[٧] [٤] وبالاستناد إلى الأية السابقة وهذين الحديثين، اتضح أن حكم التبني في الإسلام يعد من كبائر الذنوب، التي تلزم المسلم التوبة ، وفي حال تبنى أحدٌ طفلًا ما وهو يجهل هذا الحكم، فلا حرج عليه، وعليه أن يصلح هذا الأمر، وإن اقترف هذا الإثم مع علمه بحرمانيته، ثم ندم وأقرَّ بذنبه فيجب عليه التوبة، فالتوبة تجب الذنب الذي قبلها، والله أعلم. [٤]
الحكمة من تحريم التبني
عندما خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان كان على علم بنوازعه البشرية، ومشاعره الإنسانية، وقد وضع له الكثير من الحدود والحواجز كيلا يقع في الأمور المحرمة عليه، ومن هذه الحدود كان البت بأن حكم التبني في الإسلام محرم، فالأبناء بالتبني ليسوا من صلب الرجل ولم تثبت لهم البنوة الحقيقة، ومع ذلك كانوا يعاملونهم معاملة الأبناء الحقيقين. [٨] وهذا يؤدي إلى استحلال الحرمات من حدوث الخلوة بينهم وبين من لا يحل لهم، وما يحدث من تبعات كالمصافحة والنظرة واللمس وغيره،
بالإضافة إلى أن الشخص المتبنى سيقتطع مالًا ليس من حقه في ميراث تبناه، وسيورث هذا الشحناء والبغضاء بين الولد المتبنى وأولاد من تبناه، والإسلام ما جاء ليدعو لهذا، ويؤدي التبني إلى اختلاط الأنساب وضياعها، فحمى الله سبحانه وتعالى أمة محمد من كل هذا بتحريم التبني.
ص114 - كتاب روائع البيان تفسير آيات الأحكام - في أعقاب حادثة الإفك - المكتبة الشاملة
– رآه وتعرف عليه عدد من أقاربه، وأخبروا والده بمكان رؤيته ليذهب متلهفا إليه. – كان زيد يحظى بمكانة عالية عند الرسول صلى الله عليه وسلم فلقد أحبه وعامله كولده. – ذهب والد وعم زيد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ليستردوه ويعيدوه إلى قومه. – وطلبوا ذلك من رسول الله، قام بتخيير زيد بن حارثة بينه وبين والده وعمه، فاختار زيد بدون أن يفكر سيدنا محمد. ص114 - كتاب روائع البيان تفسير آيات الأحكام - في أعقاب حادثة الإفك - المكتبة الشاملة. – تسبب موقف زيد في غضب والده، وقال له أتفضل العبودية على الحرية؟، كان رد زيد أنه وجد هنا معاملة حسنة لم يجدها عند أحد قط. – فرح سيدنا محمد موقف زيد، وتوجه إلى صخرة أمام الكعبة ووقف عليها قائلا يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه. – شعر والد زيد بن حارثة وعمه بصدق كلام زيد بعدما رأوا موقف سيدنا محمد وسمعوا حديثه فرحلوا من حيث أتوا وهم مطمئنين. – عقب البعثة أنزل الله الآية الكريمة التي تقول الآية الكريمة التي تقول: "ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا – وبتلك الآية تم إبطال التبني وتحريمه ليعود زيد بن محمد إلى اسمه زيد بن حارثة، بالإضافة إلى إعادة نسب كل من تم تبنيه لأبيه الذي أنجبه.
