إن كتابة المسرح ( الكتابة فيه.. الكتابة عنه.. الإحاطة به) ، تستدعي جهدا ذهنيا تقنيا إبداعيا يختلف عما لو كانت عليه هذه الكتابة في المنتج الأدبي ، فإذا كانت الكتابة في الآخر الأدبي تتجلى في كل معطيات اللغة بألسنيتها ودلالاتها وتداعياتها وظلالاتها وتشظياتها وتفجرها وتناصاتها ، فإن كتابة المسرح تستحضر هذه المعطيات لتندغم وتتلاشى في جسد الفعل ، في تفعيل خواص اللغة ، في تجسيد منطوقاتها ، في تحريك أو حركنة ثوابتها البؤرية. إن النظر إلى النص المسرحي باعتباره أدبا ، سيقودنا حتما إلى أحكام قاصرة ملتبسة ، ذلك أن النص المسرحي ليس نصا معدا للقراءة فقط ، وإنما هو مشروع كتابة لأفعال وتجسدات أخرى. كتب ادوات النقد الادبى - مكتبة نور. إذن هل ينبغي علينا أن نطلب من قارئ هذا النص بأن يطالع هذا المشروع في كتابته الأخيرة ؟. إن النص المسرحي يظل كتابة مرجئة ما لم يتجسد ، يظل مسودة لإنجاز تجسيدي مقترح ، إذ أن من يكتب المسرح ـ أتصوره ـ يحفز الجسد ، الفعل ، على تخطي حدود خطوطه الأولى ، على ملاحقة كائن ما ـ وإن كان وهميا ـ يستثير حيز الحياة على استدعاء طاقة تستنطق الحرف الميت في المشروع. إن هذا الكاتب يريد أن يرى الأشكال والألوان والأحداث والأجساد حية مجسدة أمامه ، لا أن يخالها فحسب أو يتصورها ، يريد أن يشحذ خياله لحظة التجسيد الأولي لتفجير كوامن جسد آخر يتملك قابلية الحركة والحياة في المسرح.
الأدب الرقمي التفاعلي والتعددية الإبداعية ـ إيمان العامري - أنفاس نت
النقد الأدبي في القرن الهجري الخامس: استمر النقّاد في تأليف الكتب النقديّة، وأضافوا أبحاثاً في الإعجاز القرآني، ومن أشهر النقاد في هذه الفترة عبد القاهر الجرجاني صاحب كتاب "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة". النقد بين القرن السادس الهجري والعصر الحديث: شهد النقد الأدبي فترةً من الجمود، ثم تقلّص تدريجيّاً حتى وصل إلى أواخر القرون المتأخرة، ويعود السبب في ذلك إلى قلّة الإبداع والانفصال بين البلاغة والنقد، ولكن ظهر في هذه الفترة نقاد بارزون، مثل ابن سناء الملك، الذي ألّف كتاب (دار الطراز). النقد الأدبيّ في العصر الحديث: شهدت هذه الفترة حركة إحياء نقديّة على يد العديد من النقاد، ومن أشهرهم الشيخ حسين المرصفي. قضايا النقد الأدبي عند العرب تحتوي اللغة العربيّة على كثير من الصنوف الأدبيّة، لذا تتعدد القضايا الأدبيّة والنقديّة التي يتعرّض لها النقاد والأدباء، ومن هذه القضايا التي تعرّض لها النقد الأدبي: قضية المفاضلة أو الموازنة بين شعرَين أو شاعرَين. قضية السرقات الشعريّة. قضيّة عمود الشعر. قضية العلاقة بين الشعر والأخلاق أو الشعر والدين. الأدب الرقمي التفاعلي والتعددية الإبداعية ـ إيمان العامري - أنفاس نت. قضية الوحدة والكثرة في القصيدة. اتجاهات النقد الأدبيّ العربيّ في العصور الحديثة اختلفت الأذواق والمناهج المتّبعة في النقد الأدبي عبر التاريخ؛ نظراً لاختلاف المدارس الفكريّة والأدبية والدينيّة التي تخرّج منها النقاد العرب، وظهرت العديد من المناهج والاتجاهات النقديّة ومنها: الاتجاه الذي يعتمد على الذوق الملموس والثقافة العربيّة النقيّة، التي تأثرت وما زالت بالقرآن الكريم والحديث النبويّ.
