سبب نزول سورة الفتح
وسبب نزول سورة الفتح: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذهب هو ومن معه من المؤمنين قاصدين البيت الحرام؛ ليقوموا بأداء مناسك العمرة، ولكن المشركين لم يُوافقوا على دخولهم إلى البيت الحرام، فأنزل الله عز وجل سورة الفتح طمأنةً للنبي ومن معه من المؤمنين بان سيدخلون العام القادم مكة فاتحين لها، وأمر الله جل شأنه النبي ومن معه من المؤمنين أن يرجعوا في ذلك العام، وألا يتقاتلوا مع المشركين. وجاء العام الثامن من الهجرة وأذن الله عز وجل لرسوله وللمؤمنين بالجهاد، وقد انتصر المسلمون على المشركين، ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للمشركين الذين طردوه من أحب البلاد إليه ( مكة)، ماذا تظنون أني فاعلٌ بكم، قال المشركون: أخ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ؛ فقال النبي المصطفى: اذهبوا فأنتم الطلقاء، وهذا يدل على أخلاق النبي المصطفى، وأن أخلاقه كانت هي القرآن كما قالت السيدة عائشة- رضي الله عنها-. فوائد سورة الفتح
لقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- تبليغ كل آيةٍ أنزلها الله عز وجل عليه إلى أصحابه، وأمرهم بالحرص على مداومة حفظ القرآن الكريم، والعمل بما فيه؛ فلقد كان الصحابة رضوان الله عليهم إذا حفظوا آيةً؛ طبقوها على حياتهم قبل حفظ الآية الأخرى، وجاءت سورة الفتح تحمل في طيها معانٍ كثيرةٍ، ولعل من أبرزها:
1- نزلت هذه السورة لطمأنينة النبي_ صلى الله عليه وسلم-وصحابته رضوان الله عليهم بأن الله سينصرهم على المشركين؛ فمن أراد أن يشعر بطمأنينة القلب وراحة البال؛ فعليه بقراءة سورة الفتح.
- الشيخ ابو مهند: فوائد سورة الفتح
- خواص سورة الفتح - حياتكَ
الشيخ ابو مهند: فوائد سورة الفتح
رواها النسائي. عن ابن عباس أنه قال لرجل: اقرأ تبارك الذي بيده الملك فإنها المنجية والمجادلة يوم القيامة عند ربها لقاريها، وتطلب له أن ينجيه من عذاب الله وينجو بها صاحبها من عذاب القبر. عن عمرو بن مرة قال: كان يقال: إن من القرآن سورة تجادل عن صاحبها في القبر تكون ثلاثين آية فنظروا فوجدوها تبارك، قال السيوطي: فعرف من مجموعها أنها تجادل عنه في القبر وفي القيامة لتدفع عنه العذاب وتدخله الجنة. في صحيح مسلم وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. خواص سورة الفتح - حياتكَ. قال صلى الله عليه وسلم: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما. اقرؤوا البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة السحرة. رواه مسلم. في صحيح ابن حبان والحاكم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لكل شيء سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة، من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليالٍ. صححه الحاكم. عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان.
خواص سورة الفتح - حياتكَ
4- تعديد صفات صحابة رضوان الله عليهم، وأنهم يغيرون على دينهم، وأشداء على الكفار، ولكن فيما بينهم رحماء؛ يجمعهم سماحة الإسلام، فكان الصحابة رضوان الله عليهم مثالًا يُحتذى به في التضحية لأجل الدين الإسلامي، ولأجل النبي -صلى الله عليه وسلم-. 5- تحدثت السورة أيضًا على طبيعة الإنسان التي تحكمها التغييرات والتقلبان، فالنبي أُرسِل في قومٍ يعبدون الأصنام، ويعتقدون أنها تضرهم وتنفعهم؛ ولكن بعد رسالة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته لهم؛ خرجوا من الكفر الذي كانوا فيه إلى نور الإسلام الذي يُنجيهم من عذاب الله عز وجل، وكذلك من أسلم منهم هل قدم التضحية لأجل الإسلام، أم خاف من القتل؟
6- بينت السورة أصحاب الأعذار الذي يُباح لهم التخلف عن القتال، ومن تخلَّف لغير تلك الأعذار؛ يُعد من المنافقين الذي يُظهرون الإسلام، ويُبطنون الكفر. 7- أن الله عز وجل قد صدق رسول المختار؛ فقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه أن الله عز وجل قد وفقه للدخول إلى البيت الحرام هو ومن معه من المؤمنين محلقين ومقصرين رؤوسهم، وبالفعل قد أراد الله عز وجل ذلك للنبي ومن معه من المؤمنين.
[3]
ب - ومما ورد في فضل بعض آياتها، ما يلي:
1 – ما جاء عند مسلم عن قتادة، أن أنس بن مالك، حدثهم، قال: لما نزلت: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ﴾ إلى قوله ﴿ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ مرجعه من الحديبية، وهم يخالطهم الحزن والكآبة، وقد نحر الهدي بالحديبية، فقال: «لقد أنزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا جميعاً» [4]
2 - عن أنس بن مالك رضي الله عنه، ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا ﴾ [الفتح: 1].