لكن الاستثناءات قائمة. تأمل الفوارق في الجغرافيا الطبيعية، بين الجزيرة العربية والأندلس، إنها هائلة، لكن الشعر الأندلسي لا ترى فيه انفصالاً كلياً في البيئة الذهنية والخصائص الشعرية ومصادر الإلهام، عمّا كان في بغداد تلك القرون. بل إن الشعر العربي في نسبته الغالبة، ظل حتى عصرنا ملتزماً قوالب الشكل وبرمجة المضمون (مثلاً: المطلع الغزلي حتى في الهجاء). خلافاً لقصة علي بن الجهم وانقلابه على قريحته في ستة أشهر، نرى أن القوالب الشكلية والمضمونية، في الشعر الجاهلي، ظلت حتى العقود الأولى من القرن العشرين، كأنها تشريعات مختومة على جبهة الشعر العربي، بلغة طرفة «تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ»، أو بلسان المتنبي: «أعز امحاء من خطوط الرواجبِ» (خطوط الأصابع). فما الجديد في الأفق؟ بيئة المصادر الإلهامية، ولا شك، ستكون مختلفة بعد جيل، فبعد جيلين ستكون آثار العلوم والتقانات كبيرة جداً في صور الخيال، لأن عالم الغد سائر نحو الافتراق في الكثير من الجوانب، عن الماضي، خصوصاً لدى الذين لا يصنعون مستقبلهم بأنفسهم. لزوم ما يلزم: النتيجة البحثية: يستطيع الشعراء اليوم والنقاد، أن يجدوا مادة غزيرة للدراسات، في العلماء الشعراء.
علي بن الجهم حياته وشعره Pdf
وجاءت القصيدة كما كتبتُ في مقدمتها هذه العبارة «قال محمود درويش إن الشعر يولد في العراق وعلى خطى الشعر كانت القصيدة» وعلى خطى الشعر جمعت في القصيدة المشتركات في مناجاة دجلة وقصيدة علي بن الجهم وشناشيل السياب، وطين العراق وشجنه حيث إن علاقة الشعر والعراق لا تكتمل إلا بالشجن فهي الثيمة الثلاثية التي اشتغلت عليها القصيدة (أنا والعراق والشجن). وماذا بعد «وترحل أمي»؟ «وترحل أمي» عنوان قصيدة الرثاء الأكثر ألمًا لي، غفر الله لها وأسكنها فسيج جناته هذا ما أقوله بعد أن رحلت أمي لازلت أحملها قصيدة تعطر وقتي، كما كتبت ذلك في القصيدة الثانية عنها في ذات الديوان وهي قصيدة «أغنيات في مهب الليل» وتَظَلُّ أُمِّي فِي بَقَايَا اللِّيلِ رَائحةٌ عَميقَة وأَظَلُّ أَرسُمُ وجهَها المَملوءَ نُورًا فِي المَسَافاتِ السَحِيقة ظَلِّي هُنَا وردًا يُعطِّرُ هَمسَ زَاويتِي لأَكتُبَكِ قَصِيدَة
علي بن الجهم عيون المها
فقال الزبير: إذا بلغت به السلطان فلعن الله الشافع والمشفع. الأثر موقوف ومعضل. * قال الدارقطني -رحمه الله- (ج3 ص205): نا الحسين بن إسماعيل نا عمر بن شبة نا أبوغزية (2) الأنصاري نا عبدالرحمن بن أبي الزناد عن هشام ابن عروة عن أبيه قال: شفع الزبير في سارق، فقيل: حتى يبلغه الإمام. فقال: « إذا بلغ الإمام فلعن الله الشافع والمشفع » كما قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. قال الهيثمي (ج6 ص259): رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط»، وفيه أبوغزية: ضعفه أبوحاتم وغيره ووثقه الحاكم. * وقال الدارقطني -رحمه الله-: ثنا عبدالله بن جعفر بن خشيش نا سلم بن جنادة نا وكيع نا هشام بن عروة عن عبدالله بن عروة عن الفرافصة الحنفي قال: مروا على الزبير بسارق فشفع له، فقالوا: يا أبا عبدالله تشفع للسارق؟ قال: نعم، لا بأس به ما لم يؤت به الإمام، فإذا أتي به الإمام فلا عفا الله عنه إن عفا عنه. الحديث أخرجه البيهقي (ج8 ص333) وفي سنده الفرافصة الحنفي: روى عنه القاسم بن محمد وعبدالله بن أبي بكر كما في «التاريخ الكبير» للبخاري و«الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا، ويضاف إليهما ما في هذا السند وهو عبدالله بن عروة، فيكون الفرافصة مجهول الحال يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات.