توجيه الأدب والأدباء: وتعتمد هذه الوظيفة على توجيه النقّاد للأدباء عندما يُرى منهم الابتعاد عن الواقع، أو عن الإطار العامّ للمجتمع الذي يعيشون فيه، ويهدف توجيه النقاد عادةً إلى تحسين النوع الأدبيّ، وإعطائه المزيد من الواقعيّة والاتصال بالمجتمع، والحياة والبعد عن الانحرافات الأدبيّة التي من الممكن أن يقع فيها الأدباء. التطوّر التاريخي للنقد الأدبي عند العرب يُعتبر النقد من أهم الأسباب التي حافظت على مكانة الأدب العربيّ؛ لذا كان اهتمام العرب به كثيراً، وفيما يلي لمحة تاريخيّة عن تطوّر ونشأة النقد العربيّ عبر التاريخ: النقد عند العرب في الجاهليّة: تميّز النقد في الجاهلية بأنه كان تأثريّاً أي لحظيّاً، ويرتكز بشكل أساسيّ على الحس الفطري، ويشمل أحكاماً جزئيّة، والكثير من المبالغات، وليست له قواعد وشروط معيّنة. كتب Principles of Literary Text Analysis - مكتبة نور. النقد في عصر صدر الإسلام: تأثر النقد عند العرب بعد دخول الإسلام وانتشاره، ممّا أثر في الفكر العربي، وتطوّر النقد العربي في هذه الفترة بشكل ملحوظ، فأصبح النقد يتّصف بالدقة في أحكامه، والتركيز على الصدق والمبادئ الرفيعة في الأعمال الأدبيّة. النقد في القرن الهجري الثانيّ: تأثر النقد الأدبي العربيّ بالحركة العلميّة الإسلاميّة بشكلٍ كبير، فبرزت طائفة من النقاد اللغويين الذين اهتموا بجمع الشعر القديم، والنظر فيه، والموازنة بين الشعراء، والحكم على طريقة كتاباتهم وأشعارهم، كما اهتمّوا بالصفات الفنيّة للأدب.
كتب ادوات النقد الادبى - مكتبة نور
يعد الأدب الرقمي التفاعلي من مجموعة الإبداعات التي تولدت مع توظيف الحاسوب والتكنولوجيات الحديثة، وهو" جنس أدبي جديد ظهر على الساحة الأدبية، يقدم أدبا جديدا يجمع بين الأدبية والتكنولوجية.
الاتجاه الذي يربط بين الثقافة العربيّة الإسلاميّة والثقافة الغربيّة، وفي الوقت نفسه يحافظ على الأصالة العربيّة. الاتجاه الذي تبرز فيه الثقافة الغربيّة؛ فيطبق منهج نقّاده، ويعملون بمبادئها ومقاييسها. الاتجاه النقديّ الإسلاميّ، الذي يهتم بجوهر العمل الفنيّ وقيمه، فيسلّط الضوء على الشخصيّة الإسلاميّة وتراثها العريق. المصدر:
كتب Principles Of Literary Text Analysis - مكتبة نور
الهوامش والإحالات: 1 -فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي،بيروت، 2006، ص49. 2-المرجع نفسه،ص53. 3-سعيد يقطين، من النص إلى النص المترابط،مدخل إلى جماليات الإبداع التفاعلي، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2005، ص10. 4- زهور كرام،الأدب الرقمي أسئلة ثقافية وتأملات مفاهيية،رؤية للنشر والتوزيع،القاهرة،ط1،2009،ص22 5-المرجع السابق، ص 101. 6-محمد أسليم، انظر الرابط: الأستاذة إيمان العامري جامعة سكيكدة
