﴿ وإذا حُييتم... ﴾
أمس رأيتُ مشْهدًا قارب أن يكونَ مألوفًا في حياتنا اليومية:
شابان يجلسان على طاولة في مطعم، ويمرُّ بجانبهما ثالث، فيسلِّم عليهما، فيسأل أحدُهما الآخر عن هذا الشخص: هل تعرفه؟ وكان الجواب: لا، فينتهي المشهد بنظْرة اسْتِغْراب مع ابتسامة ساخرة تظهر على شفاههما. وأغلب ظني أنَّ صاحبَينا هذين لم يسمعا حديثَ نبيِّ السلام - عليه الصلاة والسلام -: ((أطْعموا الطعام، واقْرَؤوا السلام، وصلُّوا بالليل والناس نِيام، تدْخلوا جنة ربِّكم بسلام)). الباحث القرآني. وأقول هنا:
لا أدري!
تفسير سورة النساء الآية 86 تفسير السعدي - القران للجميع
وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) وقوله: ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) أي: إذا سلم عليكم المسلم ، فردوا عليه أفضل مما سلم ، أو ردوا عليه بمثل ما سلم [ به] فالزيادة مندوبة ، والمماثلة مفروضة. قال ابن جرير: حدثني موسى بن سهل الرملي ، حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي ، حدثنا هشام بن لاحق ، عن عاصم الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن سلمان الفارسي قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال: " وعليك السلام ورحمة الله ". واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها - ووردز. ثم أتى آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ". ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال له: " وعليك " فقال له الرجل: يا نبي الله ، بأبي أنت وأمي ، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت علي. فقال: " إنك لم تدع لنا شيئا ، قال الله تعالى: ( وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) فرددناها عليك ". وهكذا رواه ابن أبي حاتم معلقا فقال: ذكر عن أحمد بن الحسن الترمذي ، حدثنا عبد الله بن السري - أبو محمد الأنطاكي - قال أبو الحسن: وكان رجلا صالحا - حدثنا هشام بن لاحق ، فذكر بإسناده مثله.
فصل: إعراب الآية رقم (85):|نداء الإيمان
والصواب= إذْ لم يكن في الآية دلالة على صحة ذلك، ولا صحة أثر لازم عن الرسول ﷺ [[في المطبوعة: "ولا بصحته أثر لازم"، وفي المخطوطة: "ولا بصحة أثر لازم"، وكلتاهما غير مستقيمة، فرجحت أن يكون ما أثبت أقرب إلى حق السياق. ]] = أن يكون الخيار في ذلك إلى المسلَّم عليه: بين رد الأحسن، أو المثل، إلا في الموضع الذي خصَّ شيئًا من ذلك سنة من رسول الله ﷺ، فيكون مسلَّمًا لها. وقد خَصّت السنة أهل الكفر بالنهي عن رد الأحسن من تحيتهم عليهم أو مثلها، إلا بأن يقال:"وعليكم"، فلا ينبغي لأحد أن يتعدَّى ما حدَّ في ذلك رسول الله ﷺ. فأما أهل الإسلام، فإن لمن سلَّم عليه منهم في الردّ من الخيار، ما جعل الله له من ذلك. وقد روي عن رسول الله ﷺ في تأويل ذلك بنحو الذي قلنا، خَبَرٌ. وذلك ما:-
١٠٠٤٤ - حدثني موسى بن سهل الرملي قال، حدثنا عبد الله بن السري الأنطاكي قال، حدثنا هشام بن لاحق، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال: وعليك ورحمة الله. ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله. فصل: إعراب الآية رقم (85):|نداء الإيمان. فقال له رسول الله: وعليك ورحمة الله وبركاته. ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته.
الباحث القرآني
موقع مـداد علمي شرعي ثقافي غير متابع للأخبار و المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما
تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر
المصدر.
واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها - ووردز
وقد خصت السنة أهل الكفر بالنهي عن ردّ الأحسن من تحيتهم عليهم أو مثلها، إلا بأن يقال: «وعليكم»، فلا ينبغي لأحد أن يتعدّى ما حدّ في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأما أهل الإسلام، فإن لمن سلم عليه منهم في الردّ من الخيار ما جعل الله له من ذلك. اذا حييتم بتحيه فحيوا. وقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تأويل ذلك بنحو الذي قلنا خبر؛ وذلك ما: حدثني موسى بن سهل الرملي، قال: ثنا عبد الله بن السريّ الأنطاكي، قال: ثنا هشام بن لاحق، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهديّ، عن سلمان الفارسي، قال: جاء رجل إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول الله فقال: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّه ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله فقال له رسول الله: وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُه! ثم جاء آخر فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته! فقال له: وَعَلَيْك! فقال له الرجل: يا نبيّ الله بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلما عليك فرددت عليهما أكثر مما رددت عليّ؟ فقال: أنَّكَ لَمْ تَدَعْ لَنا شَيْئاً، قال الله {وَإِذَا حُيّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} فرددناها عَلَيْكَ فإن قال قائل: أفواجب ردّ التحية على ما أمر الله به في كتابه؟ قيل: نعم، وبه كان يقول جماعة من المتقدمين.
