ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال: اجعلوها في سجودكم. قال في حاشية الروض: فروى الخمسة وصححه الترمذي من حديث حذيفة، أنه كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ، فدل على مشروعية التسبيح في الركوع، وهو مفسر لحديث عقبة، وأجمعوا على سنيته وذهب أحمد وجمهور أهل الحديث إلى وجوبه للأمر به، وقال النووي وغيره: تسبيح الركوع والسجود وسؤال المغفرة والتكبيرات غير تكبيرة الإحرام كله سنة، ليس بواجب، فلو تركه لم يأثم وصلاته صحيحة، سواء تركه عمدا أو سهوا، لكن يكره تركه عمدا، وهذا مذهب مالك والشافعي وأبي حنيفة، ورواية عن أحمد، وقال أبو حامد: هو قول العلماء عامة، لحديث المسيء، والأحاديث الواردة في الأذكار محمولة على الاستحباب جمعا بين الأخبار. انتهى، وتفريعا على القول بالوجوب الذي هو المعتمد عند الحنابلة فإن الواجب مرة وأدنى الكمال ثلاث، وأكمله في حق الإمام عشر، قال في الروض: والواجب مرة وأدنى الكمال ثلاث وأعلاه للإمام عشر، قال أحمد: جاء عن الحسن، التسبيح التام سبع، والوسط خمس، وأدناه ثلاث. انتهى، وحكم واجبات الصلاة عند الحنابلة معلوم، وهو أن من تعمد ترك شيء منها بطلت صلاته، ومن تركه نسيانا فإنه يجبره بسجود السهو، ومن أبدل ذكر الركوع بذكر السجود فإنه يسجد للسهو كذلك لتركه الواجب.
سبحان الله وبحمده سبحان ربي العظيم
تاريخ النشر: الأربعاء 24 جمادى الأولى 1424 هـ - 23-7-2003 م
التقييم:
رقم الفتوى: 35317
66577
0
414
السؤال
أيهما أصح قول: سبحان ربي العظيم وبحمده أم سبحان ربي العظيم فقط في الركوع؟ وكذلك في السجود هل الأصح سبحان ربي الأعلى وبحمده أم سبحان ربي الأعلى فقط؟
وجزاكم الله عنا كل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأما قول: سبحان ربي العظيم في الركوع، و سبحان ربي الأعلى في السجود فمتفق على صحته بين الفقهاء، وأما زيادة (وبحمده) فيهما، فمن الفقهاء من أجازها، ومنهم من منع من قولها، بناءً على ثبوتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أو عدمه. والصحيح أنها زيادة ثابتة، كان يقولها صلى الله عليه وسلم كثيرًا، ولكن الذي عليه أكثر الروايات وأصحها الاقتصار على (سبحان ربي العظيم) و (سبحان ربي الأعلى). أما هذه الزيادة فأخرجها أبو داود في سننه وعقَّب عليها بقوله: وهذه الزيادة نخاف ألا تكون محفوظة. ولم يقطع بشذوذها. هذا وقد صححها غير واحد من أهل الحديث، وبذلك حكم الألباني في صحيح أبي داود، وأوردها صيغة صحيحة في صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم (ص133)، وعزاها هناك لأبي داود والدارقطني وأحمد والطبراني والبيهقي.
سبحان ربي العظيم و بحمده
مع أن الروايات التي عند الدارقطني والطبراني ضعيفة كما بينه صاحب "عون المعبود". وقال بعد إيراده لعدد من طرقها: وفي هذا جميعه رد لإنكار ابن الصلاح وغيره لهذه الزيادة، وقد سئل أحمد بن حنبل فيما حكاه ابن المنذر فقال: أما أنا فلا أقول وبحمده. قلت: وأصل هذه في الصحيح عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك. اهـ
هذا وقد صحح الموفق ابن قدامة وغيره قولها، حيث قال في المغني: وإن قال (سبحان ربي العظيم وبحمده) فلا بأس، فإن أحمد بن نصر روى عن أحمد أنه سئل عن تسبيح الركوع والسجود (سبحان ربي العظيم) أعجب إليك أو (سبحان ربي العظيم وبحمده)؟ فقال: قد جاء هذا وجاء هذا، وما أدفع منه شيئًا. وقال أيضًا: إن قال (وبحمده) في الركوع والسجود أرجو ألا يكون به بأس. وذلك لأن حذيفة روى في بعض طرق حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه: (سبحان ربي العظيم وبحمده)، وفي سجوده (سبحان ربي الأعلى وبحمده)، وهذه زيادة يتعين الأخذ بها. وروي عن أحمد أنه قال: أما أنا فلا أقول وبحمده. وحكى ذلك ابن المنذر عن الشافعي وأصحاب الرأي. ووجه ذلك أن الرواية بدون هذه الزيادة أشهر وأكثر، وهذه الرواية قال أبو داود: "نخاف ألا تكون محفوظة".
سبحان ربي العظيم وبحمده
ما يقال في الركوع غير سبحان ربي العظيم ما يقال في الركوع، من المعروف في الصلاة أن ما يقال عند الركوع "سبحان ربي العظيم" سبحان ربي العظيم " سبحان ربي العظيم" وهي واجبة ومن الادعية الوارد قولها في السجود • سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. • سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة. • سبوح قدوس رب الملائكة والروح. • اللهم لك ركعت وبك أمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. • سجد لك سوادي وخيالي وأمن بك فؤادي أبوء بنعمتي عليك هذه يدي وما جنيت على نفسي • اللهم لك سجدت وبك أمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين. اقصى واقل الكمال عند جمهور اهل العلم في قول سبحان ربي العظيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فمذهب جمهور أهل العلم أن تسبيح الركوع والسجود سنة غير واجب، فمن تركه عمدا أو سهوا، وكذا لو أبدل ذكر الركوع بذكر السجود فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، والمشهور من مذهب أحمد وجوب تسبيح الركوع والسجود؛ لحديث عقبة بن عامر: لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال صلى الله عليه وسلم: اجعلوها في ركوعكم. ولما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال: اجعلوها في سجودكم.
أما في التشهد الأخير يذكر المسلمين الأنبياء ويرسل اليهم السلام حيث روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم" اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ". من نسي قول سبحان ربي العظيم في سجود
نستعرض في تلك الفقرة من نسى قول سبحان ربي الأعلى في سجود وراء أهل العلم في تلك الجزئية، كل هذا فيما يلي:
هناك حالات للحكم في قول سبحان ربي العظيم في السجود، وذلك بناء علي تفسيرات الفقهاء. الحالة الأولى ، إذ نسي المصلي سواء كان إمام أو منفرد قول سبحان ربي العظيم قبل الانتهاء من الركوع، وجب عليه الذكر وإن يسجد ويقول التسبيح. الحالة الثانية ، إذ انتهي المسلم من السجود وتذكر عن الرفع، وجب عليه أن يسجد سجدتين للسهو لأنه بذلك نسي فرض وواجب. معنى سبحان ربي العظيم
نستعرض في تلك الفقرة معني سبحان ربي العظيم، وذلك فيما يلي:
عرف الفقهاء وأهل العلم إن معني سبحان ربي العظيم، هو ارتفاع عن كل عيب، حيث فيها تنزيه وتعظيم لله. ويقولها المسلم عند صلاته أثناء وضعية الركوع، وقال العلماء إن أدني عدد يتم ترددها هو ثلاث مرات.
مواضيع مماثلة