قصة نبي الله يوسف (1) (قصص ألقران) يوسف عليه السلام كان مولد يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم عليهم السلام منحة لأبيه ومحنة فى نفس الوقت. أما كونه منحة فهو نبي وقد وهبه الله شطر الحسن ورزقه من الحكمة وحسن التدبير وبعد النظر والاستقامة والسداد فى الأمر ما أنزل فى شأنه سورة كاملة وصفها الله جل وشأنه بأنها من أحسن القصص. وقد وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم.. إنه نبي من سلالة أنبياء فلم لا يكون كذلك! وأما كونه محنة لأبيه فقد ابتلى أبوه بحبه وابتلى بفقده. كان أحب أبنائه إليه وأقربهم الى قلبه لا يكاد يصبر على فراقه لحظة حتى أثار ذلك دوافع الحسد والحقد عند اخوته فأتمروا عليه وغيبوه عن والده الذى ظل يبكى على فراقه حتى فقد من كثرة البكاء نور عينيه. وتواصلت أحزان يعقوب على ابنه حتى اجتمع الشمل بعد كروب وخطوب وعادت الفرحة مرة أخرى الى النفوس والقلوب.. قصه نبي الله يوسف لاطفال عربي. أما كيف حدث ذلك ؟ فهو ما ستعرضه التفاصيل. مولد يوسف: ولد يوسف فى فدان أرام حيث كان يعقوب يقيم فى ظل خاله لابان ويوسف هو ثمرة زواجه من راحيل تلك الفتاة التى علق بقليه حبها حين رآها أول ما رآها فى قرية خاله واقتادته الى أبيها وقد شعر بالأنس كله فى صحبتها ونسى كل آلام رحلته المضنية من حران الى العراق وحيدا طريدا يقاسى هجير الصحراء وظمأ البيداء وخطبها الى أبيها وصبر أربعة عشر عاما حتى زفت اليه لقد كانت صغرى بنتى خاله ولم ينسه زواجه من الكبرى حبه وتشوقه الى الصغرى.
- قصه نبي الله يوسف عليه السلام
- قصة نبي الله يوسف مختصرة
- قصه نبي الله يوسف عليه السلام كاملة
قصه نبي الله يوسف عليه السلام
ومنها: حسن تدبير يوسف لما تولى خزائن الديار المصرية من أقصاها إلى أقصاها، فنهض بالزراعة حتى كثرت الغلال جدًّا، فصار أهل الأقطار يقصدون مصر لطلب الميرة منها عندما فقدوا ما عندهم؛ لعلمهم بوفورها في مصر، ومن عدله وتدبيره وخوفه أن يتلاعب بها التجار أنه لا يكيل لأحد إلا مقدار الحاجة الخاصة أو أقل، لا يزيد كل قادم على كيل بعير وحمله، وظاهر حاله هذا أنه لا يعطي أهل البلد إلا أقل من ذلك بكثير لحضورهم عنده. ومنها: مشروعية الضيافة، وأنها من سنن المرسلين، وإكرام الضيف؛ لقول يوسف: ﴿ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾ [يوسف: 59]. ومنها: أن سوء الظن مع وجود القرائن الدالة عليه غير ممنوع ولا محرم؛ فإن يعقوب قال لأولاده: ﴿ هَلْ آَمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ﴾ [يوسف: 64]، وقال: ﴿ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا ﴾ [يوسف: 83]. ملتقى الشفاء الإسلامي - قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم (1) الجزء الاول. فهم في الأخيرة، وإن لم يكونوا مفرطين، فقد جرى منهم ما أوجب لأبيهم أن يقول ما قال من غير لوم عليه. ومنها: أن استعمال الأسباب الدافعة للعين وغيرها من المكاره، أو الرافعة لها بعد نزولها غير ممنوع، وإن كان لا يقع شيء إلا بقضاء الله وقدره، فإن الأسباب أيضًا من القضاء والقدر؛ لقول يعقوب: ﴿ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ ﴾ [يوسف: 67].