حكم التبني في الإسلام - سطور
اهـ. والدولة تقوم برعاية الأطفال المولودين دون عقد زواج " اللُّقَطَاء " وتُلحقهم بأسر بديلة تتكفَّل بتربيتهم حتى يُنَشَّأوا نشأة أسرية. غير أن الشريعة الإسلامية مع هذا لا تُقِرُّ التبنِّي بل تُحَرِّمُه. اهـ. حكم التبني في الإسلام - سطور. واللقيط صغيرٌ أو مَجْنُون ليس له كافل معلوم، فهو بهذا شخص غير منسوب لأحد، يرجع نبذه في الغالب إلى سبب غير شريف، وقد يكون بسبب الفقر أو التشوُّه أو لكونه أنثى، كما في عادات بعض البلاد الأجنبية، أو بسبب نزاع الزوجين، أو بغير ذلك. وهؤلاء المنبوذون لابد من رعايتهم؛ لأنهم بُرَآء لا ذنب لهم، فإهمالهم ظلم والله قد حَرَّمَه؛ ولأنه يُعَرِّضُهُمْ للهلاك بالموت أو الفساد بالتشرد، وذلك ينهى عنه الدين، وقد تكون منهم شخصيات تُفِيد منهم الإنسانية. وقد سخَّر الله بعض الخيِّرين في الأزمان الأولى لرعاية مثل هذه الحالات، كما حدث من زيد بن عمرو بن نفيل، وصعصعة بن ناجية في حمايتهما للبنات من وَأْدِ الجاهلية، وتقوم الحكومات الآن بِجَمْعِهِم ورعايتهم. وأمر الإسلام بأخذهم، وقرَّر الفقهاء أن الْتِقَاطَهُمْ واجب وجوبًا عينيًا إن وُجِدَ اللقيط في مكان يَغْلُبُ على الظنِّ هلاكه فيه لو تُرِكَ، وإلا كان مندوبًا، ويكون الْتِقَاطُه حينئذٍ واجبًا وجوبًا كفائيًا على المجتمع كلِّه؛ وذلك لقوله تعالى: ( وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا).
الحكمة من تحريم التبني - إسلام ويب - مركز الفتوى
يعرف التبني بأنه اتخاذ الشخص أولاد غيره واعتبارهم أبناء له. وكان العرب يطلقون عبارة ( ادعاء) على التبني, وكان الرجل يتبنى الرجل ويدعوه اليه ومنها جاء لفظ ( الدعي) على المتبني.
[1] مسلم كتاب الإيمان باب بيان حال من رغب عن أبيه وهو يعلم ح رقم 62. [2] مسلم - حديث رقم 63. [3] متفق عليه. [4] رواه البخاري، فضائل القرآن، حديث رقم: 4999. [5] أخرجه أحمد في مسنده، وصححه الشيخ أحمد شاكر.
[5]
بديل التبني في الإسلام
لكي يكون التبني مُبتحًا في الإسلام لا بدَّ له من أن يحقق عددًا من الشروط الأساسية والتي تجعل التبني مبنيًا على الرعاية والإحسان لا على الإدخال إلى العائلة وإعطاءه النسب، وهي: [6]
ألّا ينسب الطفل إلى نسبه وكنيته. ألَّا يُخلل تبني الطفل بالشروط والشرائع الإسلامية الأساسية، فيتجاوز ما هو محظور في الإسلام. أن يكون تبني الطفل مبني على الإحسان والبر والخير وعدم الإساءة. أن يُربى الطفل المُتبنى على الدين الصحيح والشريعة السليمة فيُعلَّم ما ينفعه في دينه ودنياه. حكم التبني في الاسلام. لا يجب أن يُسلم الطفل إلَّا لشخص ذو أمانة وأخلاق حسنة، فيُحقق للطفل الظروف الجيدة التي تُعينه على تحقيق مصلحته. يجب أن يكون المُتبني من أهل البلاد التي يُنسب إليها المُتبنى فلا يجوز أن يُنقل المُتبنى إلى بلاد أخرى تُفسد الطفل ومُستقبله. شاهد أيضًا: حكم التقاط اللقيط في الاسلام
حكم تبني اللقيط
اللقيط هو الطفل الذي يجده الناس في الشارع أو في أي مكان آخر ضالًا فلا يُعرف نسبه أو أحد والديه، وإنَّ حكم تبني اللقيط مُشابه لأحكام التبني في الإسلام، فلا يجوز تبني اللقيط ونسبه إلى العائلة وضمّه إليها وإعطائه حقوق ماثلة لحقوق الابن الحقيقي، لكن يجوز للمسلم أن يكفل اللقيط ويتبناه من حيث الرعاية والإحسان والنفقة على أن يُحقق الشروط الإسلامية الشرعية في الرعاية والتبني، والله أعلم.