لكن موقف رضا وقتها كان مختلفًا. فبرغم أنه في بداية إنشاء مجلة المنار وفي حياة الإمام محمد عبده كان رشيد رضا – تبعًا لموقف الإمام – مؤيدًا للسلطان عبد الحميد. لكنه انقلب عليه بعد وفاة عبده، وتحديدًا في عام 1908، وشن حملة في المجلة ضده، بدأها بمقالاته النارية بعنوان " إحدى الكبر وكبرى العبر ". ولم يكتف بالكتابات، بل انضم إلى "جمعية الشورى العثمانية" التي تأسست لمناهضة السلطان العثماني. ويوم عزل السلطان عبد الحميد، وصف الإطاحة به من السلطة ب، "الانقلاب الميمون". موقف محمد رشيد رضا يبدو غريبًا نسبيًا عن موقف النخب في مصر، والخديوي عباس حلمي الثاني، والأزهر، إذ كان أغلبهم يميل للسلطان العثماني نكاية في الإنجليز، بل واستعدى عليه رجال الدين في العالم الإسلامي، وتحديدًا في الهند، الذين كان يرتبط بهم قبلها ارتباطًا وثيقًا؛ إذ اعتبروا موقفه أقرب للتيار الوطني منه إلى الإسلاميين. وفي ظني، فسبب موقفه يعود لأصوله الشامية، ودرايته بالمظالم العثمانية هناك،
فبينما كان ينعم المصريون بهامش من الحريات مصحوبًا بالتطوير والتحديث مع الحراك الثقافي والفكري خلال فترة الاحتلال الإنجليزي الذي رآه وعاينه بنفسه، كانت الشام لا تزال راضخة تحت الحكم العثماني بطبيعته المنغلقة والتسلطية القمعية.
- الشيخ محمد رشيد رضا
- الشيخ محمد رشيد رضا قباني
- محمد رشيد رضا قباني
- أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ۖ وأولئك هم الغافلون
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 57
- معنى كلمة طبع - المعجم الوسيط - الجواب
الشيخ محمد رشيد رضا
2 – دافع عن الأرمن ضد "الهمجية العثمانية"
للشيخ محمد رشيد رضا كذلك موقف مميز من قضية الأرمن؛ فبرغم أنه كان معارضًا لثورات الأرمن ضد العثمانيين، وكثيرًا ما كان يتهم روسيا والدول الأوروبية بتأجيج مشكلة الأرمن، إلا أنه تضامن مع الأرمن الفارين إلى مصر: خطب في كنيستهم، واستكتبهم في مجلته، وأدان جرائم الإبادة العثمانية بحقهم. منها ما ذكره عن مجزرة أضنة "وقد ولدت الثورة بالعاصمة فتنة في ولاية أضنه، فهب الترك لذبح الأرمن، وهو عمل يتبرأ الإسلام منه ومن فاعليه. ولكنه لا يسلم معه من طعن الأمم فيه، فبهمجية هؤلاء الأقوام صار المسلمون حجة على الإسلام". غير أنه من الأمانة أن نذكر أن قضية الأرمن كانت تخدم الثورة العربية في الشام والحجاز ضد العثمانيين، وهو ما سنوضحه في الفقرة التالية. 3 – دعم الثورة العربية ضد العثمانيين
يضيق الإسلاميون بفكرة العروبة لصالح الخلافة الإسلامية، ويعتبرون ثورة الشريف حسين ضد الأتراك خيانة وعمالة. أما محمد رشيد رضا فيعتبر من أوائل المنظرين الذين تولوا قضية العرب والترك، وكان يرى أنه لا بد للعرب من رابطة تجمعهم، وأنهم أحق بالخلافة من الأتراك. وفي سبيل ذلك، دعم الثور العربية في الحجاز بقيادة الشريف حسين ضد الأتراك، حيث كتب مؤيدًا له، ودعم تحالفه مع الإنجليز رغم عدائه المعلن لهم في كتاباته باعتبارهم محتلين، كما كان من مؤسسي "جمعية الجامعة العربية" بعد سقوط طرابلس في يد الطليان، والتي تعتبر من بواكير فكرة فكرة القومية العربية.
