، وأعدلهم سيرة، كان إذا وقع له أمر مُشكل جمع فقهاء المدينة عليه، وقد عيّن عشرة منهم، وكان لا يقطع أمراً بدونهم، أو من حضر منهم). قالت فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز عنه: (ما رأيتُ أحداً أكثر صلاة وصياماً منه، ولا أحد أشدّ فرقاّ من ربّه منه). وفاة عمر بن عبد العزيز
توفّي عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- في حِمْص، في شهر رجب لعام 101 للهجّرة ، وقيل: في سنة 102 للهجّرة، وتوفّي وهو يقرأ: (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).