[٦]
"ْمَن صامَ رمضانَ، وسِتًّا من شوَّالٍ، فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [٧] حديث في إسناده ضعف، صحيح لغيره، أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده، وأخرجه المحقق شعيب الأرنؤوط في تخريج المسند وحكم بأنّه صحيح لغيره، من طريق جابر بن عبدالله. [٨]
" مَنْ صام رمضانَ وأتبَعه بستٍّ مِنْ شوالٍ فكأنَّما صام الدَّهْرَ". [٩] حديث صحيح، أخرجه الإمام مسلم في صححه، وكثرت طرقه حتى وصل للتواتر، من طريق أبي أيّوب الأنصاريّ. [١٠]
"من صامَ ستَّةَ أيَّامٍ بعدَ الفطرِ متتابعةً فكأنَّما صامَ السَّنةَ كلَّها". [١١] حديث منكر، رواه الطبرانيّ في المعجم الأوسط، لا يصحّ الاستشهاد به، من طريق أبي هريرة رضي الله عنه. [١٢]
"من صامَ رمضانَ وأتبعَهُ ستًّا من شوَّالٍ صامَ السَّنةَ كلَّها". [١٣] حديث متروك، ففي سنده يحيى بن سعيد وهو راوٍ متروك، من طريق الصحابييْن؛ عبد الله بن عبّاس وجابر بن عبدالله رضي الله عنهما. [١٤]
"مَن صام رمَضانَ وأتبَعه سِتًّا مِن شوَّالٍ خرَج مِن ذُنوبِه كيومَ ولَدَتْه أُمُّه". فضل صيام الست من شوال. [١٥] حديث موضوع، أخرجه الطبراني في المعجم الاوسط، من طريق ابن عمر. [١٢] فضل صيام الست من شوال:
اتباع المسلم صيام رمضان بصيام ست أيام من شهر شوّال، يعادل في الأجر والثواب كصيام الدهر كلّه، وزيادة خير على تكفير ذنوب العبد ما بيْن الرمضانيْن، فجعل الله تعالى صيام الستّ من شوال زيادة في الخير والأجر والفضل من الله تعالى.
- فضل صيام التطوع
- فضل صيام الست من شوال
- إنا كل شيء خلقناه بقدر
- إنا كل شيء خلقناه بقدر وما امرنا
فضل صيام التطوع
أن أفضلية صيام الست من شوال ثابتة، وهي مستحبة للآثار الصحيحة الواردة في ذلك، وذلك بعد أن يفصل بينها وبين رمضان بإفطار يوم العيد، وإذا كانت متتابعة أو متفرقة، جاز ذلك، وتحصَّلت الفضيلة المرجوة. إن الله عز وجل شرَع العبادات والطاعات لأجل تزكيةِ النفس وطهارتها، كلما ازداد المؤمن في الطاعات كان أكثر صلاحًا وتقربًا إلى الله عز وجل، وكلما ازداد في المعاصي كان أغلط قلبًا. موسم الطاعات والعبادات يأتي من حين لآخر، فما إن ينتهي رمضان ، حتى يحل بنا شهرُ شوال، وهو أيضًا شهر مبارك، وهو شهر طاعة، فهو بداية أشهر الحج ، وفيه صيام الست، فعلى المسلم أن يصوم ستة أيام من هذا الشهر؛ نظرًا لأهمية هذا الصيام الثابثة بالأحاديث الصحيحة الواردة فيه، ولذا يُشرَع للمسلم صيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، فهو سنة مستحبَّة غير واجبة، فضلها عظيم وأجرها جسيم. فضل صيام الست من شوال.. حديث من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال - شبابيك. يعلم كل مسلم أن الصوم من العبادات التي تُطهر القلوب مِن أدرانها، وتزكي النفس من أضرارها، وتشفيها من أمراضها، ولذا فرض الله عز وجل صيام رمضان؛ لكي تطهر القلوب وتزكَّى النفوس، فما إن انتهى صيام رمضان، حتى حث النبي صلى الله عليه وسلم أمَّته على صيام الست من شوال، لأهميتها وفضلها زيادة على صيام رمضان.