الشيخ محمد رشيد رضا قباني
محمد رشيد رضا: هو شمس أشرقتْ في سماء العالم الإسلامي، وأحد أهم رواد النهضة الإسلامية منذ أواخر القرن التاسع عشر، وهو الداعية المنادي بالإصلاح الذي ملأ العالم نورًا. فحمل مشعله متنقلًا من بيروت إلى مصر حتى يُحقِّق رسالته التي كرَّس حياته من أجلها. وُلد «محمد رشيد بن علي رضا» عام ١٨٦٥م، في قرية «القلمون» الواقعة ﺑ «جبل لبنان»، وكان أبوه «علي رضا» إمام مسجد القرية؛ فحرص على نشأته نشأةً دينية؛ فحفظ القرآن الكريم وتعلَّم مبادئ القراءة والكتابة والحساب. وتلقَّى تعليمه الابتدائي في «المدرسة الرشيدية» ثم التحق ﺑ «المدرسة الإسلامية» بطرابلس. تتلمذ «محمد رشيد رضا» على يد مجموعة من مشايخ عصره في لبنان مثل «حسن الجسر» و«محمود نشابة» و«محمد القاوجي» وآخرين، كما سعى للاتصال ﺑ «جمال الدين الأفغاني» غير أنه لم يُفلح. عندما وجد «محمد رشيد» صعوبة التعلُّم على يد «الأفغاني» انتقل إلى مصر ليدرس على يد «محمد عبده»، وكان قد التقاه من قبلُ في لبنان، غير أنه لم يَستطِع أن يتصل به. ومن مصر بدأ الشيخ في دعوته الإصلاحية التي كان يرنو إليها، وهي الدعوة للإصلاح عن طريق التربية والتعليم، واتخذ من جريدته «المنار» منبرًا ينشر منه أفكاره.
محمد رشيد رضا قباني
لم يكن أمام «محمد رشيد رضا» سوى الاستمرار في الدعوة إلى إقامة نظام دستوري شامل يُصلح ما أفسده رجال «السلطان عبد الحميد الثاني» في الولايات العثمانية المختلفة؛ فبينما يُصر السلطان ورجاله على بثِّ الفُرقة بين العرب والتُّرك، ونَشْر ألوان الاستبداد والظلم ومَنْع كل صاحب رأي أن يبوح بأفكاره وسط العامة، كان «رشيد رضا» يُصر من جهةٍ أخرى على أن يستمر في دعوته لإصلاحٍ سياسيٍّ ينتشل المسلمين مما وقعوا فيه مِن جَرَّاء السياسات الحميدية المُستبِدة. ويُمثل كتابُه هذا رسالةً خفية للباب العالي؛ يُبين فيها نظام الخلافة وأصولها وأحكامها، من شروط الخليفة وطُرق تَولِّيه وأشكال البَيعة والشورى وغيرها، ليُبيِّن للعامة عَوارَ النظام الحميدي وما وصلت إليه أوضاع الخلافة تحت سيطرته.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا من مؤسسة هنداوي بشكل قانوني؛ حيث إن نص الكتاب يقع في نطاق الملكية العامة تبعًا لقوانين الملكية الفكرية.
هذا، وقد خلَّف الشيخ الإمام "محمد رشيد رضا" آثارًا قيِّمة، منها:
• الحكمة الشرعية في محاكمة القادرية والرِّفاعية. • مجلَّة المنار. • تاريخ الأستاذ الإمام الشيخ "محمد رضا" وما جرى بمصر في عصره. • نداء للجنس اللَّطيف. • الوحي المحمدي. • الوهابيون والحجاز. • السُنَّة والشِّيعة. • مناسك الحج.. أحكامه وحِكَمه. • تفسير القرآن الكريم، المعروف بتفسير المنار. ولقي الشيخ "رشيد رضا" ربَّه في الثالث والعشرين من جمادى الأولي / 22 أغسطس 1935م.