قصة نبي الله يوسف مختصرة
وكذلك لا تذم الولاية إذا كان المتولي لها يقوم بما يقدر عليه من إقامة الشرع، وإيصال الحقوق إلى أهلها، وأنه لا بأس بطلبها إذا كان أهلًا، وأعظم كفاءة من غيره، وإنما المذموم إذا لم يكن فيه كفاءة، أو كان موجودًا من هو أمثل منه أو مثله، أو لم يرد بها إقامة أمر الله بل أراد الترؤُّس والمأكلة المالية. ومنها: أن الله واسع الجود والكرم، يجود على عبده بخير الدنيا والآخرة، وأن خير الآخرة له سببان لا ثالث لهما: الإيمان بكل ما أوجب الله الإيمان به، والتقوى التي هي امتثال الأوامر الشرعية واجتناب النواهي، وأن خير الآخرة خير من ثواب الدنيا وملكها، وأنه ينبغي للعبد أن يدعو نفسه ويشوقها لثواب الله ، ولا يدعها تحزن إذا رأت لذات الدنيا ورياساتها وهي عاجزة عنها، بل يسليها بالثواب الأخروي ليخف عليها عدم حصول الدنيا، لقول يوسف: ﴿ وَلَأَجْرُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يوسف: 57]. ومنها: أن جباية الأرزاق إذا أريد بها التوسعة على الناس من غير ضرر يلحقهم لا بأس به، بل ذلك مطلوب؛ لأن يوسف أمرهم بجباية الأرزاق والأطعمة في السنين المخصبات للاستعداد به للسنين المجدبات، وقد حصل به الخير الكثير.
قصه نبي الله يوسف عليه السلام كاملة
ومنها: أنه ينبغي للمسئول إذا أجاب السؤال أن يدل السائل على الأمر الذي ينفعه مما يتعلق بسؤاله، ويرشده إلى الطريق التي ينتفع بها في دينه ودنياه، فإن هذا من كمال نصحه، وجزالة رأيه، وحسن إرشاده؛ فإن يوسف لم يقتصر على تعبير رؤيا الملك، بل دلهم مع ذلك، وأشار عليهم بما يصنعونه في تلك السنين المخصبات من الإكثار من الزراعة، وحسن الحفظ والجباية. قصه نبي الله يوسف عليه السلام. ومنها: أنه لا يلام العبد على دفع التهمة عن نفسه، بل ذلك مطلوب كما امتنع يوسف من الخروج من السجن حتى تتبين لهم براءته مع النسوة اللاتي قطعن أيديهن. ومنها: فضيلة العلم، علم الشرع والأحكام، وعلم تعبير الرؤيا، وعلم التدبير والتربية، وعلم السياسة، فإن يوسف عليه السلام إنما حصلت له الرفعة في الدنيا والآخرة بسبب علمه المتنوع، وفيه أن علم التعبير داخل في الفتوى، فلا يحل لأحد أن يجزم بالتعبير قبل أن يعرف ذلك، كما ليس له أن يفتي في الأحكام بغير علم؛ لأن الله سماها فتوى في هذه السورة. ومنها: أنه لا بأس أن يخبر الإنسان عما في نفسه من الصفات الكاملة، من العلم وغيره، إذا كان في مصلحة وسلم من الكذب، ولم يقصد به الرياء، لقول يوسف عليه السلام: ﴿ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].
ولم تنجب راحيل فور زواجها من يعقوب فقد شكت العقم فترة حتى ابتهلت الى الله أن يهبها من زوجها ولدا تسعد به كما أنجبت أختها منه فمن الله عليها بغلام جميل الطلعة مشرق الجبين سمته يوسف. ثم أنجبت راحيل بعد عودتها الى الشام ولداآخر اسمه بنيامين ماتت إثر وضعه. وتركت بعد موتها لزوجها ذكراها فى هذين الولدين اللذين أحبهما حبا شديدا. قصة نبي الله يوسف مختصرة. وامتاز يوسف عليه السلام منذ نشأته بحسن الخلق وهدوء الطبع الى جانب جمال الصورة وبهاء الطلعة فآثره أبوه بمزيد حبه وخصه بكثير من عطفه واقباله. والحب قدر من الاقدار لا يملك له الانسان دفعا ولا يستطيع أحد مغالبته. والأب مفطور على حب أبنائه جميعا ولكن الحب قد يتفاوت لسبب يعلمه الله وقد يكون مرده الى النجابة وقد يكون مرده الى اليتم ألا أن التفاوت فى الحب لا يقتضى عند من عصمه الله الجور فى العطاء أو التفرقة فى أمور الحياة. وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( اللهم هذا قسمى فيما أملك فلا تلمنى فيما تملك ولاأملك). لقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن القلوب بيد الله وكان من دعائه: ( اللهم إن قلوبنا وجوارحنا بيدك لم تملكنا منها شيئا فإذا فعلت ذلك بها فكن أنت وليها).