إن كتابة النص المسرحي هي كتابة الممارسة ذاتها ، كتابة عناصر الخلق بكل تجلياتها الكائنية الحية ، يستحضر فيها الكاتب البواعث الحركية الأولية لدى المخرج ، الممثل ، المشاهد ، بيئة التجسيد ، إنه يلغي كتابته أو يخضعها لتأويلات أخرى حين تخضع لاختبار تجسيدي ، ومن هنا تبدأ كتابته الفعلية الأولى لجسد العرض المسرحي ، وبلاغتها تتجلى في انقلابها الطردي على ذاتها. ولأنها كتابة الممارسة نجد بعض الكتاب المخرجين يكتبون مشروعهم مباشرة على جسد العرض المسرحي ، ولا أعني بذلك الكتابة المطوّعة للمسرح ، كاختبار نص روائي أو قصصي أو شعري أو ما شابه ذلك ، فهذه بحاجة إلى كتابة مضاعفة الجهد ، تبدأ من تحويلها إلى مشروع نص مسرحي وانتهاء بها إلى حالة إخضاعها لاختبار تجسيدي لعرض مسرحي. إنني أعني كتابة النص المسرحي حتى وإن لم يتوفر على مساحة لحوار بين شخوصه على المستوى اللفظي ، خصوصا وإن الكلمة عندما تسيطر بحضورها الأدبي في النص ، تسهم في تهميش الفعل ( الجسد) في المسرح. إنها الكتابة المعملية المضادة للكتابة المسرحية الإحكامية والاستسهالية ، فالكتابة الإحكامية تتجلى بوضوح في المسرح الذهني ، التجريدي ، تلك الكتابة المرشحة للاطلاع في أغلب الأحوال ، كما أننا نلحظ ذلك في الكتابة المحكمة الصنع التي تراعي الاكتمال والإتقان إلى حد الانغلاق على نفسها ، والتي تفترض نزول المخرج عند رغبتها ، لا فتح الأفق أمامه لمحاورتها والإضافة إليها وخلق رؤية له فيها.
وفي هذه اللحظات سنعيش وقتًا طيبًا مع سورة الحاقة، تلك السورة العظيمة التي صورت أحوال الآخرة تصويرًا دقيقًا تنخلع له القلوب، وتذرف منه العيون، وتقشعر من أجله الجلود. استمع إلى تلك الأحوال العظيمة يخبر بها أصدق القائلين في كتابه العظيم فيقول: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ﴾ [الحاقة: 13]، وذلك حين ينفخ إسرائيل في الصور فتنبت أجساد العباد، وتدخل أرواحهم في أجسادهم، فإذا الناس قيام لرب العالمين. خطبة واعظة. ﴿ وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ﴾ [الحاقة: 14]، أي: فُتِّتت الجبال واضمحلَّت وخُلِطت بالأرض ونُسِفَت عليها، فكان الجميع قاعًا صفصفًا، لا ترى فيها عِوَجًَا ولا أمْتًَا. فبينما كانت جبالاً عظيمة ورواسي شامخة إذ جاءها أمر ربها فدُكدِكَتْ حتى لم تكن شيئًا، قدرةٌ عظيمة، وقوةٌ هائلة، فسبحان القوي العزيز! أما السماء فإنها تضطرب وتمور، وتتشقق ويتغير لونها، وتهي وتضعف بعد قوتها وصلابتها، وما ذلك إلا لأمرٍ عظيم أزعجها، وكربٍ جسيم هائل أوهاها وأضعفها. ﴿ وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ ﴾ [الحاقة: 17]، فهؤلاء الملائكة الكرام على جوانب السماء وأركانها خاضعين لربهم، مستكينين لعظمته، ومن هؤلاء الملائكة أملاكٌ في غاية القوة يحملون عرش الرحمن.