ديوان علي بن الجهم
استطاعت الشاعرة الدكتورة مها بنت محمد العتيبي أن تضع لها بصمة مميزة خلال فترة قصيرة، وبرزت قصائدها الفائضة بالجمال لتعطي تفاؤلها للآخرين كبارقة أمل.
30 أبريل 2022
00:38 صباحا
قراءة
دقيقتين
أليس للإلهام بيئة وهوية؟ أجل، له مكان وزمان، تاريخ وجغرافيا، خلفيات ثقافية متراكبة متراكمة، منظومات قيم عقدية وجمالية وأشياء أخرى. منذ بزغت شمس الشعر في آفاق القرائح، والإلهام هكذا يلوح في الواجهة فرداً، وهو في الكواليس حشد من القوى العاملة في مصنع الشعر. لهذا نرى أشعار الأمم والشعوب متباينة الأجواء والأنواء والأهواء، من القطبين إلى خط الاستواء. عن المسافات الجغرافية الشاسعة بين البلدان واللغات، لا تسأل، فتلك تنقلك من عوالم إلى عوالم. أين الجبال من البحار من الصحارى من الغابات؟ قصة علي بين الجهم (القلم يراها مصنوعة بتكلف احترافي فائق)، تحاول إقناعنا بأن الشاعر يشبه الروبوت الذي تغير برمجته ببرمجية مختلفة. هذا الشاعر مدح المتوكل بقوله: «أنت كالكلب في حفاظك للود وكالتيس في قراع الخطوبِ»، فأسكنه الخليفة إلى جوار دجلة، فعاش في بغداد ليالي الأنس في فيينا، وبعد ستة أشهر دعاه المتوكل، فكان مطلع المديح: «عيون المها بين الرصافة والجسرِ.. جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري»، فقال الخليفة: «أدخلناك القصر لترقّ فذبت». اختلافات بيئات الإلهام في مختلف البلدان تنجم عنها فوارق كبيرة شتى.
الحديث في سنده المثنى بن يزيد، قال الذهبي في «الميزان»: تفرد عنه عاصم بن محمد العمري. وقال الحافظ في «التقريب»: مجهول. وقال ابن أبي حاتم في «العلل» عن أبيه: الصحيح موقوف عن ابن عمر. اهـ (ج2 ص183). وقد روى الحديث البيهقي (ج8 ص332) من طريق سعيد بن بشير عن مطر الوراق، وسعيد ضعيف لكنه يصلح في الشواهد والمتابعات. * طريق أخرى: قال الإمام أحمد -رحمه الله- (ج2 ص82): حدثنا محمد ابن الحسن بن آتش أخبرني النعمان بن الزبير عن أيوب بن سلمان رجل من أهل صنعاء قال: كنا بمكة فجلسنا إلى عطاء الخراساني إلى جنب جدار المسجد فلم نسأله ولم يحدثنا، قال: ثم جلسنا إلى ابن عمر مثل مجلسكم هذا فلم نساله ولم يحدثنا قال: فقال: ما لكم لا تتكلمون، ولا تذكرون الله، قولوا: الله أكبر والحمد لله، وسبحان الله وبحمده بواحدة عشرا وبعشر مائة من زاد زاده الله ومن سكت غفر له، ألا أخبركم بخمس سمعتهن من رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ؟ قالوا: بلى. قال: « من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فهو مضاد الله في أمره، ومن أعان على خصومة بغير حق فهو مستظل في سخط الله حتى يترك، ومن قفا مؤمنا أو مؤمنة حبسه الله في ردغة الخبال عصارة أهل النار، ومن مات وعليه دين أخذ لصاحبه من حسناته لا دينار ثم ولا درهم، وركعتا الفجر حافظوا عليهما فإنهما من الفضائل ».