اذا حييتم بتحية - ووردز
فقال له: وعليك. فقال له الرجل: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، أتاك فلان وفلان فسلَّما عليك، فرددتَ عليهما أكثر مما رددت عليّ! فقال: إنك لم تدع لنا شيئًا، قال الله: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " ، فرددناها عليك. (67) * * * فإن قال قائل: أفواجب رد التحية على ما أمر الله به في كتابه؟ قيل: نعم، وبه كان يقول جماعة من المتقدمين. *ذكر من قال ذلك: 10045 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد قال، أخبرنا ابن المبارك، عن ابن جريج قال، أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: ما رأيته إلا يوجبه، قوله: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ". (68) 10046 - حدثني المثنى قال، حدثنا سويد بن نصر قال، أخبرنا ابن المبارك، عن سفيان، عن رجل، عن الحسن قال: السلام: تطوُّع، والرد فريضة. * * * القول في تأويل قوله: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86) قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: إن الله كان على كل شيء مما تعملون، أيها الناس، من الأعمال، من طاعة ومعصية، حفيظًا عليكم، حتى يجازيكم بها جزاءه، كما:- 10047 - حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا أبو عاصم قال، حدثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: " حسيبًا " ، قال: حفيظًا.
وإذا حييتم بتحية إذا دعي لكم بطول الحياة والبقاء والسلامة. وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها التحية. 63 فحيوا بأحسن منها أو ردوها يقول. و إذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها ناصر القطامي Youtube. وإذا حييتم بتحية كأن قيل لكم سلام عليكم فحيوا المحيي بأحسن منها بأن تقولوا له عليك السلام ورحمة الله وبركاته أوردوها بأن تقولوا له كما قال أي الواجب أحدهما والأول أفضل إن الله كان على كل شيء حسيبا.
تم نشره الأربعاء 18 كانون الثّاني / يناير 2012 10:41 صباحاً
حِكمةُ الله سبحانه وتعالى صفةٌ تدور على كل الصّفات, فهو المُعزّ لحِكمَة وهو المُذلُّ لِحِكمَة, وهو المُحيي لحكمة وهو المُميت لحكمة, وهو المُعطي لحكمة وهو المانعُ لِحِكمَة, وكلُّ شيءٍ أرادهُ الله لحكمة لا نعلمها لكنّها في صالح العبد دوماً. يقول سبحانه وتعالى في الآيات 49 و50 من سورة الشورى: "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور, أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليمٌ قدير ". في الآيات توكيدٌ وتأكيدٌ على أن الله سبحانه وحده الخالق والمعطي للذكور والإناث, فيخلق إناثاً هِبَةً منهُ لفلان من الناس ولا يهبُ معه الذّكور وأيضا يهبُ لهذا الشخص ذكوراً ولا يهب معه الإناث, وذاك يعطيه الذكور والإناث واحداً تلو الآخر وهذا مقصوده "يزوجهم ذكراناً وإناثاً " أي يجعلهم من الزوجين في رحم واحد. (من تفسيرالطبري ـ طبعة دار احياء التراث العربي ' وتفسير القرطبي المجلد الثامن طبعة دار الكتب العلمية) حيث وردت اقوال العلماء والمفسرين في هذين التفسيرين حول تفسير الاية وكلها تجمع على ما لخّصنا من تفسير لها هنا ولكن نذكر المصادر للاستزادة والإطّلاع على أقوال العلماء بالآية.
يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء ذكورا
القاعدة الخامسة والأربعون: يهب لمن يشاء ما يشاء! قال الله تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى]. هذه الآية عظيمة تشتمل على قاعدة جليلة! العلم بها ومراعاتها تذهب مشكلات كثير من البيوت! تأمل قوله تعالى: {یَهَبُ} إذًا هي منحة، هي هبة! ومن هو الواهب المتفضل؟ هو الله عز وجل! ولو استحضرنا ذلك لما وقعت كثير من المشكلات في البيوت! تجد بعض الأزواج إذا رزق بالبنات دون البنين غضب! وصب جام غضبه على زوجته، وكأنه يحملها المسؤولية! والمسكينة ليس بيدها شيء! يذكر أهل الأخبار أن رجلًا يقال له أبو حمزة الضَّبي، كان تأتيه البنات ولا يأتيه البنين، فهجر زوجته، وكان يقيل ويبيت بمنزل مجاور، فمر يومًا ببيتها فسمعها تهدهد البينة وتغنيها بقولها:
مـا لأبي حمزة لا يـأتينـا *** يظل في البيت الذي يلينا
غضبـان ألّا نـلد البنيـنـا *** تـالله مـا ذلك في أيدينا
ونحن كالأرض لزارعينـا *** ننبت مـا بـذروه فينـا
قالوا: فغدا الشيخ حتى ولج البيت فقبل رأس امرأته ورأس ابنته الصغيرة! وقال: ظلمتكما وربِّ الكعبة!
