سهل - جميع الحقوق محفوظة © 2022
- مؤسسة التحاضير الحديثة - تحاضير جاهزة 1443 للمعلمات والمعلمين - جاهزة للطباعة
- المصادر الشرعية للعقيدة الإسلامية
مؤسسة التحاضير الحديثة - تحاضير جاهزة 1443 للمعلمات والمعلمين - جاهزة للطباعة
والأعرابي استدل على وجود الله سبحانه وتعالى بدلائل الفطرة لأن الفطرة تدل على أنه هذا الكون لا بد له من خالق فقال: "البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، فأرض ذات فجاج وسماء ذات أبراج وبحار ذات أمواج، ألا يدل ذلك على الحكيم الخبير".
المصادر الشرعية للعقيدة الإسلامية
فالأمر بطاعة الله أمر باتباع القرآن، والأمر بطاعة الرسول أمر باتباع السنة، والأمر بطاعة أولي الأمر أمر باتباع إجماع علماء الأمة. المصدر الأول: القرآن الكريم، وهو لغة المقروء وشرعا هو كلام الله المعصوم المعجِز المبدوء بالفاتحة والمنتهي بالناس، المنزل على قلب النبي - صلى الله عليه وسلم- بواسطة جبريل عليه السلام في ثلاث وعشرين سنة مفرقا على حسب الحوادث. فهو الأصل الأول لاستمداد العقائد، قال سبحانه وتعالى: ﴿ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16]، وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ ﴾ [النساء: 136]، أي اعتقدوا جميع ما جاء في القرآن. المصادر الشرعية للعقيدة الإسلامية. وقال -صلى الله عليه وسلم-: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي". المصدر الثاني: السنة النبوية الثابتة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، السنة لغة هي الطريقة المعتادة، نقول السنن الكونية أي الطرق والقوانين المعتادة، وشرعا هي ما أضيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأقوال والأفعال والتقريرات والصفات الخِلقية والخُلقية.
الثالث: إن أعرف الناس بمعاني كلام النبي -صلى الله عليه وسلم- وأحراهم بالوقوف على كلمته وإدراك أسراره الذين لازموه وعاينوا التنزيل وعرفوا التأويل وهم أصحابه. مصادر تلقي العقيدة الاسلامية. الرابع/ -وهذا كله من كلام الغزالي- أن الصحابة طَوَال عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان من الدين لأقبلوا عليه ليلًا ونهارًا ودعوا أولادهم وأهليهم إليه. ثم يقول الغزالي: "فنعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه"
ثالثًا/ الإجماع
المصدر الثالث بعد الكتاب والسنة على ضوء فهم السلف الصالح: الإجماع، أي: ما أجمع عليه المسلمون وما أجمع عليه السلف الصالح خاصة، وهو نوع من إرجاع التشريع لعلماء الأمة ومجتهديها، وليس في يد الحاكم أو أهل الثقة، وهذا بالطبع لا يكون إلا في حالة تحرر عقول هؤلاء العلماء والمجتهدين وخروجهم من ربقة الحكام المستبدين، فلطالما كان الفقه الإسلامي متحررا من دائرة الحكام قبل سقوط الخلافة الإسلامية. وقد أجمع المسلمون على مسائل كثيرة وهي مسائل واضحة ومحددة وقد ذكرها العلماء –رحمهم الله تعالى – فما أجمع عليه العلماء فلا يجوز لأحد خلافه مهما كان؛ لأن إجماع هؤلاء العلماء إنما هو إجماع مبني على الكتاب والسنة، أي إجماع مبني على دليل فلا يجوز لأحد أن يخالفه بعد حدوث ذلك الإجماع وهذا شامل لأصول الدين وفروعه.