الصبر يمّر الإنسان بكثيرٍ من الأحداث والمواقِف في هذه الحياة المتقلِّبة ويحتاج إلى تعلّم الصبر عليها حتى يستطيع العيش بكل راحةِ بالٍ واطمئنان، فالإنسان غير الصابر يكون دائمَ الجزعِ والفزعِ من أحداثِ الدنيا المزعِجة، بينما الإنسان الصابر يتلقّى الأحداث بكّل رحابةِ صدرٍ دون جزعٍ أو رهبةٍ، فتعرف ما هو الصبر وكيف يمكن تعلّمه. الصبر لغةً هو الحبس والمنع، مثل حبس اللسان عن الشكوى أو حبس اليد عن الضرب، وينقسم إلى: الصبر على طاعة الله عز وجل في جميع ما أمر، حيث إنّ الهدف من هذا الصبر هو التقرّب إلى الله عز وجل وكسب رضاه. الصبر على المعصية فيستحي العبد أنْ يراه الله تعالى على المعصية فيصبر عليها ويبتعد عنها، ولو حدَثْ أن وقع بها فإنه يلجأ إلى الله تعالى ليغفر له ويسامحه ويتوب منها توبةً نصوحاً. الصبر على المصائب والمِحن والبلاء الذي يُنزِله الله عز وجل، فالمؤمن يعلم أنه لا يقع شيء في الكون إلّا بقَدَرٍ فيطمئن قلبه ويتوجه في دعائه إلى الله عز وجل. الصبر من أخلاق المسلم السامية والفاضلة التي تُسبب له الكثير من الراحة والاستقرار، ويمكن أن يكون هذا الصبر على شكل نفسي أو جسدي، فالصبر على الأذى الجسدي أو الأذى النفسي له الكثير من الأجر والثواب.
- أحاديث عن الصبر - موضوع
- فضيلة الصبر على أذى وظلم الآخرين
- “الصبر على الأذى فِيه” | iFearAllaah
أحاديث عن الصبر - موضوع
بقلم |
fathy |
الخميس 14 مارس 2019 - 01:15 م
الصبر على الأذى من الصفات العظيمة، وهي
من صفات الأنبياء، فجميعهم أوذوا في الله، وصبروا واحتسبوا، وكانت النهاية لهم دائمًا
هو النصر، وعد الله المحتوم لكل من صبر واحتسب، وعلى المسلم أن يثق في وعد الله
بأن نصره آتٍ لا محالة. والصبر على الأذى كان مطلبًا ربانيًا
لخير الخلق صلى الله عليه وسلم, إذ قال له: « يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ
* وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ * وَلَا تَمْنُنْ
تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ » (المدثر: 1 – 7)، يصبر في كل أفعاله وفي
كل أحواله، وهو على يقين بالثقة فيه سبحانه. بل أمره سبحانه بأن يصبر على أهله في
أمر الصلاة، قال تعالى: «وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا
نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى » (طه: 132). أيضًا كان الصبر دعوة لقمان لابنه، قال
تعالى: « يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ » (لقمان: 17).
فضيلة الصبر على أذى وظلم الآخرين
يقصد بالصبر ترويض النفس وتوجيهها لما تتطلبه أحكام وقواعد الدين وما يقتضيه العقل والمنطق. والصبر سمة رسل الله وأنبيائه وعباده المتقين، وعن طريقه يظهر الفرق بين ذوي العزائم والهمم وذوي الجبن والضعف والخور. وإذا كان الصبر على الظلم والأذى والمصائب أمر ملحّ في أي عصر فإن الحاجة إليه في عصرنا قد تكون أكثر إلحاحاً؛ فعصرنا كثرت فيه المصائب والظلم والأمراض الفتاكة والحوادث القاتلة، وقل معها صبر الناس؛ ربما بسبب ضعف الوازع الديني عند الكثير منهم، أو بسبب التهافت اللافت على حطام الدنيا؛ وذلك أن أي شخص منا معرَّض للظلم أو الأذى أو المرض أو أي من المصائب، فالموفق هو من يصبر ويحتسب بعد أن يكون قد بذل الأسباب لإزالة ما حصل له، وهو أمر نابع من قوة إيمانه ونظرته لهذه الدنيا بأنها معبر لحياة أفضل وأكمل وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الآية 64 من سورة العنكبوت. والأذى: هو ما يتأذى به الإنسان من قول أو عمل، سواء في عقيدته أو في أمر من أمور الدنيا. والصبر على الأذى في العقيدة هو سمة الرسل عليهم الصلاة والسلام وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا الآية 43 من سورة الأنعام.