يهب لمن يشاء اناثا
من فوائد الآية الكريمة: أن الأولاد هبة من الله عز وجل لقوله: (( يهب لمن يشاء ويهب)) والهبة هي العطية بلا عوض، فما هو العوض الذي علينا بالنسبة لله لهذه النعم؟ هو الشكر. وهنا سؤال هل يجوز أن تسمي ابنك أو بنتك هبة الله ؟ نعم يجوز، ولهذا قال الفقهاء رحمهم الله: في السقط، السقط إذا سقط يعني الحمل، إذا سقط بعد أن تنفخ فيه الروح فسمه ولو مات في الحال سمه، فإذا جهلت أنه ذكر أو أنثى فسمه اسما يصلح لهما بأن تقول هذا هبة الله، تسميه هبة الله. ومن فوائد الآية الكريمة: أنه لا اختيار للمرء بالنسبة للأولاد لقوله: (( يهب لمن يشاء)) فجعل الأمر راجعاً إلى مشيئته تبارك وتعالى. ومنها أنه لا ينبغي للإنسان أن ييأس إذا أتاه إناث متتابعات، فإن بعض الناس إذا أتاه إناث متتابعات أيس وقال: لن يولد لي ذكر، وهذا غلظ، فالله تبارك وتعالى يخلق ما يشاء. ومن فوائد الآية: تمام قدرة الله تبارك وتعالى حيث خلق من هذه النطفة وهي واحدة خلق منها ذكورا خلصا وإناثا خلصا، والثالث أصنافا ذكورا وإناثا مع أن الماء واحد ولكن الله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير. ومن فوائد الآية الكريمة: أن العقم يعتبر نقصاً بالنسبة لمن يولد له لقوله: (( ويجعل من يشاء عقيماً)) بعد أن ذكر أن الأولاد هبة، فيكون العقيم موهوبا له أو لا ؟ لا، إذا هذا نقص.
يهب لمن يشاء اناث
أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) أو يزوجهم ذكرانا وإناثا قال مجاهد: هو أن تلد المرأة غلاما ثم تلد جارية ثم تلد غلاما ثم تلد جارية. وقال محمد بن الحنفية: هو أن تلد توأما ، غلاما وجارية ، أو يزوجهم ذكرانا وإناثا. قال القتبي: التزويج هاهنا هو الجمع بين البنين والبنات ، تقول العرب: زوجت إبلي إذا جمعت بين الكبار والصغار. ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير أي لا يولد له ، يقال: رجل عقيم ، وامرأة عقيم. وعقمت المرأة تعقم عقما ، مثل حمد يحمد. وعقمت تعقم ، مثل عظم يعظم. وأصله القطع ، ومنه الملك العقيم ، أي: تقطع فيه الأرحام بالقتل والعقوق خوفا على الملك. وريح عقيم ، أي: لا تلقح سحابا ولا شجرا. ويوم القيامة يوم عقيم; لأنه لا يوم بعده. ويقال: نساء عقم وعقم ، قال الشاعر [ هو أبو هبل]: عقم النساء فما يلدن شبيهه إن النساء بمثله عقم وحكى النقاش أن هذه الآية نزلت في الأنبياء خصوصا وإن عم حكمها. وهب للوط الإناث ليس معهن ذكر ، ووهب لإبراهيم الذكور ليس معهم أنثى ، ووهب لإسماعيل وإسحاق الذكور والإناث ، وجعل عيسى ويحيى عقيمين ، ونحوه عن ابن عباس وإسحاق بن بشر.