فضل صيام الست من شوال
قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الذي يظهر أن المراد بها البيض: انتهى. وفي سنن أبي داود: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال: وقال: هن كهيئة الدهر: صححه الألباني. وفي سنن النسائي عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة:حسنه الألباني. والله أعلم.
خلاصة القول: عُلِمَ من الأحاديث النبوية والآثار، وأقوال العلماء المتعلقة بمسألة صيام ست من شوال - أن أفضلية صيام الست من شوال ثابتة، وهي مستحبة للآثار الصحيحة الواردة في ذلك، وذلك بعد أن يفصل بينها وبين رمضان بإفطار يوم العيد، وإذا كانت متتابعة أو متفرقة، جاز ذلك، وتحصَّلت الفضيلة المرجوة. أهم المصادر والمراجع: 1- النووي، المنهاج: شرح مسلم، دار إحياء التراث العربي، بيروت. 2- ملا على القاري، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، دار الفكر، بيروت. 3- كتاب 21 فائدة في صيام 6 شوال. 4- الدكتور محمد مصلح الزعبي، بحث بعنوان صيام ست من شوال، دراسة حديثية فقهية، قسم أصول الدين جامعة آل البيت. [1] صحيح مسلم: باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعًا لرمضان، حديث: 1164. [2] سنن الترمذي، باب ما جاء في أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، حديث: 413، وقال الترمذي: وفي الباب عن تميم الداري حديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روِي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة. [3] صحيح البخاري ، باب: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر، حديث: 4836. [4] رواه البخاري. فضل صيام التطوع هو صيام. [5] سنن الترمذي، باب ما جاء في صيام ستة من شوال، حديث: 957، وقال: وفي الباب عن جابر وأبي هريرة وثوبان، وحديث أبي أيوب، حديث حسن صحيح.
فكما أن حسن الصناعة واطراد قانونها دليل على حكمة وروعة الصانع، فكذلك اطراد سنن الطبيعة دليل على قدرة الله تعالى وحكمته. يمكن حل هذه الإشكالية، باستعارة نموذج ابن رشد لحل العلاقة بين الحرية من جهة، والقضاء والقدر من جهة أخرى. وهو نموذج يجمع بين قدرة الإنسان ورغبته، (توفر الإرادة، وفق النموذج الرشدي)، من جهة، وموافقة قوانين الطبيعة. الإنسان عندما يدعو ربه، فهو بالتأكيد يرغب في ما يدعو ربه من أجله، مما يعني توفر الإرادة؛ وبنفس الوقت، فلا بد من أن يتوفر للإنسان ما وصفها ابن رشد بـ (الأسباب الداخلية)، وهي القدرة على استخدام سنن الطبيعة؛ ثم ضرورة ما وصفها ابن رشد بـ (مواتاة الفعل لسنن الطبيعة). وهكذا، فإن إتمام الإنسان لفعله، أيا يكن ذلك الفعل، إنما يعتمد على إرادته وقدرته من جهة، وعلى موافقة الفعل لسنن أو قوانين الطبيعة من جهة أخرى. كل شيئ خلقناه بقدر. ومن هذا المنطلق، فدعاء الله تعالى يأتي ضمن هذا النموذج؛ وهو ما يعني أن استجابة الله تعالى لدعاء الإنسان ليس معناه خرقا لسنن الطبيعة ونظام العالم، وإنما يكون، والله أعلم، هداية للإنسان إلى سلوك الأسباب الصحيحة التي توصل إلى المسببات. والله تعالى هو خالق الكون والعالم ومسبب الأسباب، وهو الذي بقدرته الفائقة خلق التلازم العضوي المترابط بين الأسباب والمسببات؛ وهو قادر على خلق أكوان أخرى، وابتداع علاقة أخرى بين الأسباب والمسببات؛ وإنما جعل سبحانه الكون على تلك العلاقة بين المسبب والمسبب، والتي لا تتغير ولا تتبدل، رحمة بالإنسان، وتسهيلا له على تسيير حياته بما يتوافق مع إرادته وقدرته.
