كما قال تبارك وتعالى "لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ". ثانياً: كلمة اليتيم في سورة النساء
بالنسبة لسورة النساء فقال عز وجل عن اليتيم بها "وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا"، وتُحذر تلك الآية من الاستيلاء على أموال اليتامى دون وجه حق. كذلك قوله "وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ"، يؤكد الله في هذه الآية على أن المرأة اليتيمة مثلها مثل أي امرأة أخرى، فلا ينقص الرجل من حقها لمجرد كونها يتيمة، ولا يوجد من يدافع عنها.
- من هو اليتيم الذي أوصانا الله به؟
من هو اليتيم الذي أوصانا الله به؟
فاشتد ذلك عليهم ، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل: ( ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم) [ البقرة: 220] ، قال: فخلطوا طعامهم بطعامهم ، وشرابهم بشرابهم. رواه أبو داود. وقوله: ( حتى يبلغ أشده) قال الشعبي ، ومالك ، وغير واحد من السلف: يعني: حتى يحتلم. من هو اليتيم الذي أوصانا الله به؟. وقال السدي: حتى يبلغ ثلاثين سنة ، وقيل: أربعون سنة ، وقيل: ستون سنة. قال: وهذا كله بعيد هاهنا ، والله أعلم. وقوله: ( وأوفوا الكيل والميزان بالقسط) يأمر تعالى بإقامة العدل في الأخذ والإعطاء ، كما توعد على تركه في قوله تعالى: ( ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين) [ المطففين: 1 - 6]. وقد أهلك الله أمة من الأمم كانوا يبخسون المكيال والميزان. وفي كتاب الجامع لأبي عيسى الترمذي ، من حديث الحسين بن قيس أبي علي الرحبي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الكيل والميزان: " إنكم وليتم أمرا هلكت فيه الأمم السالفة قبلكم. ثم قال: لا نعرفه مرفوعا إلا من حديث الحسين ، وهو ضعيف في الحديث ، وقد روي بإسناد صحيح عن ابن عباس موقوفا.
وفي الآية الثانية نهى المولى سبحانه عن ظلم وقهر اليتامى، وذلك لما له من أثر نفسي سيء عليهم، ولتجنب عقاب الله تعالى عن هذا في الآخرة. الثاني عشر: كلمة اليتيم في سورة الماعون
قال تعالى في سورة الماعون عن اليتيم "فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ". وفي هذه الآية نهى الله عز وجل عن قهر اليتيم، وأراد المولى أن يوصي من يكفل يتيماً بضرورة الالتزام بمعاملة اليتيم بالحُسنى وعدم استغلال ضعفهم، وقلة حيلتهم، لأن الله سيُدافع عنهم يوم القيامة وينصرهم على من ظلمهم.