[٤] فبذلك رضي الجميع بموت الرّسول صلى الله عليه وسلم وثبتوا على إيمانهم، وتمت مبايعة أبي بكر في المسجد وألقى بهم خطبة يعلن فيها أنه على خُطى الرسول الكريم قائلاً: (أما بعد، أيها الناس، فإني قد وُلِّيتُ عليكم ولست بخيركم، فإنْ أحسنتُ فأعينوني، وإنْ أسأتُ فقوِّموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقَّه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحقَّ منه إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا خذلهم الله بالذل، ولا تشيع الفاحشة في قوم إلا عمَّهم الله بالبلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله). عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى العدوي القرشي، أبو حفص وخاله أبو جهل عمرو بن هشام، لُقّب بالفاروق لأنّه كان يُفرق بين الحقّ والباطل، وأول من لُقّب بأمير المؤمنين، هو ثاني الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين في الجنة، أسلم في السنة الخامسة من الهجرة بعد أن سمع شقيقته تتلو سورة طه فرقّ قلبه وأعلن إسلامه فوراً، كان سيّد وبطل وسفير قومه في الجاهليّة، قام أبو بكرٍ الصديق باستخلافه رضي الله عنه قبل وفاته، وأخذ الموافقة والبيعة على ذلك من الناس جميعاً، فكان الفاروق رضي الله عنه خير خلف لخير سلف.
مقدمة عن الخلفاء الراشدين للإذاعة - سطور
ذات صلة بحث حول الخلفاء الراشدين صفات عباد الرحمن في الخلفاء الراشدين
الخلفاء الراشدون
الخلفاء الراشدون هم الخلفاء الأربعة: أبو بكر، وعمر، وعلي، وعثمان رضي الله عنهم، وتميّز عصرهم بالعديد من المميزات عن العصور الأخرى، فكان عصرهم إضافةً إلى عصر النبوة من المعالم البارزة والعصور التاريخية النموذجية المثلى، ولذلك فعلى الداعية العمل على رفع مستوى الأمة الإسلامية إلى المستوى الذي كان زمن الخلفاء الراشدين، وأطلق عليهم خلفاء لأنّهم خلفوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في قيادة الأمة الإسلامية، فكانت بداية خلافتهم من وفاة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، واستمرت إلى مقتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه. [١]
الخليفة الأول
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، سمّاه النبي عبد الله إذ كان اسمه عبد الكعبة، وأطلق عليه عتيق لحسن خلقة وجهه وعتقه من النار، كما لقّب بالصديق لمبادرته لتصديق النبي عليه الصلاة والسلام. [٢]
الخليفة الثاني
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى، اتّصف بطول القامة وضخامة الجسم، أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية، وكان عمره عن البعثة النبوية ثلاثون سنة، وبإسلامه اعتزّ الإسلام، وكان معروفاً بالقوة والهيبة، والزهد والتقشّف، والعدل والرحمة، والعلم والفقه، والحكمة في الأقوال والأفعال.
أبو بكرٍ الصديق
هو عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن كعب التيمي القرشي، ولقبه أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه، وهو أوّل الخلفاء الرّاشدين، وهو من العشرة المُبشرين في الجنة، وهو خير من طلعت عليه الشمس بعد النبيين، لُقّب بالصدّيق لأنّه كان يُصدّق الرسول عليه السلام بكل ما يأتي وخاصة ليلة الإسراء والمعراج، وكان أيضاً يُلّقب بالعتيق لأنّ الرسول عليه السلام أخبره أنّه من عتقاء النار، كان أبيض اللون، نحيفاً، غنيّاً من سادات قريش، لم يشرب الخمر حتى في الجاهلية. وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبّ أبو بكر رضي الله عنه الرسول حباً جمّاً، حُبّاً يفوق حبّه للولد والمال والدنيا كلها، وتحمّل معه الأذى طوال مراحل الدعوة الإسلامية، وهو أول من آمن بالرّسول صلى الله عليه وسلم من الرجال ورفيقه في هجرته وتم ذكره في القرآن حينها، بقوله تعالى: (إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)،وهو أحبّ الناس إلى قلب الرسول صلى الله عليه وسلم بعد زوجته عائشة رضي الله عنها التي هي ابنة أبي بكرٍ الصديق أيضاً.