سأل أحد ملوك الهند وزيراً أن ينقش على خاتم له جملة إذا قرأها و هو حزين فرح واذا قرأها و هو سعيد حزن, فـ نقش الوزير:" هذا الوقت سوف يمضى"
كانت هذه القصة الصغيرة جدا التى ذُكرت على الراديو بمثابة الرسالة الربانية لى بعد انفجار اطار سيارتى ليلاً على الطريق الدائرى مما ادى الى تأخرى عن موعد هام.. وعلى الرغم من يقينى ان هذا التأخير له فائدة تغيب عن ذهنى ولا اعلمها وقد لا اعلمها اصلاً فالله لا يقدر لنا إلا الخير ،إلا اننى اصبت ببعض الضيق حيث لم يحاول اى شخص الوقف للمساعدة إلا عندما سألت رب اسرة واسرته برفقته ، هذا بالاضافة الى التبعيات الماليه لإصلاح ما فسد وهو ما لم يحسب فى الميزانية الشهرية. ظلت عبارة " هذا الوقت سوف يمضى" تدور فى عقلى كم هى جميلة وصادقة.. هذا الوقت سيمضي.. | رائدات الهدى. فلا حزن يدوم ولا فرح يستمر.. ونحن ننسى هذا ونحمل الهم وننغمس فى مشاكلنا حتى نغرق فيها ولا نرى بصيص الامل خارجها ونلجأ الى اصحاب الخبرات او حتى الاصدقاء لفضفضة قد تخفف بعض ما نحمل.. وبمجرد ان نضع يدنا على اول طرف لخيط الخلاص نتحول كالغريق الذى وجد قشه وتعلق بها. ونفرح بما وصلنا اليه وباقترابنا الى حل تلك المشكلة حلاً نهائياً نكون وصلنا الى قمة الفرح والسرور ومن يرأنا يظن اننا نستعد لعرس جديد.
هذا الوقت سيمضي.. | رائدات الهدى
وأنت تسير في شوارع العاصمة السورية دمشق ليوم كامل، تصاب بالدهشة والذهول، فالتباين بين نهارها وليلها، يشعرك بالانتقال بين مدينتين. نهار دمشق اليوم يشبه أحوالها، المدينة التي لا تزال تتعافى بعد حرب طويلة، تنعكس أحزانها على وجوه قاطنيها، نظراتهم الشاردة، وحديثهم مع أنفسهم في بعض الأحيان يجعلك تدرك كيف أرخت الحرب بظلالها على يومياتهم، بعد أن باتوا في سباق يومي لتأمين متطلبات حياتهم، وبعد أن أصبحت بديهيات الحياة في العالم الطبيعي من غاز وكهرباء ووقود، أحلاما بالنسبة إليهم. أحلام على شكل كوابيس، غدت شاغلهم اليومي، وطغت على "صبحيات" النساء وجلسات الرجال في المقاهي وعلى أرصفة المحلات، وفي عيونهم يأس من انتظار فرج تأخر كثيراً. ينتهي نهار دمشق، وما أن يلقي الليل بظلاله، تتغير الوجوه، ضحكات، وأجساد تغني وتتمايل على وقع أغان صاخبة، وقرع كؤوس، لتشعر أنك في حضرة سكان مدينة أخرى، لم تمر بأزمة أو معاناة. على طول شارع طويل في "باب شرقي" أحد أحياء دمشق الأثرية، النابضة بالحياة، تنتشر المطاعم والحانات ونواد الرقص، الموسيقى تملأ الأجواء، لكن دون هدير القذائف منذ سنوات، لقد نست شوارعها وجدرانها أنها كانت يوماً تحت مرمى هاونات جوبر المجاورة وصواريخها، وغابت رائحة البارود عن ذاكرتها.
بل إن الصالحين لَيُقلِبون لحظات الألم والكدر رقيًا وسموًا وروحانية, إنهم يتخذونها لحظات عبودية, فيعلمون أنه لا ينجيهم من مصائبهم إلا الله, وأنه ليس قادر على أن يذهب الآلام إلا الله, وإنه ليس بمقدور أحد أن يمنح القوة أمام البلاء إلا الله سبحانه. فعندئذ عادوا إليه, ولجأوا إليه, فتراهم سُجَّدًا, رُكعًا, بُكيًا, بين يدي ربهم, يتقربون ويتذللون ويتوبون ويدعون آناء الليل وأطراف النهار. فتصير لحظات الآلام بالنسبة لهم مطهرة ومنجاة، وتوبة وتنقية وتصفية, حتى إن أحدهم كانت تصيبه المصيبة فيبتسم ويُسر، ويخرج إلى الناس بثوبٍ حسنٍ وعطر حسنٍ، وبسمة تعلو وجهه, شاكرًا حامدًا. وكيف إذا لا يصبر المؤمن في لحظات البلاء وعنده ساعات السجود, ودقائق يمرغ وجهه لله ذلاً وانكسارًا, وهو يعلم أن ربه الرحيم يراه, فَيُسبِغَ عليه رحمته, ويُرخي عليه سِتره الجميل, فيرفع درجته, ويُثبت أقدامه, وتَمرُّ عليه لحظات الألم فاقدةً معناها الدنيوي الصعب, مرتديةً معناها الأُخروي العذب, كيف لا، وهو بين يدي ربه الرحيم؟.