يهب لمن يشاء الذكور
فتقديم الإناث كان لغرض التعبير عن انَّ الأمر بيده وانَّه يجري بمقتضى تقديره وإرادته لا انَّه يجري بمقتضى تقدير الإنسان وإرادته وإلا لكان مريدًا للذكور دون الإناث أو مريدًا لتكثير الذكور وتقليل الإناث. منشأ تقديم الذكور في ذيل الآية:
وأمَّا منشأُ تقديم الذكور في ذيلِ الآية على الإناث فلعلَّه لغرضِ التأكيد أيضاً على انَّ أمر الإنجاب خاضعٌ لمشيئته فهو تارةً يقدِّر تقديم الإناث على الذكور وأُخرى يُقدِّر تقديمَ الذكور على الإناث، وقد يكون منشأُ تقديمِ الذكور في ذيل الآيةِ هو بيان انَّ تقديم الإناث في صدر الآية لم يكن لغرض التفضيل وإلا لاقتضى ذلك التقديم مطلقًا، فهو يُقدِّم الإناث تارةً في الذكْر ويؤخِّر ذِكرَهنَّ تارةً أخرى للتعبير عن انَّه لا فَرق عنده بين الذكور والإناث. تعريف الذكور دون الإناث:
وأما تعريف الذكور فلانَّ الإنسان المخاطَب بمقتضى ثقافته يرجو من زواجه الذكور، ولهذا كان هذا المعنى حاضرًا في ذهنه، فالمُناسب بمقتضى اللغة هو التعريف بلامِ العهد المعبَّر عنه بالعهد الذهني، فحينما يكون الشيء حاضراً في الذهن لأيِّ سببٍ كان فإنَّ المُناسب لغةً هو تعريفُه لغرضِ الإشارة إلى انَّ المقصود من الخطاب هو ذلك الشيء المعهود.
يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور
وجاء الإسلام على ذلك فلم تنزل إلا في عهد علي - رضي الله عنه - فقضى فيها. وقد روى الفرضيون عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن مولود له قبل وذكر من أين يورث ؟ قال: من حيث يبول. وروي أنه أتي بخنثى من الأنصار فقال: ورثوه من أول ما يبول. وكذا روى محمد بن الحنفية عن علي ، ونحوه عن ابن عباس ، وبه قال ابن المسيب وأبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد ، وحكاه المزني عن الشافعي. وقال قوم: لا دلالة في البول ، فإن خرج البول منهما جميعا قال أبو يوسف: يحكم بالأكثر. وأنكره أبو حنيفة وقال: أتكيله! ولم يجعل أصحاب الشافعي للكثرة حكما. وحكي عن علي والحسن أنهما قالا: تعد أضلاعه ، فإن المرأة تزيد على الرجل بضلع واحد. وقد مضى ما للعلماء في هذا في آية المواريث في ( النساء) مجودا والحمد لله. الرابعة: قال القاضي أبو بكر بن العربي: وقد أنكر قوم من رءوس العوام وجود الخنثى ، لأن الله تعالى قسم الخلق إلى ذكر وأنثى. قلنا: هذا جهل باللغة ، وغباوة عن مقطع الفصاحة ، وقصور عن معرفة سعة القدرة. أما قدرة الله سبحانه فإنه واسع عليم ، وأما ظاهر القرآن فلا ينفي وجود الخنثى; لأن الله تعالى قال: لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء فهذا عموم مدح فلا يجوز تخصيصه; لأن القدرة تقتضيه.
ويتفرع على هذه القاعدة أن لو تبين زوج المرأة عقيما فلها الفسخ، فسخ النكاح، يعني لو أن أحداً تزوج امرأة وهو لا يعلم عن نفسه ثم تبين أنه عقيم، فلها أن تفسخ إما بنفسها تشهد اثنين تقول: إني فسخت نكاحي من فلان، أو بالقاضي تذهب وزوجها إلى القاضي فيفسخ النكاح وهذا حق لها، فإن قال الزوج: أنا ليس في عيب إنه يقدر على الوطء وإنه مستقيم خلقاً ودينا،ليش تفسخونها مني ؟ ماذا نقول ؟ نقول: لأن العقم عيب والمرأة لها حق في الأولاد، ولذلك يحرم على الزوج أن يعزل عن زوجته إلا بإذنها، لأنه إذا عزل عنها حرمها من الأولاد إلا أن تأذن. ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات هذين الاسمين الكريمين لله عز وجل وهما العليم والقدير. ومن فوائدها أيضاً: إثبات ما دل عليه هذان الاسمان من صفة، العليم دل على إيش ؟ على العلم، والقدير؟ على القدرة، وكل اسم من أسماء الله متضمن لصفة أو أكثر، وليست كل صفة يشتق منها اسم، انتبه كل اسم من أسماء الله فهو متضمن إيش ؟ لصفة أو أكثر، ولا يشتق من كل صفة اسم لله، وبه نعرف أن الصفات أكثر من الأسماء. ومن فوائد الآية الكريمة: إثبات المشيئة لله عز وجل لقوله تعالى: (( يخلق ما يشاء)) لا أحد يجبره على أن يخلق أنثى أو ذكر، بل له عز وجل المشيئة التامة في خلقه.