إنا كل شيء خلقناه بقدر
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ (49) { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} وهذا شامل للمخلوقات والعوالم العلوية والسفلية، أن الله تعالى وحده خلقها لا خالق لها سواه، ولا مشارك له في خلقها وخلقها بقضاء سبق به علمه، وجرى به قلمه، بوقتها ومقدارها، وجميع ما اشتملت عليه من الأوصاف، وذلك على الله يسير،
إنا كل شيء خلقناه بقدر وما امرنا
بأمكانك اختيار فلانه لا فلانه؟
حقيقه قبل فتره افحمني أحدهم بهذا الموضوع ولم استطع اقناعه... أحسست اني عاجز عن مقارعته بالحجج. 15-10-2021, 10:23 PM
المشاركه # 10
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدورالغنايم
حكم رد السلام أثناء خطبة الجمعة
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: تعلمون وفقكم الله أن رد السلام واجب، وأن الإنصات بخطبة الجمعة واجب، فإذا سلم أحد الأشخاص والخطيب يخطب فهل أرد عليه، خاصةً إذا ألح علي واضطرني إلى الرد أفتونا مأجورين السلام وهو في وقت الخطبة غير مشروع، بل يصلي التحية ويجلس ولا يسلم على أحد، حتى ينتهي الخطيب، وإذا سلم عليك لا ترد إلا بالإشارة كما لو سلم عليك في الصلاة ترد بالإشارة ويكفي، وليس له أن يلح في طلب السلام، وإذا مد يده تمد يدك ولا تتكلم بشيء حتى ينتهي الخطيب، فإذا سكت الخطيب ترد عليه والحمد لله. يستدل بقوله تعالى ( إِنا كل شَيْء خَلقنَاه بقدر ) على وجوب الإيمان بركن من أركان - عالم الاجابات. والمؤمن يتأدب بالآداب الإسلامية ويتعلم، كما أنه في الصلاة يرد بالإشارة، فهكذا إذا سلم عليه أخوه والإمام يخطب يرد بالإشارة، الإشارة بيده أو برأسه، ويكفي والحمد لله. /
15-10-2021, 10:28 PM
المشاركه # 11
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العوده1
الزواج قدر قوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر:49].
إن القرآن لمملوء بما يفيد التلازم الضروري بين الأسباب والمسببات، سواء في العالم، ومنه الإنسان بعلاقاته المتشابكة، أم في الطبيعة؛ ومنها قوله تعالى: (فهل ينظرون إلا سنة الأولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا). وقوله تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، وهو ما يشير إلى ضرورة تعاطي الإنسان للسبب حتى يحصل له المسبب (النتيجة). ثمة اعتقاد موغل في الفكر العقدي الإسلامي، وهو فكر شكله الأشاعرة، بأن قلب الموجودات عكس طبيعتها دليل على قدرة الله الفائقة. وهكذا، قال الأشاعرة بـمبدأ (التجويز)، ويعني أن موجودات الكون جائز في العقل أن تكون على ما هي عليه، كجواز ألا تحرق النار، وكجواز أن تلد البقرة حصانا، وكجواز أن يغرس الزارع بذرة قمح فتخرج شعيرا. جريدة الرياض | دعاء الله تعالى بالتوافق مع سنن الطبيعة. وكما أن الشمس تطلع من الشرق وتغرب من الغرب، فجائز في العقل أن تشرق من الغرب وتغرب من الشرق؛ ولكن، وفقال للأشاعرة، بما أن موجودات الكون وُجِدَتْ على هيئة معينة كشروق الشمس من الشرق وغروبها من الغرب، فلا بد أن يكون هناك مخصص جعلها على هذه الصورة دون تلك، مع قدرته على جعلها على عكسها، وهو الله تعالى وتقدس. دحض ابن رشد الفكرة الأشعرية الموغلة في السذاجة بأن ذهب إلى أن اطراد سنن الطبيعة، ودوام طبائع الموجودات وانتظامها المستمر هو وحده الدليل على وجود الله تعالى وقدرته.