وصفه أما الوصف الخلقي للصحابي الجليل أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقد كان نحيفا خفيف العارضين، أي خفيف شعر الوجه واللحية، أجنأ أي منحني الظهر قليلا، وقد كانت بشرته بيضاء، وأقنى الأنف، وناتىء الجبهة أي بارزها، وغائر العينين، رضي الله عنه وأرضاه.
- شكل ابو بكر الصديق موضوع
شكل ابو بكر الصديق موضوع
إن الإقرار بفضل الصحابة ومكانتهم لهو من صميم الإيمان، بل لا يصح الاعتقاد إلا به، لذا عني السلف ببيان فضائلهم، وبخاصة فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فهو مَن أجْمَع علماؤنا على مر العصور على خيريته، وأن مكانته لا ينازعه فيها أحد، وأنه أفضل الصحابة على الإطلاق، والشواهد على هذا كثيرة ومتواترة، ولو لم يكن له من منقبة إلا شهود الله له بالصحبة وثناءه عليه في كتابه الكريم لكفى به من فضل. إن مَن يطَّلِع علي سِيَر أعلامنا يجد منهم مَن كان عظيمًا بخُلُقه، وَمن كان عظيمًا بفكره، ومن كان عظيمًا ببيانه، ومن كان عظيمًا بآثاره، وما يُميز أبا بكر الصديق أنه كان عظيمًا في كل شيء، جامعًا لكل فضيلة، سباقًا لكل خير، ولعظيم فضله ذكر ابن الجوزي: "أن السلف كانوا يُعلمون أولادهم حب أبي بكر وعمر كما يعلمونهم السور من القرآن"، وفيما يلي نسوق الشواهد الدالة على فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه من الكتاب والسنة الصحيحة.
قبل إسلامه كان الصديق عالمًا خبيرًا بعلم الأنساب لا يجاريه فيه أحد، أما بعد أن دخل الإسلام قلبه فقد اشتهر بملكته اللغوية القوية وحسن بيانه، فغدا أفصح الصحابة حتى قيل أنه كان أفصح الناس وأخطبهم، ولا عجب في ذلك؛ إذ كان أقربهم لرسول الله، وأكثرهم فهمًا لكتاب الله. أقوال أبي بكر الصديق تعد خطب أبي بكر الصديق من أجود الخطب الإسلامية بشكل عام؛ حيث تميزت باشتمالها على معانٍ رقيقة شريفة بأسلوب رصين، وعبارات محكمة، وتراكيب فخمة، وألفاظ سهلة سلسة بعيدة أبعد ما يكون عن التنافر، بلا تكلف أو تشدق، وفيما يلي نذكر أشهر أقوال أبي بكر الصديق التي قالها في خطبه المأثورة. أقوال وخطب أبي بكر الصديق رضي الله عنه