وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ) إلا ما حمل نوح في السفينة. وقوله ( فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا) يقول تعالى ذكره: فإذا جاء أجل عقابهم فإن الله كان بعباده بصيرًا من الذي يستحق أن يعاقب منهم، ومن الذي يستوجب الكرامة ومن الذي كان منهم في الدنيا له مطيعًا، ومن كان فيها به مشركًا، لا يخفى عليه أحد منهم، ولا يعزب عنه علم شيء من أمرهم. آخر تفسير سورة فاطر
ما الفرق بين الموت والوفاة - موضوع
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (34) يقول تعالى: ( ولكل أمة) أي: قرن وجيل ( أجل فإذا جاء أجلهم) أي: ميقاتهم المقدر لهم ( لا يستأخرون ساعة) عن ذلك ( ولا يستقدمون).
ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون For Every Nation - Youtube
فإذا جاء أجلهم.. - YouTube
[٣]
الفرق بين المتوفى والميت
هذه حقيقة مهمة تناولها العلماء وأخذوها بعين الاعتبار، هل من تُوفي فمات هو نفسه من مات وتُوفي؟ أم أنّهما يختلفان، هذا وقد وجد العلماء أنّ من تُوفي فهو ميت، غير أنّه ليس كل ميّت متوفى، وإن كان بموته ينقطع عمله، وتطوى صحيفته لكن هنالك بعض الحالات التي لا تتوفى، ويظل القلم يجري لها إلى يوم القيامة. [٦] هذا الأمر بينته أحاديث النبي المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ويعلم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، وهُنا يتبين لنا جلياً أنّ هنالك الذين استمرت أجورهم تكتب في موازين أعمالهم حتى وإن قُبضوا وفارقوا الحياة الدنيا، فالصدقة الجارية يجري القلم بها طالما هي باقية ينتفع منها أصحابها. [٧] كما أنّ العلم الذي يُنتفع به يستمر أجره ما دامت الناس تستفيد منه، كذلك الولد الصالح هو ذخر لوالديه من بعدهما، دعاؤه جزء من بره لهما الذي يصلهما في قبورهما، وليس هذا فحسب فهنالك أيضاً المرابط في سبيل الله الذي يُنمّى له عمله إلى يوم القيامة كما في الحديث: "كلُّ ميِّتٍ يُختمُ على عملِه إلَّا المرابطَ في سبيلِ اللهِ فإنَّه يُنمَّى له عملُه إلى يومِ القيامةِ، ويؤمنُ من فتنةِ القبرِ".