خطبة وعظية - ملتقى الخطباء
موعظة وذكرى
إنَّ الحمد لله نَحمَدُه، ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونؤمِن به ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريكَ له، مَن يَهدِه الله فلا مُضلَّ له، ومَن يضللْ فلن تَجِدَ له وليًّا مرشدًا، ونشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله الله بالهُدَى ودِين الحقِّ والنور والموعِظة على فتْرة من الرُّسل، وقلَّة في العلم، وضلالة مِن الناس، وانقطاع مِن الزمان، ودنوٍّ مِن الساعة، وقُرْب مِن الأجل، مَن يطع الله ورسوله فقد رشَد، ومَن يعصِهما فقد غوَى وفرَّط، وضلَّ ضلالاً بعيدًا. أما بعد: عبادَ الله:
فإنَّ خير ما يُوصِي به المسلمُ أخاه أن يَحُضَّه على العمل للآخِرة، وأن يأمرَه بتقوى الله، فابتغوا فيما آتاكم الله الدارَ الآخرة، ولا تنسوا نصيبَكم من الدنيا، وتحلَّوا بتقوى الله، واحذروا ما حذَّركم الله من نفْسِه، ولا أفضلَ مِن ذلك موعظة، ولا أفضل مِن ذلك ذِكرى، ومَن يُصلِح الذي بينه وبين الله مِن أمر السر والعلانية لا يَنوي بذلك إلا وجْهَ الله، يَكُنْ له ذِكرى في عاجلِ أمره، وذُخرًا فيما بعدَ الموت حين يفتقر المرءُ إلى ما قدَّم، ومَن كان سوى ذلك يَودُّ لو أنَّ بيْنه وبيْنه أمدًا بعيدًا، ويُحذِّركم الله نفْسَه، والله رؤوف بالعِباد.
ملتقى الخطباء
واتقوه بحفظ ألسنتكم إلا عن خير فإن الألسن أكثرُ ما يكب الناس في جهنم على مناخرهم. احفظوا البطون عن أكل الحرام كالسرقة والربا والرشوة وأكل مال اليتيم. واحفظوا الفروج إلا على أزواجكم فإن الزنا وعمل قوم لوط من أعظم المنكرات التي توعد الله أهلها بالعقوبات العاجلة والآجلة والعامة والخاصة وضرب على ذلك الأمثال لعباده ليتعظوا وليعتبروا
إن جوارحكم هذه ستسأل عنكم وستجيب بأفصح منطق وأصدق جواب فاحذروا أن تفضحكم يوم الفضائح قال تعالى (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ [يس: 65]). وعن أنس بن مالك قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: " أتدرون مم أضحك؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم. ملتقى الخطباء. قال: "من مجادلة العبد ربه يوم القيامة، يقول: رب ألم تجرني من الظلم؟ فيقول: بلى. فيقول: لا أجيز علي إلا شاهدًا من نفسي. فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حَسيبًا ، وبالكرام الكاتبين شهودا. فيختم على فيه، ويُقال لأركانه: انطقي. فتنطق بعمله، ثم يخلى بينه وبين الكلام، فيقول: بُعدًا لَكُنَّ وسُحقًا، فعنكنَّ كنتُ أناضل". وعن بَهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنكم تُدْعَون مُفَدَّمة أفواهكم بالفِدَام، فأول ما يُسأل عن أحدكم فخذه وكتفه".
خطبة واعظة
فلنراجع قلوبنا ولنحاسب أنفسنا ولنضع الأمور في موازينها الصحيحة فالآخرة هي دار القرار وما الدنيا إلا مزرعة يستغلها الصالحون العقلاء بأحسن الحرث حتى يحصدوا يوم القيامة أطيب الثمر. ثم اعلموا رحمكم الله أن خير الحديث كتاب الله …الخ
عباد الله: اتقوا الله ولا تغرنكم الحياة بزينتها, ولا النفوس بشهواتها, ولا الدنيا بما فتح عليكم من فتنتها, فان وراءكم سفرا بعيدا, وهولا شديدا, لقد غيب عنا أمر عظيم لا يخطر على البال, فعنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- خُطْبَةً مَا سَمِعْتُ مِثْلَهَا قَطُّ قَالَ: " لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا " قَالَ: فَغَطَّى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وُجُوهَهُمْ لَهُمْ خَنِينٌ. [متفق عليه]. أي غطوا رؤوسهم يبكون. وعن أبى ذر قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: " إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا -أَوْ مَا مَنْهَا- مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدٌ لِلَّهِ تَعَالَى, وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ ".