والثاني: المال. والثالث: الرزق. قوله تعالى: {وما مسنيَ السوء} فيه أربعة اقوال. أحدها: أنه الفقر، قاله ابن عباس. والثاني: أنه كل ما يسوء، قاله ابن زيد. والثالث: الجنون، قاله الحسن. والرابع: التكذيب، قاله الزجاج. فعلى قول الحسن، يكون هذا الكلام مبتدأ، والمعنى: وما بي من جنون إنما أنا نذير، وعلى باقي الأقوال يكون متعلقًا بما قبله. اهـ.. قال القرطبي: قوله تعالى: {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا} أي لا أملك أن أجلب إلى نفسي خيرًا ولا أدفع عنها شرًا؛ فكيف أملك عِلم الساعة. وقيل: لا أملك لنفسي الهدى والضلال. {إِلاَّ مَا شَاءَ الله} في موضع نصب بالاستثناء. والمعنى: إلا ما شاء الله أن يملكني ويمكنني منه. وأنشد سيبويه: مهما شاء بالناس يفعل {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغيب لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخير} المعنى لو كنت أعلم ما يريد الله عز وجل مني من قبل أن يعرِّفنِيه لفعلته. لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وقيل: لو كنت أعلم متى يكون لي النصر في الحرب لقاتلت فلم أغلب. وقال ابن عباس: لو كنت أعلم سنة الجدب لهيأت لها في زمن الخصب ما يكفِيني. وقيل: المعنى لو كنت أعلم التجارة التي تنفق لاشتريتها وقت كسادها. وقيل: المعنى لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح؛ عن الحسن وابن جُريج.
لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضَرًا}. سبب نزولها: أن أهل مكة قالوا: يا محمد، ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو، فتشتري فتربح، وبالأرض التي تريد أن تُجدب، فترتحل عنها إلى ما قد أخصب؟ فنزلت هذه الآية، روي عن ابن عباس. وفي المراد بالنفع والضر قولان: أحدهما: أنه عامّ في جميع ما ينفع ويضر، قاله الجمهور. والثاني: أن النفع: الهدى، والضَّر: الضلالة، قاله ابن جريج. قوله تعالى: {إلا ما شاء الله} أي: إلا ما أراد أن أملكه بتمليكه إياي؛ ومن هو على هذه الصفة فكيف يعلم علم الساعة؟. قوله تعالى: {ولو كنت أعلم الغيب} فيه أربعة أقوال: أحدها: لو كنت أعلم بجدب الأرض وقحط المطر قبل كون ذلك لهيَّأت لسنة الجدب ما يكفيها، قاله أبو صالح عن ابن عباس. والثاني: لو كنت أعلم ما أربح فيه إذا اشتريته لاستكثرت من الخير، قاله الضحاك عن ابن عباس. آية (ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير) بين نفي العلم المستقل ونفي العلم بالغيب مطلقاً |. والثالث: لو كنت أعلم متى أموت لاستكثرت من العمل الصالح، قاله مجاهد. والرابع: لو كنت أعلم ما أسأل عنه من الغيب لأَجبت عنه. {وما مسني السوء} أي: لم يلحقني تكذيب، قاله الزجاج. فأما الغيب: فهو كل ما غاب عنك. ويخرج في المراد بالخير هاهنا ثلاثة أقوال: أحدها: أنه العمل الصالح.
و لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
انتهى كلامه رحمه الله. أقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم.
قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير
وفي رواية: { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} قال: كل شيء إلا الحياة والموت، والشقاء والسعادة فإنهما قد فرغ منهما. وقال مجاهد: { يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ} إلا الحياة والموت، والشقاء والسعادة، فإنهما لا يتغيران. قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير. وقال الأعمش، عن أبي وائل شَقِيق بن سلمة: إنه كان يكثر أن يدعو بهذا الدعاء: اللهم، إن كنت كتبتنا أشقياء فامحه، واكتبنا سعداء، وإن كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، رواه ابن جرير. وقال ابن كثير:ومعنى هذه الأقوال: أن الأقدار ينسخ الله ما يشاء منها، ويثبت منها ما يشاء. التنقل بين المواضيع
50
عضو مميز تاريخ التسجيل: Oct 2012
املك في عنايه سعر 53. 50