تظل مرثاة جرير هذه من اروع المراثي الزوجية ان لم تكن القمة، ففيها تصوير صادق لحالة الموقف الاجتماعي والموقف النفسي الذين عاناهما وقدم من خلالهما حالة الاسى التي اكتنفت مشاعره وسورت احاسيسه.
- ديوان المتنبي جرير ايفون
ديوان المتنبي جرير ايفون
وتقتني مكتبة الملك عبدالعزيز العامة أكثر من 500 ديوان مخطوط، من أبرزها مخطوطة ديوان علي بن المقرب (572-630هـ)، وهي إحدى المخطوطات التي أوقفها الإمام عبدالله بن فيصل، تميزت بكثرة الشروح لمفردات الكلمات التي كانت من ميزات ابن المقرب، ويقع الديوان في 90 صفحة. كذلك تقتني مجموعة من الدواوين، منها: ديوان محمد بن أحمد الورغي (ت 1190هـ)، وديوان أحمد ابن أبي حجلة (ت 776هـ)، بالإضافة إلى دواوين كل من: عبدالقادر العلمي (ت 1266هـ)، ومحمد البروسوي (ت 975)، ومحمد بن علي ابن عربي (ت 638)، وعلي بن موسى الأنصاري (ت 593)، وغيرهم من الشعراء الذين يشكلون اتجاهات الشعر العربي في مختلف العصور. يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة قد أنشأت قسماً خاصاً بالمقتنيات النادرة، يتشكل من المخطوطات العربية والإسلامية، والصور والوثائق والخرائط والمسكوكات العربية والإسلامية، والكتب النادرة، وتتيح المكتبة للباحثين والدارسين العمل صوب تحقيقها وتدقيقها خدمة للثقافة العربية والإسلامية، ومساهمة منها في الحفاظ على التراث الذي يمثل الهوية والقيمة والبعد التاريخي بكل عمقه وثرائه المعرفي.
أبو الطيب المتنبي: هو أحد أعظم الشعراء في القرن الرابع الهجري، بل هو أبرزُ الشعراء العرب على مر العصور كما يراه الكثير من النقاد والأدباء؛ إذ كان بحقٍّ أعجوبةَ زمانه. وُلِد «أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي» في عام ٣٠٣ﻫ/٩١٥م بالكوفة في محلةٍ تُسمى «كندة» وإليها نِسبتُه، ونشأ بالشام. بدأ إلقاءَ الشعر وهو في التاسعة من عمره، وادَّعى النبوةَ في صباه، ومن هنا لُقِّب ﺑ «المتنبي»، وحينما تبعه الكثيرون، أسَرَه «لؤلؤ» أمير حمص ونائب «الإخشيد»، وسجَنه حتى تاب ورجع عن دعواه. كان شاعرًا مبدعًا، ولاقت قصائده صيتًا واسعًا بين الأمراء والحكَّام؛ إذ مدَحهم كثيرًا بقصائده، ولا سيما «سيف الدولة الحمداني» الذي عاش معه أفضل أيام حياته، كذلك «كافور الإخشيد» و«ابن العميد» وعضد الدولة «ابن بويه الديلمي». ديوان المتنبي جرير تقسيط. اتسم شعر «المتنبي» بجمال الألفاظ وعذوبة المعاني وبكونه غيرَ متكلف أو متصنع، وعبَّر فيه عن اعتزازه بقوميته وعروبيته وطموحه ورغبته في الوصول إلى المجد، وقد أعطى شعرُه صورةً صادقة عن حياته وأفكاره وفلسفة الحياة في عصره، وما حدث فيه من ثوراتٍ واضطراباتٍ ومعارك. قُتِل «المتنبي» على يد «فاتك بن أبي جهل الأسدي» خالِ «ضجة بن يزيد العوني» الذي هجاه «المتنبي» في إحدى قصائده، وذلك أثناء عودته هو وابنه «محمد» وغلامه «مفلح» من بغداد إلى الكوفة عام ٣٥٤ﻫ/٩٦٥م.