“الصبر على الأذى فِيه” | Ifearallaah
فالصبر في القلوب، يطلع عليه المولى عز
وجل فيكتب لمن فعل ذلك، أي صبر واحتسب أجرًا عظيمًا، قال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَافَ
مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى»
(النازعات: 40، 41). والصبر على الطاعات من أكمل العبادات،
بل أنه في بعض الأحيان يتقدم على الصبر على المكاره، قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ»
(آل عمران: 200). ذلك أن كل مسلم لاشك مختبر في نفسه أو
ماله، ليميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى: « وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ » (البقرة: 155). وهو ما أكد عليه النبي الأكرم صلى الله
عليه وسلم في أكثر من حديث، حيث قال عليه الصلاة والسلام: « ما يصيب المسلم من نصب،
ولا وصب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من
خطاياه». وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيرًا يصب منه».
وقبل ميعاد السفر طلب مني زوجي أن أعطيه من مالي الذي تركه لي والدي ، وأن أبيع المنزل الذي تركته لي والدتي ، ورفضت بشدة فلم يدخر شيء يمكن أن يعينني به إلا وفعله ، سبني وضربني أمام الجميع ، لم أكن لأفعل شيء لولا ابنة عمي شقيقة زوجي. أرسلها لي لنجدتي هونت علي الكثير بالطبع في الخفاء ، وساعدتني على الهرب من المنزل حين ضربني زوجي وتسبب في كسر ذراعي ، وذهبت إلى قسم الشرطة وقدمت بلاغ فيه ، وذهبت إلى منزل والدي القديم ، في اليوم التالي حاول زوجي أن يتعدى علي من جديد ، فتصدى له الجيران وكان أحدهم محامي عرض علي أن يقدم فيه بلاغ أخر ، وافقت وطلبت منه أن يرفع دعوى بالطلاق. وبعد ثلاثة جلسات فقط أمر القاضي بالطلاق ، أعدت ترتيب منزل والدي وأقمت فيه ، وتمكنت من الحصول على وظيفة بأحد الشركات الكبرى ، تعرفت على مدير القسم الذي أعمل به وتزوجنا بعد عام واحد من طلاقي ، الآن عوضني الله عن كل الألم والمعاناة التي عرفتها في حياتي ، الآن عرفت قيمة الصبر والدعاء ، الآن صرت أنا الأقوى. تصفّح المقالات
وأما الأذى فيما يتعلق بأمور الدنيا ومعاملة الناس؛ فأنت بالخيار إن شئت فاصبر، وإن شئت فخذ بحقك، والصبر أفضل، إلا إذا كان في الصبر عدوان واستمرار في العدوان، فالأخذ بحقك أولى. ولنفرض أن لك جاراً يؤذيك؛ بأصوات مزعجة، أو دق الجدار، أو إيقاف السيارة أمام بيتك، أو ما أشبه ذلك، فالحق إذاً لك، وهو لو يؤذك في ذات الله، فإن شئت فاصبر وتحمل وانتظر الفرج، والله سبحانه وتعالى يجعل لك نصيراً عليه، وإن شئت فخذ بحقك؛ لقول الله تعالى: (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (الشورى:41) ، ولكن الصبر أفضل ما لم يحصل بذلك زيادة عدوان من المعتدي ، فحينئذٍ الأفضل أن يأخذ بحقه ليردعه عن ظلمه. ثم ذكر المؤلف رحمه الله آيتين سبق الكلام عليهما؛ قوله تعالى: ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:134). ، وقوله (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43). ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رجلٍ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلىَّ، وأحلم عليهم ويجهلون عليَّ، يعني: فماذا أصنع؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال لك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك)) يعني ناصر، فينصرك الله عليهم ولو في المستقبل.