الحمد لله. أوجب الله العدل في كل شيء ، ونهى عن الظلم في كل شيء ، ويتأكد ذلك في حق الأواصر
التي تقوم عليها المجتمعات الإسلامية ، كالعدل بين الأولاد ، والعدل بين الزوجات ،
وقد روى أبو داود (2133) وغيره عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ
إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ) صححه الألباني
في "صحيح الجامع" (6515). والعدل بين الزوجات واجب في المسكن والمأكل والملبس والمبيت ، بل وفي كل شيء ظاهر ،
يمكنه العدل فيه. وعلى ذلك كان حال السلف:
فعن
جابر بن زيد قال: كانت لي امرأتان وكنت أعدل بينهما حتى في القبل. شروط تعدد الزوجات في الإسلام وأثره على الأسرة. وعن
مجاهد قال: كانوا يستحبون أن يعدلوا بين النساء ، حتى في الطيب يتطيب لهذه كما
يتطيب لهذه. وكان محمد بن سيرين يقول فيمن له امرأتان: يُكره أن يتوضأ في بيت إحداهما دون
الأخرى
"المصنف" لابن أبي شيبة (4/37)
قال
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"
القول الصحيح في العدل بين الزوجات أنه يجب على الزوج أن يعدل بينهن في كل ما يمكنه
العدل فيه ، سواءٌ من الهدايا أو النفقات ، بل وحتى الجماع إن قدر: يجب عليه أن
يعدل فيه " انتهى.
- شروط تعدد الزوجات في الإسلام وأثره على الأسرة
شروط تعدد الزوجات في الإسلام وأثره على الأسرة
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه فيعدل، ثم يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك " ويقصد ميل قلبه لإحداهن. لا يجوز الجمع بين زوجتين في السرير: من أحكام التعدد في الإسلام أن الجمع بين الزوجتين في الفراش ومعاشرتهما معاً غير جائز، واتفق أهل العلم أن التعدد لا يبيح للرجل جمع الزوجتين في العلاقة الحميمة أو معاشرة إحداهن أمام الأخرى، بل مكروهٌ أن تسمع إحداهن من أصوات جماع زوجها مع ضرتها. فضلاً عن أن تعدد الزوجات حق من حقوق الرجل في الدين، تعود هذه المسـألة بعدة فوائد على الأسرة والمجتمع، فمن أهم هذه الفوائد ما يلي: [1] المحافظة على أخلاقيات وعادات المجتمع: الزواج بشكل عام يقلل حالات الانحراف أو إشباع الرغبات بطرق غير شرعية، مما يحافظ على عادات وتقاليد المجتمع ويحسن أخلاقيات الأفراد ويبعدهم عن الوقوع بالحرام وخاصة الأزواج اللذين لديهم رغبة جنسية كبيرة. تقليل ظاهرة العنوسة في المجتمع: فقد حلل الإسلام تعدد الزوجات لتخفيف ظاهرة العنوسة في المجتمع وتقليل نسبة النساء المطلقات والأرامل فيه، وذلك لأن عدد النساء يفوق عدد الرجال في بعض المجتمعات.
وأخيرا ، نوصيك ـ أيتها الأخت الكريمة ـ بمداومة ذكر الله جل جلاله ، عند كل هم
وحزن: ( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا
بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) الرعد /28. وعليك بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم:
روى
البخاري (6369) عن أنس رضي الله عنه: قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ
وَالْحَزَنِ وَالْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَضَلَعِ الدَّيْنِ
وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ). وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الْكَرْبِ ، يَقُولُ: ( لَا إِلَهَ
إِلَّا اللَّهُ الْعَظِيمُ الْحَلِيمُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ
السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
رواه البخاري (6345) ومسلم (2730). نسأل الله أن يصلح شأنك ، ويصلح لك زوجك ، ويجمع بينكما في خير. والله الموفق.