والطبع: الختم والوسم بطابع ونحوه على الشئ ، لكى لا يخرج منه ما هو بداخله ، ولا يدخل فيه ما هو خارج عنه. أى: أولئك الذين شرحوا صدورهم بالكفر ، وطابوا به نفسا ، قد طبع الله تعالى على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ، فصارت ممنوعة من وصول الحق إليها ، وعاجزة عن الانتفاع به ، وأولئك هم الكاملون فى الغفلة والبلاهة ، إذ لاغفلة أشد من غفلة المعرض عن عاقبة أمره ، ولا بلاهة أفدح من بلاهة من آثر الفانية على الباقية. البغوى: ( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون) عما يراد بهم. ابن كثير: فطبع على قلوبهم فهم لا يعقلون بها شيئا ينفعهم وختم على سمعهم وأبصارهم فلا ينتفعون بها ولا أغنت عنهم شيئا فهم غافلون عما يراد بهم. القرطبى: أولئك الذين طبع الله على قلوبهم أي عن فهم المواعظ. وسمعهم عن كلام الله - تعالى -. وأبصارهم عن النظر في الآيات. معنى كلمة طبع - المعجم الوسيط - الجواب. وأولئك هم الغافلون عما يراد بهم. لا جرم أنهم في الآخرة هم الخاسرون تقدم. الطبرى: يقول تعالى ذكره: هؤلاء المشركون الذين وصفت لكم صفتهم في هذه الآيات أيها الناس، هم القوم الذين طبع الله على قلوبهم، فختم عليها بطابعه، فلا يؤمنون ولا يهتدون، وأصمّ أسماعهم فلا يسمعون داعي الله إلى الهدى، وأعمى أبصارهم فلا يبصرون بها حجج الله إبصار معتبر ومتعظ ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) يقول: وهؤلاء الذين جعل الله فيهم هذه الأفعال هم الساهون ، عما أعدّ الله لأمثالهم من أهل الكفر وعما يراد بهم.
أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم ۖ وأولئك هم الغافلون
9-سورة التوبة 93 ﴿93﴾ ۞ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ ۚ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ إنما الإثم واللوم على الأغنياء الذين جاءوك -أيها الرسول- يطلبون الإذن بالتخلف، وهم المنافقون الأغنياء اختاروا لأنفسهم القعود مع النساء وأهل الأعذار، وختم الله على قلوبهم بالنفاق، فلا يدخلها إيمان، فهم لا يعلمون سوء عاقبتهم بتخلفهم عنك وتركهم الجهاد معك.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 57
ومن هنا جاء معنى الكَمال في الغفلة لا من لام التّعريف.
معنى كلمة طبع - المعجم الوسيط - الجواب
معنى كلمة طبع – المعجم الوسيط
طَبَعَ
الشيءَ ـَ طَبْعاً، وطِباعَةً: صاغه وصوّره في صورةٍ ما. يقال: طَبَعَ اللهُ الخَلْقَ: أنشأَهُ. وطبعت الدولة النّقدَ: صاغتهُ ونَقَشَتْهُ. وطبَعَ الإناءَ من الطِّين وغيره: صنعه منه. وـ نقشَه ورسمَهُ. وـ الكتاب: نقل صورته من الحروف المعدنية المجموعة إلى الورقِ بوساطة المطبعة. (محدثة). وـ فلاناً على كذا: عوّدَه ونشّأَهُ عليه. وـ الشيءَ وعليه: ختم عليه بطابَع. وـ ختمه وأغلقه، ومنه في التنزيا العزيز: {طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ}: ختمها وأغلقها فلا تَعي خيراً. وـ الدَّابَّة: حَمَّلَها ما لا تطيق. وـ الشيءَ: دنّسَه وشَانَه. (طَبِعَ) ـَ طَبَعاً: دنِسَ وعِيبَ في جسْم أو خُلُقٍ. ويقال: طبِعَ السيفُ وغيره: عَلاه الصَّدَأُ. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الكهف - الآية 57. وـ الثوبُ ونحوه: اتَّسَخَ اتِّساخاً شديداً. وـ فلانٌ: لم يكن له نفاذٌ في مَكارِم الأمورِ ونحوها. فهو طَبِعٌ، وطَبيعٌ. ( أَطْبَعَُهُ): أثقله بحمله. ( طَبَّعَهُ): مبالغة طبعه. ويقال: طبعه على كذا: عوده إياه. وـ دنسه أو نجسه. وـ أطبعه. ( انْطَبَعَ): مطاوع طبعه. ( تَطَبَّعَ) بكذا أو بطباعه: تخلق. وـ الإناء بالماء وغيره: امتلأ وفاض به من جوانبه وتدفق.
والفرق بين العظيم والكبير، أن العظيم يقابل الحقير، والكبير يقابل الصغير، فكأن العظيم فوق الكبير، كما أن الحقير دون الصغير، ويستعملان في الجثث والأحداث جميعا، تقول: رجل عظيم وكبير، تريد: جثته، أو خطره. ومعنى التنكير أن على أبصارهم نوعا من التغطية غير ما يتعارفه الناس، وهو غطاء التعامي عن آيات الله، ولهم من بين الآلام العظام نوع عظيم من العذاب، لا يعلم كنهه إلا الله تعالى.